Al Jazirah NewsPaper Friday  26/03/2010 G Issue 13693
الجمعة 10 ربيع الثاني 1431   العدد  13693
 
مشاركة الإسرائيليين في توحشهم

 

سعة الصدر التي يتسم بها رجال السياسة الغربيون في تعاملهم مع الكيان الإسرائيلي أصبحت السمة البارزة في التعامل مع هذا الكيان الذي لم يترك موبقة إلا وفعلها، وكل الدول الغربية من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، بل وحتى الدول التي انعتقت من رقبة النظام الشمولي، أصبح الجميع يتعامل مع إسرائيل، بتفهم وتسامح حتى في ارتكاب الجرائم الكبرى كاستعمال جوازات السفر البريطانية والايرلندية والفرنسية والاسترالية والالمانية في تنقل فريق (اغتيال) القيادي الفلسطيني محمود المبحوح..

فحتى الإجراء البريطاني بإبعاد دبلوماسي إسرائيلي من بريطانيا إجراء أقل من المطلوب من دولة كان يجب أن تحافظ على مصالحها السيادية؛ إذ إن معظم الدول العربية -إن لم يكن جميعها- أخذت تنظر بعين الشك للجوازات الأوروبية التي أصبحت (مطية) للإسرائيليين لتمرير وعبور عملائها إلى الدول العربية لتضيف الجوازات الأوروبية عبئا جديداً على الأجهزة الأمنية العربية والإسلامية، إضافة إلى ازدواجية الجنسية التي يحملها العديد من الاسرائيليين، والتي تتيح لهم التجول في الدول العربية، بل وفي خدمة قطاعات إستراتيجية وحساسة لها حضور في أقطار عربية وإسلامية، فهناك الكثير من الذين يخدمون في القوات الامريكية العاملة في العراق وأفغانستان وبعض دول الخليج من اليهود الذين يحملون إضافة إلى جنسيتهم الأمريكية جنسية الكيان الإسرائيلي، وهناك آخرون يجمعون بين الجنسية الفرنسية والإسرائيلية والألمانية والإسرائيلية وغيرها من الجنسيات الغربية وحتى الروسية.

إذن، الغربيون والذين يمدون الكيان الإسرائيلي بالرجال ويسمحون بازدواجية جنسياتهم، ويقدمون للكيان الإسرائيلي الدعم السياسي والمالي وكل شيء، عليهم أن يضبطوا أفعال هذا الكيان ويحدوا من التوحش الذي يطبع أعمالهم؛ فالأعمال التي يقوم بها الإسرائيليون فاقت كل المسموح به، وكل ما يمكن أن يغض النظر عنه، والمنطق والدول العربية والإسلامية تعتبر كل من يسكت عن هذه الأعمال ولا يواجهها بالنقد يعد مشاركا بها ومحرضا عليها، خاصة وأنها أفعال تصنف كعمل معاد للبشرية.

****




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد