Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/03/2010 G Issue 13695
الأحد 12 ربيع الثاني 1431   العدد  13695
 

في الوقت الأصلي
هل هذا هو الهلال؟!
محمد الشهري

 

مَن شاهد الهلال في لقائه الأربعاء الماضي بضيفه أهلي الإمارات، وقد شاهده طوال مراحل الموسم.. لا يمكن أن يصدق أن مَن يشاهده هو نجم الموسم وهلاله الذي أطرب المحايدين قبل أن يطرب المريدين، بما جسده من فنون الكرة، والتفنن في نثر سحرها عبر المستطيلات الخضراء، ومن عطاءات غاية في السخاء.. والذي توج كل ذلك بنتائج مبهرة وضعته على رأس الهرم دون منازع (؟!!).

ولا يمكن لأحد أن يتخيل تلك الحال التي كان عليها الفريق الأزرق يوم الأربعاء.. كرات مقطوعة، تمريرات خاطئة في معظمها، عدم جدية، أداء باهت حد التثاؤب (؟!!).

حقيقة لقد احترت في فهم أسباب ما شاهدته وتساءلت: هل هي الثقة المفرطة، أم لعله غياب ويلهامسون؟ ولكن النتيجة تظل واحدة في كلتا الحالتين بما ترتب عليها من التفريط في استثمار عامل التفوق الفني والعناصري، فضلاً عن عاملي الأرض والجمهور حين تمكن الفريق الضيف من خطف نقطتين ثمينتين من الحساب المفترض للهلال في الوقت بدل الضائع من المباراة (؟!!).

قبل اللقاء كانت التوقعات كلها تصب في خانة خروج الزعيم بغلّة عامرة من الأهداف تسهل مهمته في قادم اللقاءات، فإذا به يخرج بتعادل أشبه بالهزيمة (؟!).

للتذكير فقط، قلت هنا قبل نحو ثلاثة أسابيع: إذا لم يستطع الهلال التعامل مع وهج نجومية الموسم، ومع شلال الإطراءات والترشيحات، ولم يستطع الاستفادة من مجمل الدروس البعيد منها والقريب في مشواره الآسيوي، فهو غير جدير بهذه المهمة، وما زلت عند رأيي هذا.

** عموماً: ما زال في الوقت متسع للتعويض شريطة نفض غبار الأداء الغريب الذي شاهدناه ليلة الخميس، وبالتوفيق إن شاء الله.

إلى مَن يهمه الأمر

يقول صديقي الشغوف بكرة القدم حتى العظم، والوطني حتى النخاع: سأقوم بمسح معظم القنوات المتخصصة من جهازي الخاص، وأمنح الوقت الذي أمضيته في متابعتها لقناة الوطن، ولكن متى؟ ومتى هذه لا أملك تحديد أوان بسط ذارعيها.. إذ هو من شؤون الجهة المعنية.

ويسترسل: سأقوم بتلك الخطوة بكل فخر، عندما ألمس أنها تنافس القنوات الأخرى في مسألة التعاطي المهني البحت مع كافة الأطراف المتبارية بصرف النظر عما إذا كانت محلية - محلية، أو كان أحدها محلياً والآخر من موزمبيق.

ويضيف: سأكون أكثر فخراً وأكثر استجابةً لنداء الانحياز المشروع لقناة (وطني) عندما أجدها تعافت وتخلصت من داء فرض الوصاية عليها، ومن تبعات نفوذ الواسطة والمحسوبية التي ينتج عنها فرض الكثير من السحنات ذات الأفكار السقيمة، على برامجها كضيوف، وبخاصة تلك التي لا همَّ لها سوى الاستهزاء برياضتنا ومنجزاتها الوطنية عبر منبر قناة الوطن (!!).

وسأكون أكثر انجذاباً وطمأنينة عندما أتيقن من أن من تناط بهم مسؤولية الإخراج قد تخلصوا من ممارسة ميولهم من خلال عملهم.

كما لن يكون لي أي عذر في عدم الشعور بالغبطة والارتياح حد (الانشكاح) على رأي أديبنا (مشعل السديري) عندما أشاهد المذيع يرفض بكل ثقة (رشّة) المديح المجانية التي يتخذها بعض المتداخلين وبعض الضيوف وسيلة جاهزة ورخيصة في سبيل العبور وممارسة تنزيه وتلميع من يشاء، في مقابل ممارسة الإساءات والتطاول على الكيانات والرموز والشخصيات الأخرى، والتي يكتفي المذيع إزاءها بترديد جملة: (جميل، جميل)، وصلت الفكرة (؟!!).

وأردف قائلاً: نحن لا نطالب بالكمال؛ فالكمال لله وحده، ولكنني تمنيت لو أن المبالغ التي تم رصدها كجوائز للمتميزين في كرة القدم لهذا الموسم.. تم صرفها على عقد دورات تعنى بالرفع من معدل مهنية وفكر المخرجين.. كذلك زيادة معدل تثقيف المعدين والمذيعين والرفع من معدل إلمامهم بواجباتهم التي من أهمها عدم السماح بالإساءة والتطاول على أطراف أخرى غير متواجدة من قبل حثالات المدرجات والمنتديات الذين يتم فرضهم كضيوف وكمنظرين وأصحاب آراء.. حتى وإن كان المبرر هو البحث عن الإثارة من خلال ترك الحبل على الغارب لهم لاستعراض ثقافاتهم وقدراتهم على الإساءة للآخرين بدعوى حق الأطراف المساء إليها في التداخل والدفاع عن نفسها، ولا سيما إذا كانت تلك الأطراف من التهذيب والتأدب بحيث تفضل الترفع عن التداخل لمجادلة ذلك النوع من البشر الذين انتزع الله الحياء منهم انتزاعاً.. هذا جانب، والجانب الآخر: أن هذا النوع من استجداء الاهتمام القائم على الردح والردح المضاد، لا يمكن أن يخدم القناة بقدر ما يقلل من قيمتها في نظر العقلاء الذين يأملون أن تكون منبراً نخبوياً، لا أن تكون ساحة لتبادل البذاءات والساقط من الأقوال.

في نهاية الأمر اتفقت أنا وهذا الصديق المحب لكل ما هو وطني على أن ما تقدم لا يقلل بأي حال من قيمة النقلة المباركة التي طرأت مؤخراً على مستوى الكثير من جوانب العمل في القناة، وأن ما جرى التطرق إليه من ملاحظات، ما هو إلا من باب عتب المحب، ويعلم الله.

** أرجو من الله التوفيق لقناتنا العزيزة وللقائمين عليها.

بيت القصيد

(.. ولم أر في عيوب الناس عيباً

كنقص القادرين على التمام)

إلى الهلاليين باختصار

عندما نستعرض مجمل القامات القيادية الرفيعة، سواء في الداخل أو الخارج، فضلاً عن الشرفاء من أبناء الوطن ومن الأشقاء والأصدقاء الذين بادروا وما زالوا يفخرون ويباركون لزعيم القرن الآسيوي على لقبه العالمي الكبير.. فإنه يصبح من العيب جداً إقامة أي اعتبار أو وزن ل(شوية هلافيت) لا يتمتعون بأدنى صفة اعتبارية أو معتبرة تجعلهم في عداد الذين يمكن الالتفات إليهم حتى شذراً؛ وبالتالي عدمية التشرف بمعرفة مواقفهم في مثل هذه الأمور الوطنية، خصوصاً إذا علمنا بأنهم جبلوا على الشك والتشكيك حتى في أنفسهم وفي بعضهم البعض.. وما يجري بينهم هذه الأيام من تبادل للاتهامات الفضائحية على رؤوس الأشهاد، فضلاً عن تنافسهم المحموم على مسألة مَن يدين الآخر بأكبر قدر من الفضائح، لهو شرف عظيم للهلال ومنسوبيه بألا يحظى بمباركة هذا الصنف من ال(...)؛ وبالتالي حتمية إلقائهم هم وهذيانهم في (...)، والعمل على إعداد مهرجان كبير يليق بالزعيم ولقبه العالمي، وترك هؤلاء يمارسون أدوارهم المشبوهة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد