Al Jazirah NewsPaper Friday  02/04/2010 G Issue 13700
الجمعة 17 ربيع الثاني 1431   العدد  13700
 
ختم أعماله بإعلان أكثر من عشرين توصية
مؤتمر الإرهاب: على الجماعات المتطرفة الكف عن إقحام الإسلام في خطابها الإعلامي الضال

 

المدينة المنورة - علي الأحمدي

اختتمت يوم أمس الأول بالمدينة المنورة فعاليات مؤتمر «الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف» وترأس مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا جلسة المؤتمر الأخيرة حيث أعلنت التوصيات بمناشدة وسائل الإعلام العربية والإسلامية باحترام الهوية الإسلامية فيما تبثه وتنشره من برامج ورسائل إعلامية، وتكثيف البرامج التوعوية والحوارية والرسائل الإعلامية المثمرة حول وسطية الإسلام واعتداله وسماحته، ودعوة وزارات الثقافة والإعلام إلى إصلاح الخطاب الإعلامي ورابطة العالم الإسلامي إلى إنشاء هيئة إعلامية إسلامية تعمل على تحسين صورة الإسلام كما دعت التوصيات الجماعات المتطرفة المنتسبة إلى الإسلام إلى أن تتقي الله عز وجل في الإسلام والمسلمين، وأن تفكر تفكيراً جاداً وواعياً بما أصاب الإسلام والمسلمين على أيديهم وبسببهم من كوارث ونكبات، وأن تكف عن إقحام الإسلام في خطابها الإعلامي الضال، وأن تتوقف عن ارتكاب الأعمال الإجرامية، وتعود إلى رشدها وتسلك سبيل الجماعات التي أعلنت عن توبتها وتبرئها من الأعمال الإرهابية.

كما دعت شباب المسلمين إلى التمسك بوسطية الإسلام واعتداله وتسامحه مع الآخر، والالتفاف حول القيادات في بلدانهم، والحذر من مفارقة جماعة المسلمين، وأخذ الدين عن علمائه المتخصصين الثقات والمعروفين بوسطيتهم، ونبذ التفسيرات الخاطئة لقضايا التكفير والجهاد والولاء والبراء.

وحث المؤتمر الجاليات المسلمة في الدول غير الإسلامية على تشجيع أبنائهم على الاعتدال في فهم الإسلام وحسن الجوار واحترام الآخر والتقيد بالأنظمة، كما حث حكومات تلك الدول على احترام حقوق تلك الجاليات والتعامل معها بالمساواة كبقية أفراد المجتمع. كما حث المؤتمر قيادات وحكومات الدول الإسلامية على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع مجالات الحياة، ودعم هيئات وجمعيات حقوق الإنسان، ودعم المشاريع التنموية والحد من البطالة، ومعالجة مشكلات العشوائيات السكنية والقضاء على التهميش الاجتماعي للشباب، وتفعيل رسالة المسجد ودور الأسرة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية والتعليمية والإعلامية والأسرية في تعزيز الوسطية وتصحيح المفاهيم الخاطئة عند الشباب، والحفاظ على الطبقة الوسطى من التآكل و التهميش، وتشكيل هيئة عليا للتنسيق بين جهود الجهات المعنية بالمعالجة الفكرية والإعلامية للإرهاب.

وأكد المؤتمر في توصياته على قناعته بتبنّي تعريف الإرهاب الصادر عن مجلس وزراء الداخلية ومجلس وزراء العدل العرب الذي اعتمده المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي، حيث إن مصطلح الإرهاب قد اتخذه البعض ستاراً للطعن في الإسلام وتشويه صورة المسلمين، والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية، وتعطيل المساعدات الإغاثية والإنسانية للمنظمات الإسلامية لأسباب لا علاقة لها بالإرهاب، كما أكد على قناعته أن الإرهاب لا يختص بدين أو عرق أو جنسية أو دولة بعينها، وإنما هو ظاهرة عالمية تمارسها جماعات تنتمي إلى مختلف الأديان والأعراق والأجناس والدول، وأن مفهوم الجهاد في الإسلام مفهوم نبيل يختلف في مشروعيته وأهدافه عن الممارسات الخاطئة لبعض الجماعات المنحرفة عن الإسلام.

وأكد المؤتمر كذلك رفضه لجميع العمليات الإرهابية أينما وقعت ومن أي جماعة كانت، وأسفه لما ينجم عنها من إزهاق لأرواح الأبرياء وتشريد للأسر وترويع للآمنين وإتلاف للأموال والممتلكات وتعطيل لعمليات التنمية، كما رفض المؤتمر النزعات الانتقامية، وردود الأفعال المفرطة في استخدام القوة، وأدان كل أذى يلحق المدنيين العزّل والمنشآت المدنية تحت مزاعم مكافحة الإرهاب الدولي والذي من شأنه إعاقة الجهود المبذولة لمواجهة الأفكار الضالة، ومسؤولية الإعلام العالمي عن محو الصورة النمطية المشوهة التي رسمها البعض عن الإسلام والمسلمين.

وأطلق المؤتمر دعوته لجميع القوى المحبة للسلام في العالم إلى حل النزاعات في العالم الإسلامي حلاً عادلاً يحقق تطلعات الشعوب الإسلامية، حيث أصبحت هذه النزاعات عاملاً أساسياً تستغله الجماعات المتطرفة لتحقيق مآربها.

كما ناشد وسائل الإعلام العالمية التعرف على حقيقة الإسلام باعتباره ديناً سماوياً عالمياً تسوده قيم المحبة والسلام والعدالة والحرية والتسامح واستيعاب الآخر، وتجنب التشويه المتعمد لصورة الإسلام، وأكد المشاركون في المؤتمر على رفضهم الإساءة إلى دين الإسلام ونبي الرحمة صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والصحابة الكرام، وحثّ المؤتمر الأسرة المسلمة على القيام بدورها في تربية الأبناء على ثقافة الحوار وقبول الآخر، وتوجيه الأبناء وتحذيرهم من رفقة السوء، وحثهم على مصاحبة الأخيار، والتحلي بالأخلاق الإسلامية، والاقتداء بالقدوة الحسنة، وتحذير الأبناء وحمايتهم من مخاطر الفضائيات المشبوهة، ومواقع الإنترنت الإباحية والمغرضة والمتطرفة، ودعا المؤسسات الدينية لتفعيل رسالتها السامية في إعداد الأئمة للقيام برسالة المسجد على الوجه المطلوب وتفعيل دور المسجد التوعوي بتبصير المجتمع بأضرار الغلو والتطرف ومخاطر الإرهاب، وتقديم خطبة الجمعة بأسلوب يواكب متطلبات واحتياجات العصر وكذا دعوة المؤسسات التعليمية في الأقطار الإسلامية أن تضمن مناهجها وبرامجها التعليمية والتثقيفية ما يحقق هدف تعزيز تدريس التربية الإسلامية، وتعزيز الانتماء الوطني لدى الناشئة من طور الطفولة المبكرة، ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال والحوار وأدب الاختلاف وقبول الآخر، وتصحيح مفاهيم الطلاب في قضايا التكفير والجهاد والولاء والبراء، وبيان حقوق الولاة والعلماء، والرد على الأفكار المنحرفة التي تثيرها الفئات الضالة كما طالب بإعادة بناء الموقف العالمي المناهض للإرهاب على أسس جديدة أكثر عقلانية وعدالة وتشجيع البحوث والدراسات، وعقد المؤتمرات والندوات وورش العمل وحلقات النقاش في مجالات ظواهر الغلو والتطرف والإرهاب0 وفي ختام المؤتمر أشاد المشاركون في بيانهم الختامي بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وتبنيه لقضايا الحوار الوطني والحوار بين الحضارات، وما لذلك من أثر بالغ في قبول الآخر والقضاء على منابع فكر التطرف والإرهاب وعبروا عن تأييدهم لاقتراح المملكة العربية السعودية إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب الوارد في ختام أعمال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي تم عقده في مدينة الرياض، مشيدين بجهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب أمنياً وفكرياً، وفي معالجتها الحكيمة للفكر الضال بما استحدثته من لجان للمناصحة وإعادة التأهيل والرعاية اللاحقة لمعتنقي الفكر الضال وبجهود علماء المملكة العربية السعودية في تصدّيهم وتصحيحاتهم للأفكار المنحرفة وكشفهم لتلبيسات قادة الفكر الضال داعين الدول المعنية بمكافحة الإرهاب إلى الاستفادة من التجربة السعودية في هذا المجال.كما أوصى المشاركون في المؤتمر برفع برقية شكر وامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- لموافقته السامية على عقد هذا المؤتمر، واستضافة المملكة العربية السعودية للمؤتمر في رحاب الجامعة الإسلامية، ورفع برقيات شكر وتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على عنايته بالمؤتمر، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لرعايته للمؤتمر، واعتبار كلمته في افتتاح المؤتمر وثيقة من وثائق المؤتمر، وكذلك لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة, لمتابعته أعمال المؤتمر، وصاحب المعالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد