Al Jazirah NewsPaper Wednesday  31/03/2010 G Issue 13698
الاربعاء 15 ربيع الثاني 1431   العدد  13698
 
أودية التقنية الحلم الذي تحقق

 

مثلما ارتقت دول كثيرة بعد أن طورت صناعة النفط والغاز ولم تكتف باكتشاف هاتين المادتين المهمتين في توليد الطاقة وإنتاجهما، بل طورت وعظمت اقتصادياتها، فبالإضافة إلى تطوير عمليات التنقيب والإنتاج والتصدير، أيضاً اهتمت تلك الدول بتطوير الصناعات التحويلية المصاحبة للصناعة البترولية، وهكذا تولدت قوة اقتصادية دولية أصبحت إحدى القوى الاقتصادية الفاعلة في العالم.

وبعد الاهتمام والاتجاه الأممي بصناعة تقنية المعلومات، اتجهت دول معينة للتخصص في هذه الصناعة التي أخذت تنافس غيرها من الصناعات بل وحتى التفوق عليها.

ابتكرت تلك الدول تجمعات ومراكز لصناعة وإطلاق تقنية المعلومات اصطلح على تسميتها بالأودية، فظهر «وادي السيليكون فالي» في الولايات المتحدة كأول مبادرة أممية واستثمار متكامل لصناعة المعلومات والبرمجة والحاسب الآلي، ويضم وادي التقنية هذا الذي استنسخت فكرته دول أخرى فظهر في الهند والمكسيك والصين وتايوان والفلبين والآن أقر إنشاء ثلاثة أودية معلومات في المملكة، يضم تجميع وإنشاء شركات كبرى متكاملة لصناعة الحواسيب والبرمجة وغيرها من الصناعة المرتبطة بالمعلومات، هذه الصناعة التي يطلق عليها (صناعة المستقبل) والتي يستثمر بها مليارات الدولارات كما أنها تحقق أرباحاً أيضاً تتجاوز أرقامها المليارات، ويكفي للتدليل على ذلك أن كلاً من متصدر أثرياء العالم كارلوس منعم المكسيكي ومن كان يسبقه في العام الماضي بيل جيتس اللذين تتجاوز ثروة كل منهما مليارات الدولارات جمعوها من عملهم في هذه الصناعة الواعدة.

وهكذا فإن قرار مجلس الوزراء بإقامة ثلاثة أودية تقنية من خلال إنشاء ثلاث شركات استثمار وإنشاء هذه الأودية في الرياض وجدة والظهران يعتبر خطوة متقدمة واقتحاماً لمجالات صناعات المستقبل؛ فصناعة المعلومات وإقامة أودية تقنية على مستوى متقدم يجمع شركات البرمجة وتصنيع الحواسيب خطوة طالما انتظرها الشباب السعودي والمستثمرون، وقد جاء وقت إنشائها من قبل جهات علمية وأكاديمية واقتصادية مما يعني أن الخطوة جاءت مدروسة ومعداً لها إعداداً علمياً واقتصادياً. والمملكة تتوفر بها كل عناصر التطور التقني والتكنولوجي، وإطلاق هذه الأودية الهدف منه تجميع الشركات المتخصصة بل وحتى استقطاب الشركات العربية الكبرى في هذا المجال التي ستجد مناخاً مربحاً للاستثمار في هذه الأودية للميزات التي تعطيها المملكة للمستثمرين، وهو ما سيوفر آلاف فرص العمل للشباب السعودي الذي يجب أن تُشترط نسبة عالية منهم للعمل في الشركات التي ستضمها أودية التقنية.

* * *


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد