نعم، لماذا المخدرات؟ وما هي الدوافع وراء استعمال المخدرات؟.. سؤال يتبادر إلى الأذهان، لقد عرفنا أضرار المخدرات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، فلماذا يتعاطى هؤلاء المدمنون المخدرات؟.
تلعب الصداقات التي يكونها الإنسان في سني الطفولة والشباب دورها في تعاطي المخدرات، وخصوصاً أصدقاء السوء الذين يجعلون الشاب يتعاطى المخدرات إما تقليداً أو من باب إظهار الرجولة، كذلك الفكرة الخاطئة بأن المخدرات تساعد على السهر والعمل أكثر قدر ممكن.
وفي الحقيقة أن الشخص الذي يتعاطى المخدرات -أو بالأحرى يتورط في تعاطيها مما يسبب له الإدمان بعد ذلك- مخطئ، ويرجع السبب الأساسي في تورطه إلى عامل رئيسي، وهو ضعف الوازع الديني عنده، وعدم لجوئه إلى الله في المحن والشدائد، فلو كان متمسكاً بتعاليم دينه، قوي الإيمان بالله، لما أقدم على ارتكاب هذه المعصية، مهما كانت الظروف، ومهما اعترضه من مشاكل الحياة، فديننا الإسلامي الحنيف دواء لكل داء، وحل لكل مشكلة، ولذلك نجد أن المسلمين المتمسكين بدينهم يندر فيهم وجود المدمن على المخدرات، وذلك لأن الإسلام يحرم كل ما فيه ضرر على الفرد والمجتمع مهما كان هذا الضرر، فلا ضرر ولا ضرار في الإسلام.
فالمخدرات ضررها على المجتمع عظيم، فيكفي أن مدمن المخدرات خلال فترة فقدان الوعي، يقوم بأعمال وأفعال تتسبب في وقوع مشكلات عائلية مثل الإساءة للأطفال، وكذلك نذكر أن المخدرات لها ارتباط مباشر أو غير مباشر بالعديد من المشكلات الاجتماعية، وتضع هذه المشاكل عبئاً اجتماعياً واقتصادياً ثقيلاً على عاتق الدولة، وأيضاً على المعاناة الإنسانية.
ونظراً لكون المخدرات تؤدي حتماً إلى تذليل سيطرة الإنسان على نفسه، والتحكم في سلوكه، وإضعاف صوت ضميره، وذهاب حيائه ومروءته -فإنه يرضى على نفسه وعلى محارمه -والعياذ بالله- فهو لا يبالي من أجل هذه المخدرات بعرضه، مما يؤدي إلى خراب البيوت وفساد الأسر، ولعل من أسباب تفكك الأسر وانحلالها إدمان المخدرات من قبل أحد الوالدين أو كليهما، فيؤدي ذلك إلى ضياع الأطفال، وبالتالي تصدر إلى حيز الوجود مشكلة جديدة تتحمل أعباءها الدولة، وهي رعاية هؤلاء الأطفال الذين تشردوا بعد تفكك أسرهم بسبب المخدرات.
