Al Jazirah NewsPaper Thursday  11/02/2010 G Issue 13650
الخميس 27 صفر 1431   العدد  13650
 
خادم الحرمين أفضل شخصية في العالم الإسلامي للمرة الثانية اختيار له أكثر من دلالة ومغزى
بقلم - د. أحمد بن محمد السيف *

 

إن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أفضل شخصية استقطاباً للتأييد بين المسلمين هو أمر يثلج الصدور، ويبهج النفوس، وإن كان ليس بمستغرب على من هو مثل الملك في صفاته الشخصية ومزاياه القيادية وإنجازاته الجبارة.

فخادم الحرمين الشريفين هو أكبر شخصية تأثيراً وتأييداً بين زعماء العالم الإسلامي وفقاً للاستطلاع الذي أجرته مؤسسة (بيو) للأبحاث في واشنطن. وتتضح أهمية هذا الاستطلاع في مصداقيته الكبيرة، لأسباب منها: حيادية مصدره، وكونه جهة غير ربحية، وكفاءته وخبرته في إدارة استطلاعات الرأي.

إن نتائج الاستفتاء ليست مفاجأة، فخادم الحرمين الشريفين يحظى بالاحترام والتقدير من شعوب العالم، لمواقفه الحكيمة وسياساته العادلة تجاه القضايا والأحداث الدولية، ومنها قضايا الطاقة والمناخ وحوار الثقافات والكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة، وغيرها.

وليس هذا التأييد الشعبي الذي أبان عنه الاستطلاع إلا استجابة للمزايا الظاهرة والكامنة في الشخصية المتكاملة لخادم الحرمين الشريفين، ومن أبرزها ما ألهمه الله تعالى به من قدرة فائقة على اتخاذ القرارات الصائبة. وكذلك مهارته وحنكته في إدارة الحكم، وحسُّه الناضج بالواقع الإسلامي والدولي، إضافة إلى رصيد حافل من الإنجازات العملاقة والمواقف الأصيلة والقرارات الحكيمة المؤثرة في المستويات المحلية والوطنية والدولية.

إن هذا التأييد الشعبي من العالم الإسلامي كان استجابة عفوية لمواقف خادم الحرمين الشريفين الأصيلة من قضايا أمته الإسلامية وتبنيه لها، وفي مقدمتها قضية فلسطين التي يعد موقفه الداعم لها من أهم أسباب هذا التقدير الشعبي النابع من العاطفة الدينية والوطنية الصادقة. فلا عجب إذن أن يحوز رضا الشعوب الإسلامية، لأنه مدافع عن قضاياها مهتم بمصالحها. بل إن هذه القضايا والمصالح تحتل أولى اهتماماته وتعتلي سلم أولوياته.

كما أن هذا التأييد يجسد تفرد خادم الحرمين الشريفين بهذه الصفات والسجايا التي أثارت الإعجاب واستقطبت التقدير، ليس من الشعوب الإسلامية فحسب، بل حتى من شعوب العالم الأخرى.

لذلك جاءت ردة الفعل مواكبة للفعل، فكان التقدير والإعجاب بشخصية خادم الحرمين الشريفين مردّه إلى دوره القيادي والمؤثر في أحداث العالم الإسلامي وقضاياه خلال عهده الميمون، على الرغم من أن هذه الأحداث اتسمت بالتأزم في السنوات الأخيرة في ظل تحديات مستجدة ونظام عالمي جديد، دأب بعض منظريه على تبني نظرية صراع الحضارات، وإن كان خفوتها وشيكاً - بإذن الله - بسبب الاستراتيجيات الإعلامية والسياسية الحكيمة لبعض الجهات والمؤسسات الرائدة في الدفاع عن الإسلام، والدعوة إلى الحوار الثقافي، وكان دور خادم الحرمين الشريفين في رعاية مبادرات الحوار الثقافي والدفاع عن الإسلام ودعمها معنوياً ومادياً - سواء كانت حكومية أم لا - عظيماً لا ينكر تأثيره في تراجع الصورة النمطية السيئة المترسبة في أذهان قادة الغرب وشعوبه تجاه الإسلام والمسلمين، وتقهقر حدة نزعة (الإسلاموفوبيا) الناشئة عن الجهل بالإسلام ورسالته القائمة على الوسطية والتسامح.

وتُعد ردة الفعل الشعبية التي أفصح عنها الاستطلاع اعترافاً وامتناناً لجهود الملك ومبادراته الإنسانية ودعمه لقضايا الشعوب الإسلامية. علما بأن ثقة الشعوب وتقديرها أمرٌ لا ينال بالشعارات والخطب الفارغة والمبالغات المقيتة، بل يُحرَز بالأفعال العظيمة والإنجازات الكبيرة على أرض الواقع، والملك باختصار يَعد فينجز، ويحول الأفكار والمعاني المجردة إلى مشروعات متجسدة وإنجازات ملموسة.

إن مهارات القيادة وسمات الزعامة التي يتحلى بها خادم الحرمين الشريفين، ليست نابعة من فراغ، بل حصيلة سلسلةٍ من الدروس العملية والخبرات الميدانية تلقاها وتشربها من خلال تجربة مديدة من الخدمة في مواقع ومناصب قيادية طوال عهود الملوك السابقين بدءاً من والده المؤسس ومروراً بإخوته الملوك رحم الله الجميع.

وقد تجلت مهاراته القيادية والإدارية من خلال مواقفه الأصيلة وقراراته الصائبة تجاه الكثير من الأحداث والقضايا التي شهدها عهده منذ توليه الحكم. وهي مواقف وقرارات تتسم بالحكمة والاعتدال والتوازن، والحفاظ على الثوابت الوطنية والدينية.

فالملك رجل سلام، ذو فكر ثاقب ورؤية عميقة وحس ناضج تجاه قضايا وطنه وقضايا العالم الإسلامي والعالم أجمع. هو رجل يمد يد الصداقة إلى شعوب العالم من خلال نظرته الإنسانية المفعمة بالحب والمودة، ومن خلال مشاريعه الإنسانية التي لا تعترف بالحدود أو الأعراق أو الأديان.

ومن يستطيع أن ينكر دور المليك الإنساني في دعم الشعوب الإسلامية وغيرها من شعوب العالم، ومد يد العون لها في أثناء الكوارث، أو دوره الإصلاحي من خلال بذل العديد من مساعي الصلح ومبادرات المصالحة في أكثر من بقعة من العالم الإسلامي وغيره، وبعضها كان له أثره في تهدئة النفوس وإصلاح ذات البين.

إن عهد خادم الحرمين الشريفين على قرب بدايته، كان شامخاً بإنجازاته عظيماً بمشاريعه التي عمت كل المجالات، وشملت كل القطاعات، إنه عهد لا يُقاس بمدته القصيرة بقدر ما يقاس بأعماله العظيمة وآثاره الجبارة.

إن عهد خادم الحرمين الشريفين - أمد الله في عمره وأدام عليه نعمتي الصحة والعافية- يُعد بحق مثالاً للوعي الكبير بقضايا الأمة والإحساس العميق بمآسيها والتفاعل الإيجابي معها، وهو على المستوى المحلي عصر ذهبي للتنمية الشاملة في الموارد الاقتصادية والبشرية، ومنها هذه القفزة الجبارة في مجال التعليم، التي تخطت الحدود، وجسدتها الرغبة الملكية الحريصة على جعل المملكة منطلقاً عالمياً لنهضة علمية وتقنية من خلال التطوير الإيجابي لمؤسسات التعليم العالي كماً وكيفاً ونوعاً، وكان إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية مثالاً حياً على هذه الرغبة الملكية الكريمة..

وغير بعيد عن هذا السياق يأتي انعقاد المعرض الدولي للتعليم العالي في الرياض قبل أيام، وقد حضرته أبرز المؤسسات والجامعات العالمية من جهات الدنيا الأربع، وشهدت فعالياته والأنشطة المصاحبة له من مؤتمرات وندوات حضوراً وتفاعلاً منقطعي النظير، وكان فرصة للتواصل والتعاون بين الجامعات المحلية وغيرها من المؤسسات والجامعات العالمية أفرزت اتفاقيات تعاون وشراكة في مجالات تبادل الخبرات والمعلومات والكادر البشري.

وينبغي لنا – نحن المواطنين - أن نشعر بالفخر تجاه هذا التأييد الشعبي الكبير الذي حظي به مليكنا، لانعكاس هذا التأييد على بلادنا وشعبنا. وإشعاره بجدارة المملكة قيادةً وبلداً بهذه المكانة المتميزة التي تتبوأها بين بلدان العالم الإسلامي.

حفظك الله ورعاك، وسدد في الخير خطاك، وستبقى يا مليكنا المحبوب في سويداء قلوبنا معززاً مقرباً.

* مدير جامعة حائل



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد