Al Jazirah NewsPaper Wednesday  31/03/2010 G Issue 13698
الاربعاء 15 ربيع الثاني 1431   العدد  13698
 
أنت
من يقود الإعلام في الحرب على الإرهاب؟
م. عبد المحسن الماضي

 

الإرهاب جريمة فكرية عقدية منظمة.. تتطلب مقاومة نفسية فكرية اجتماعية عقدية إعلامية وقبل كل هذا مقاومة ميدانية رادعة.

المسار لإعلامي هو الذي يحمل المضامين الفكرية النفسية الاجتماعية العقدية.. وهو الذي يشكل الرأي العام ويوجهه.. وهو جهد عقلي فكري إرادي تحليلي وليس جهداً عضلياً ميدانياً.. من هنا فإن مساحة العقل والتخطيط المسبق المنظم الواعي المدروس ترجح كفة الإبداع الذهني.. ولا يكفي أن يكون هذا الجهد مجرد مبادرات فردية تطوعية.. فالإرهاب ليس قضية اجتماعية استهلاكية عابرة تجدي فيها الاجتهادات التطوعية الفردية المبعثرة.. وإذا تعاملنا مع المحور الإعلامي في حربنا على الإرهاب بنفس طريقة تعاملنا مع المحور التوعوي للحرب على حوادث المرور.. فإننا مقدمون على كارثة.

الفقر والبطالة سببان من أسباب التطرف والإرهاب.. ولكنهما ليسا من أسباب الإرهاب في مجتمعنا.. فكل المفجرين الإرهابيين لم يكونوا فقراء.. وليسوا ممن طحنتهم البطالة.. فكثير من المساندين للمفجرين أساتذة جامعات ورجال أعمال.. والإرهاب في مجتمعنا ليس رفضاً أو احتجاجاً ينتهي بتحقيق مطالبهم.. ولكن أخطر ما في الأمر أننا لا نعرف ماذا يريدون وأكثرهم لا يعرف ماذا يريد.. أخطر ما في الأمر أن الإرهابي يصلي ويصوم ويحج بين الجموع ولكنه يحمل قلباً ملأه الانحراف فأصبح قنبلة موقوتة تنفجر في أي وقت.

الحرب على الإرهاب إذاً حرب فكرية.. لهذا فإن محور الاتصال هو المحور الأهم في هذه الحرب مع كامل التقدير للمحور الميداني ذي التكلفة والخطورة العالية.. فالفكر هو السبيل الأهم لمقاومة الفكر.. والمقاومة الميدانية إحدى وسائل المقاومة الفعالة حفظاً للنظام العام عندما ينزع الإرهابي إلى العنف.. لهذا يجب أن تتبنى إحدى الجهات الرسمية استراتيجية واضحة توزع فيها الأدوار وتتناوب فيها الوسائل على خطط محددة سلفاً.

الجهد المنظم المدروس المستمر القائم على العمل الجماعي المؤسسي الذي ينفذ وفق خطة مهمة وطنية.. لا يقوم بها أفراد ولا تنفذ وفق اجتهادات شخصية أو تطوعية.. إنها مهمة اضطلع بها المفكرون والفلاسفة في العصور القديمة.. وأصبحت اليوم مهمة تضطلع بها الدول.. ووزارة الداخلية التي حققت نجاحاً مشهوداً في قيادة الحرب الميدانية على الإرهاب.. هي في حقيقة الأمر القائد العام لهذه الحرب المقدسة.. يجب أن تكون الوزارة قائداً عاماً للمحور الإعلامي الفكري المناهض للإرهاب ويجب أن تكون كافة الجهات الحكومية والخاصة داعماً لوزارة الداخلية في حربها الإعلامية على الإرهاب.. وأن تقوم تلك الجهات بالمهام التي توكل إليها طبق الخطة التي يضعها القائد العام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد