Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/03/2010 G Issue 13695
الأحد 12 ربيع الثاني 1431   العدد  13695
 
الشفافية والواقعية في قمة سرت

 

بدأت القمة العربية في مدينة سرت الليبية، التي تعقد تحت مسمى (صمود القدس)؛ تيمناً ورغبة من العرب جميعاً بأن يفلحوا في إنقاذ مدينة القدس التي تتعرض إلى أخطر تهديد تواجهه المقدسات والإنسان المقدسي المهدد بالطرد من مدينته.

القمة بدأت بشفافية من خلال اعتراف رئيس القمة السابقة الشيخ حمد بن خليفة أمير دولة قطر بأن السنة التي مرت على العرب لم يتحقق فيها ما كانت تأمل به الأمة العربية؛ فقضية القدس أصبحت أكثر قتامة، والأخطار تتضاعف، ولم يحصل الفلسطينيون إلا على الإدانة والشجب، وأن انتظارنا لعمل اللجنة الرباعية لحل القضية الفلسطينية لم يسفر شيئاً، بل أضعنا وقتاً دون أن يتحقق شيء أن لم يزدد الأمر سوءاً.

هذه الأوضاع جعلت الأوضاع السياسية، خاصة في معالجة الأزمات والقضايا الإقليمية، أكثر قتامة، وهو ما أوجد تباعداً بين آمال وطموحات المواطنين العرب وفعل الأنظمة العربية، وهو ما أشار إليه رئيس القمة الحالية القائد الليبي معمر القذافي.

ولعل الشيء المضيء في وقائع افتتاح قمة سرت هو العرض الواقعي والصادق الذي تضمنه تقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى، الذي أكد هو الآخر عدم تحقيق شيء يذكر يشكّل إضافة للقوة العربية التي أخذت تتآكل بسبب تدخل دول الجوار العربي في الشؤون الداخلية العربية.

الأمين العام اقترح تشكيل رابطة للجوار العربي تكون نواتها تركيا وإيران، على أن يسبق ذلك فتح حوار مع إيران لمعالجة القلق الذي تستشعره الكثير من الدول العربية من تدخلات إيران في الشأن العربي.

هذه الشفافية والطرح الواقعي وتقديم مقترحات بدلا من الاقتصار على تقديم الشكوى تؤشر إلى بداية إيجابية في العمل المشترك، وهو ما تأمل به الدول العربية وتسعى إليه الجماهير العربية التي تتابع أعمال قمة سرت، متمنية الانطلاقة الحقيقية لاستعادة القوة العربية والواقعية للعمل العربي، ونبذ الاستعراض والادعاء اللذين طبعا العمل العربي في السابق.

***




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد