Al Jazirah NewsPaper Thursday  11/02/2010 G Issue 13650
الخميس 27 صفر 1431   العدد  13650
 
بين السعودية والوطن
سعيد الدحية الزهراني

 

وكأننا نعيش في وطن بلا اسم..؟؟!!

واسمحوا لي أن جاء مستهل هذه القراءة على النحو الصادم بعاليه.. لكنه لسان حالنا الذي نراه ونعيشه كل يوم.. دون أن نتساءل: لماذا؟

يتحدث عباد الله من حولنا في مختلف أصقاع الدنيا.. فلا ترد لديهم مفردة الوطن بعمومية الجنس.. مثلما نرددها نحن هنا بل ونكتبها بل ومرة أخرى نتغنى بها وكأننا وطن بلا اسم يتعين به الوصف.. وينتفي عنه التعميم بلفظ الجنس..

يقيناً لن ترتقي هذه الرؤية إلى الكتابة فيما لو كان المدار تداول شعبوي عام.. لكنه تمدد إلى أعلى درجات التلقائية عبر صوت النخب وقادة الرأي لدينا.. ولكم أن تجروا تحليلاً للمتيسر من مقالات كتاب الصحف لدينا.. ثم قارنوا حينها بالرقم والنتيجة كم وردت كلمة الوطن في تلك المقالات في مقابل الاسم الصريح للوطن «السعودية»..

وهنا أستوقف لأستوضح: كيف نسأل عن غياب الهوية الوطنية لدى أجيالنا الناشئة دون أن تقرر نخبنا المبجلة فداحة ما اقترفت عندما لا تسمي الوطن باسمه الصريح (السعودية).. ومعاذ الله بل (وما أكثر هذه الـ»بل» في هذا المقال) أبرأ إلى الله من إساءة الظن في رموزنا الوطنية على مختلف توجهاتها وأطيافها.. لكنني أمام جريمة كبرى في حق وطننا (السعودية) وأجياله وناشئته.. الأثمن والأغلى إلى منتهى حدود الوصف والإطلاق..

ينتشي الإخوة الأشقاء في مصر فلا ترد مفردة الوطن في خطابهم بأدنى إحصاءات الرقم.. وكأن معجمهم خلا من هذه المفردة.. حين يرتفع صوت «المصري» بـ»مصر» يُخيل إليك أنها الروح التي لا معنى للجسد في غيابها.. يستطيل ابن الكويت فلا يكاد ينطق باسم الكويت دون أن ينحني قلبه قبل قوامه.. يرتعد السوريون وإذا بك أمام نشوة الحب الذي يختفي أمامه كل شيء عدا «سورية» وهو يغني أنشودة عمره الخالدة.. ناهيك عن ما يدوزنه الآخر في منظور الوصف العروبي الحديث وهو يتحدث عن وطنه اسماً معيناً لا وصفاً عمومياً..

السعودية.. ويتهادى النور والحلم في يقين السعوديين.. صدقاً يتجاوز العابر من وصف الكلام.. ووشماً يعتلي صفحات القلوب والأرواح.. وقصيدة من نبض فاره اسمه «السعودية»..

المؤلم أننا نخدر كل هذه الأحاسيس باسم الجنس العام «الوطن».. دون أن نتجه إلى موضع الروح فينا وهو تعيين الاسم المباشر «السعودية»..

يا أيها السعوديون.. ألغوا الدلالات الفضفاضة.. واستبدلوا «الوطن» بـ»السعودية».. انسجوا اسم هذا الوطن: السعودية.. في صميم النسيج الثقافي التلقائي فيكم.. أحيوا روح الوطنية لدى أجيالكم بالاسم الصريح «السعودية» لا باسم الجنس العام «الوطن».. قولوا لهم وطنكم اسمه السعودية.. لقنوهم أغنية الخلود فيهم بأن السعودية هي الاسم الأوحد لهم.. فيما تسقط جل الاستعارات الأخرى..

***

اسمي: السعودية.


aldihaya2004@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد