Al Jazirah NewsPaper Sunday  31/01/2010 G Issue 13639
الأحد 16 صفر 1431   العدد  13639
 
ظلم المرأة : طفلة القصيم نموذجا
عبدالله بن محمد السعوي

 

غني عن القول: التأكيد على أن التقارب في الأفكار والمفاهيم وطرق التفكير والعمر الزمني هو أحد إبراز أسرار نجاح الحياة الزوجية ووصولها الى بر الأمان، كما أن رحابة الهوة وشساعة البون بين الطرفين في كثير من المعطيات أمرمن شأنه أن يحيل البيت.....

الذي يفترض أن يكون واحة للتنعم والجذل اللامحدود إلى قطعة من نار لاتبقي ولاتذر. التباين الحاد بين الزوجين عايشناه واقعا مجسدا في ذلك الرجل الثمانيني الذي حاول التشبب على حساب طفلة طاهرة نقية بريئة لاتتجاوز السنة الثانية عشرة من العمر وفي حالة من الانتهاك الصارخ لحقوق الطفولة بعد شيئنتها وسلعنة وجودها.

إنهاكارثة بكل المقاييس أن تُسلعن الطفلة (رشا) وتكره على العيش في هياجير عجوز هي بمثابة أحد أحفاد أحفاده! إنها مصيبة عظمى أن يتجرد أب من الشعورالأبوي لمجرد الظفر بحفنة من الدريهمات!. الهوس المادي حوّل قضية الزواج كمفهوم ينطوي على عقد مقدس ورباط وثيق حوله إلى مسألة تجارية ومادة توظف للبيع والشراء وسحق كرامة الإنسان.إن أباً بهذه المثابة ليس له أدنى حق في ممارسة الولاية على من تحت يده، فالشارع الحكيم ينزع ولايته ويكف يده عن التحكم بمن يعول كنتيجة حتمية لانحطاط نظريته التي لاتنبعث الاوفقا للاعتبارات المادية المجردة فحسب.المسؤولية أيضا تطال ذلك المأذون الذي لم يحرك ساكنا, بل بارك هذه المساومة وتواطأت قناعته مع قناعات الطرفين: البائع والمشتري! ألايدرك ذلك المأذون- الذي فقد مسوغات ترشيحه لتلك المهنة وفقد مبررات تأبطه لدفتر العقود- ان مضي الحياة الزوجية برجل كهل بلغ من السن عتيا وبطفلة في مستهل السلم الحياتي إن هذا أمر دونه خرط القتاد ؛ لأن هذا الفارق الواسع فى المرحلة العمرية يلغي حلقة الاتصال بينهما، وبالتالي يُفقد الحياة البينية أسمى معانيها فالكهل كلما تقدم به العمر فى المقابل فقد كثيرا من مقوماته كزوج وبدأ يدب الوهن في أوصاله وتسري أدواء الشيخوخة في هيكله العام مما يجعله بالتالي عديم الرغبة بفعل عجزه عن القيام بما يفترض أن يؤديه من واجبات زوجية بينما الزوجة (الطفلة) على العكس من ذلك إذ كلما تقادم بها الزمن نضجت وربت وباتت أكثر توقا إلى الشريك الذي هو في هذه الحالة بدأ النكوص والأوبة إلى الوراء والشروع في العد التنازلي وليس بمقدوره تحقيق الإشباع الأدنى فضلا عن الأعلى لها وحينئذ تكون المرأة مُعرضة والى حد كبير للانحياز نحو خط الانحراف الذي تهتف إغراءاته بالإنسان على نحولم يسبق له نظير.إن زج هذه الطفلة في علاقة غير متكافئة وعلاقة لاتجسد الافق المقاصدي الذي أنشئت جراءه هو جريمة بحقها ومصادرة لحياتها وغش ستدفع ثمنه غاليا وعلى كافة الصعد.

الأبعاد المآلية لزيجة كتلك لاشك وخيمة، فالمسيرة الزوجية ستُمنى بالإخفاق الذريع وسيسدل عليها الإفلاس ستره المفعمة بالكئابة كإفراز طبيعي لعلاقة متكئة على أساس من ضمور الحس بالمسؤولية وخفوت حاد في نوعية المعاينة وانعدام لمستوى الرؤية النائية المدى.



Abdalla_2015@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد