Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/03/2010 G Issue 13694
السبت 11 ربيع الثاني 1431   العدد  13694
 
أهمية منصب المدير في الجامعات السعودية
أ‌. د. علي بن شويل القرني

 

من المناصب المهمة التي بدأت تتركز عليها ألأنظار في الآونة الأخيرة منصب مدير جامعة، ولم يكن هذا المنصب بذات الأهمية التي يحتلها اليوم، فقد كان مجرد منصب من المناصب التي يأتي عليها التغيير

كل أربع سنوات، ويتم التجديد لمرة او مرتين.. أما اليوم فالأمور تغيرت كثيرا، فأصبح هذا المنصب من المناصب الإدارية المهة في المجتمع السعودي والحياة العامة، وخاصة في القطاعات التعليمية..

ولا شك أن شخصية بحجم مدير جامعة الملك سعود ومعه عدد من شخصيات مديري الجامعات السعودية الأخرى أعطت أهمية قصوى لهذه المناصب، وباتت هذه الشخصيات في واجهة التعليم العالي في المملكة، ومتحدثة عن حركة التطور الهائل الذي تمر بها المملكة خلال السنوات القليلة الماضية.. فمن يتابع هذه الحركة سواء من الداخل او الخارج سيجد أنها غير مسبوقة على المستويات الكمية والنوعية.. وهذا لاشك انعكاس بالدرجة الأولى لما توليه القيادة السعودية ممثلة في الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني.. فقد وضعت القيادة أولوية قصوى للتعليم عامة والتعليم العالي خاصة ليقود مشروعات التطوير في بلادنا في المستقبل بإذن الله تعالى..

لدينا عدد كبير من أصحاب المعالي مديري الجامعات بعدد الجامعات الحكومية وجميعهم تم اختياره وفق معايير نوعية تواكب التحولات الجديدة في مفهوم التعليم العالي.. وتحقق أهداف الدولة والمجتمع في هذه المرحلة.. ولكن التجربة التي مرت بها جامعة الملك سعود تعد نموذجية وتحتاج أن تدرس في محافل تعليمية وعلمية.. فقصة نجاح جامعة الملك سعود وتحولها الى جامعة عالمية وفق المقاييس والمعايير والمؤشرات الدولية هي مصدر اعتزاز وطني لكل سعودي وعربي..

ولهذا فنحن عندما نتحدث عن منصب مدير جامعة، فإن ذلك مرده لأهمية مثل هذا المنصب في الفترة الحالية من تطور بلادنا الكبير.. ومدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان كان صاحب رؤية، ولهذا فنعتقد أن من أهم سمات شخصية مدير أي جامعة هو أن تكون لديه رؤية واضحة إلى أين سيتجه بجامعته في السنوات التالية.. ويجب أن تكون هذه الرؤية ممتدة إلى الأمام، فلا تكون الرؤية هي فقط لأربع سنوات قادمة من تاريخه الوظيفي كمدير جامعة، ولكن الرؤية هي: أين ستكون الجامعة خلال عشرين أو خمسة وعشرين عاما قادمة..؟

والرؤية هي محور أساسي لكل المناصب الإدارية، فأي مدير لا يمتلك رؤية لجهازه الذي يعمل فيه لن يحقق أي نجاح يذكر، إلا اذا كانت رؤيته هي ابقاء الوضع القائم كما هو.. كما حدث سابقا مع مديري جامعات آخرين وعدد من الإدارات والمؤسسات التي ارتأى القائمون عليها المحافظة على وضعها القائم دون تغيير.. وظنوا أن النجاح هو البقاء على نفس الوضع دون تغيير، علما أن المحافظة على الوضع الراهن يعني أن الأمور متقهقرة إلى الخلف، ويعني أن ألآخرين يتقدمون ويتجاوزن ونحن في نفس المكان..

حدثت أمور عديدة على صعيد العمل التنفيذي في بلادنا، ويأتي في مقدمتها أن المسئول يجب ان يعمل من أجل التطوير والتحديث وخدمة استراتيجية التنمية الشاملة في بلادنا.. ومقياس النجاح هو حجم العمل والمسافة التي يقطعها المسئول منذ توليه مسئولية المنصب وحتى انتهاء فترة ارتباطه الإداري.. هذا هو المحك الأساسي لنجاح المسئولية الإدارية.. ومن يتابع جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد بمناسبة إقرار ميزانية الدولة نتابع أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لكافة الوزراء هي أن يعملوا ويسعوا على انجاز المشروعات التي تقر في هذه الميزانيات، فهي مشروعات ضخمة ونوعية وتعود على المواطن بالنفع والخير في المستقبل القريب والبعيد.. وهكذا يصبح الإنجاز هو المعيار للعمل والنجاح..

لقد حققت جامعة الملك سعود انجازات كبيرة وهائلة لم تكن في ذهن أي شخص قبل حوالي ثلاث سنوات، وعندما جاء مديرها الحالي عمل وفق رؤية وأعلنها خلال أول أسبوعين من تسلمه زمام المسئولية في الجامعة، وهي أن جامعة الملك سعود ستعمل على خطوات تؤهلها للريادة العالمية.. وهذا ما تحقق بفضل الله ودعم القيادة العليا ومساندة وزارة التعليم العالي وعلى رأسها الدكتور خالد العنقري الذي حاول وأصاب في وضع رؤية استراتيجية للدولة في تطوير مؤسسات التعليم العالي في بلادنا، وجامعة الملك سعود هي أحد نجاحات التعليم العالي في المملكة..

ونعود إلى منصب مدير الجامعة، فبات من المناصب المهمة في مجتمعنا لأنه معني بتطوير مؤسسات التعليم العالي في بلادنا، وهي المؤسسات التي تخرج كوادر المستقبل وتسلم قادة التنمية اليها.. كما أن الجامعات الآن أصبحت هي صورة جديدة عن بلادنا تتحدث في صمت، وتعبر عن الحراك العلمي والاجتماعي الكبير في بلادنا بطريقة غير مباشرة.. وقد انتقلت بلادنا الى مرحلة جديدة من بناء الصورة الايجابية، فلم تعد عبارة عن إعلانات تنشر في صحف عالمية هنا وهناك، أو إعلانات تلفزيونية في محطات دولية، ولكن أصبحت الصورة مبنية على الإنجاز المحلي الذي يستطيع أن يصل عالميا.. ونجاحات الجامعات السعودية يصب في خدمة صورة المملكة العربية السعودية في العالم..

المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية - أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود


alkami@ksu.edu.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد