Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/03/2010 G Issue 13697
الثلاثاء 14 ربيع الثاني 1431   العدد  13697
 
الحبر الأخضر
الندوة العالمية للشباب.. وكأس العالم 2-2
د. عثمان بن صالح العامر

 

كتبت في الأسبوع الماضي ما قالته الندوة عن مشاركتها في الفعاليات المصاحبة لكأس العالم، وختمت المقال بأنني في هذا اليوم سأقول وجهة نظري الشخصية في المشاركة وما قيل عنها من قبل المسؤولين هناك، وحتى أحدد موقفي بكل وضوح ومن أول الأمر، أنا شخصياً مع مثل هذه المشاركات العالمية حتى ولو كان الأثر المتوقع قليلاً في الزمن المنظور، إذ لا بد أن يأتي اليوم الذي يكبر فيه الأثر ويتعاظم، وعلى افتراض أن عدد المستفيدين أثناء الفعاليات محدود فإن أثرهم في بلادهم سيعظم مع مرور الزمن، وقد تكون التساؤلات اليوم والإجابات في القادم من الأيام عبر موقع الندوة في شبكة الإنترنت العالمية، والمأمور به كما نعلم جميعاً البلاغ والله يهدي من يشاء، علاوة على أن الحضور في منظومة الفعاليات العالمية يشعر المجتمع الدولي بأننا لسنا ندعي أننا نسيج بذاتنا نرفض الآخر ولا نرضى مشاركته والتفاعل معه وحضور مناسباته المختلفة التي يحسب لها الكل ألف حساب، ولكن قبل أن نقدم على مثل هذه الخطوة لابد أن نرتب بيتنا من الداخل خاصة في مؤسساتنا ذات الصبغة المجتمعية العالمية (مؤسسات المجتمع المدني)، وهذا بحق متحقق وبامتياز -كما يلحظ القارئ الكريم- في الندوة العالمية للشباب الإسلامي التي اتسمت بالتخصص (الشباب) والشمولية والعموم (عالمية)، إذ إن زمن العولمة اليوم فرض على الجميع وفي كل الميادين أن يتخطى -إن أراد البقاء والرقي في سلم النجاح- المحلية إلى العالمية وأن يتسم عمله بالتخطيط والدراسة والتنظير الجيد ليصل إلى الهدف الذي يرنو إليه ويتطلع لتحقيقه، والجميل في هذه المؤسسة أنها سبقت في تقديم نفسها كمؤسسة عالمية تختص بأهم فئة في جميع المجتمعات وأخذت الاعتراف الدولي من أعلى المستويات قبل أن يحل علينا هذا الزمن الصعب الذي اشتدت فيه المنافسة لتقديم الذات وتسويق المشاريع بين الدول والمؤسسات عابرة القارات سواء أكانت الحمولة التي يراد لها أن تشيع وتنتشر وتصل إلى كل بيت حمولة عقدية أو فكرية أو قيمية أو سلوك اقتصادي أو نهج سياسي أو نظام اجتماعي أو صحي أو غذائي أو ...، ولكن الاعتراف الدولي والتخصص والعمومية ووضوح الهدف وسمو الغاية ونبل المقصد لا تكفي للوصول إلى قلوب الناس ومخاطبتهم ومن ثم التأثير عليهم إذ لابد من غشيانهم في أماكن تجمعاتهم وبالطريقة التي تُدغدغ مشاعرهم وتأسر عقولهم وهذا ما كان من الندوة العالمية للشباب إذ استأجرت لافتات وشاشات عرض عملاقة في الشوارع والميادين وبجوار الملاعب التي تقام عليها البطولة للتعريف بالإسلام والحضارة الإسلامية، ووضعت عنوان الندوة على هدايا عينية متميزة ستقدمها للجمهور، وفي الفنادق خاصة صالات الانتظار كتيبات تعرف بالإسلام وموقفه من القضايا العالمية الساخنة اليوم، واختارت اللغة الإنجليزية اللغة الأساسية للتواصل مع الجمهور والفرق المشاركة.

نعم نحن نعتز باللغة العربية ونفخر بها ولكن اللغة وعاء تدور مع الريادة والقيادة العالمية وجوداً وعدما وكما قيل (ليس المهم أن نتحدث ولكن المهم أن يسمع لما نقول ويفهم ما نريد)، واللغة الإنجليزية شئنا أم أبينا هي لغة الخطاب الأولى في عالم اليوم وبها يتحقق التفاهم العالمي بين كثير من الناس، ليست اللغة فقط هي المهم حين الدعوة إلى هذا الدين نشر ثقافته وبيان موافقه وإنما كذلك مفردات الخطاب الموجه، فعدم إشعار المخاطب بالأستاذية واحترام قدراته ومواهبه وكرامته ونمط حياته أمر هام جداً في عالم اليوم مثله في ذلك مثل الدخول عليه من خلال ما يعرف ويرغب بعيداً عن المثالية وادعاء امتلاك الحقيقة حتى وإن كنت بالفعل من يملك الحق الذي به نجاة وسلامة المخاطب، إنني شخصياً متفائل بمثل هذه المشاركات وأدعو الله عز وجل لمثل هذه المشاريع الرائدة والرائعة النجاح وشكراً من الأعماق للندوة العالمية للشباب الإسلامي على هذه البادرة الرائعة وإلى لقاء والسلام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد