Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/03/2010 G Issue 13697
الثلاثاء 14 ربيع الثاني 1431   العدد  13697
 
البحث عن أسباب الإرهاب!
د. سعد بن عبد القادر القويعي

 

.. تحمل اسم «عبد الله باتيس»، اغتالت في « 23 « نوفمبر - الماضي - ثلاثة ضباط، وعدداً من الجنود اليمنيين في محافظة حضرموت.

صحيح أن «إبراهيم الخليفة» كان جامعياً متعلماً، ولم يكن شاباً عاطلاً عن العمل، كما لم يكن بائساً فقيراً، شأنه كشأن «أسامة بن لادن»، فلم يكن فقيراً ولا جاهلاً. مما جعل بعض الكتَّاب يراهنون بعد عقد من إعلان التحالف العالمي عن الحرب ضد الإرهاب، على أن الانحراف الفكري في نهاية المطاف، هو: الذي يؤلّف العمل الإرهابي.

أتفهم كثيراً أن يذهب بعض المحلّلين إلى أن الفكر المنغلق، هو: منتج للإرهاب، إذ إنه يشكِّل التأصيل الشرعي للسلوكيات المؤطرة للمجموعات الإرهابية - بلا شك -. إلا أننا لا بد أن نقر من باب الرصد الموضوعي والإنصاف، أن: الفقر والجهل لهما دور بارز ومتشابك، في خلق الأجواء النفسية المؤججة للإرهاب.

ليس صحيحاً أن الانحراف الفكري وحده سبب للإرهاب، فهذه تجزئة للأمور، فالفقر هو بيئة الإرهاب الأولى، والجهل هو طريقه. وأينما حلَّ الفقر تفشى الجهل، لوجود علاقة تلازم بينهما. مع أن الجهل، هو: محفز أساس لنوازع الشر الكامنة في النفس البشرية، ومن ثم نشر أفكار التطرف عبر خطابها الملتوي، ومنطقها الأعوج. وليس بالضرورة أن يكون الفقر والجهل منتجين للإرهاب، لكنهما عنصران أساسيان في تغذية هذه الظاهرة، وهو في النهاية: محصلة تفاعل خبرات شخصية، وعوامل ذاتيه، وبيئة موضوعية.

إن الإرهاب آفة خطيرة، وأسلوب متدن للوصول إلى أهدافه. وهو نتيجة والفقر سبب، ومثله الجهل. ولذا فإن الفقر، والجهل، وغيرهما من الأسباب، هي طرق للإرهاب. وقد أكد المؤتمر العربي الثاني عشر لقيادات مكافحة الإرهاب في تونس، على ضرورة معالجة الفساد والفقر والتخلف، لدرء أخطار الفساد في تعزيز الفقر وتحفيز الإرهاب. مما يستلزم التقاء الجهود الأمنية والسياسية، مع الجهود الفكرية والعلمية والاقتصادية، لتكون سبباً في محاربة الإرهاب، ومعالجة التطرف، ودراسة هذه الأسباب مجتمعة، ووضع الحلول والمقترحات لتجنب مخاطر هذه الظاهرة.



drsasq@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد