Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/04/2010 G Issue 13706
الخميس 23 ربيع الثاني 1431   العدد  13706
 
الأفكار التربوية والمقررات بمحتوياتها العامة والمباشرة..!
شاكر بن صالح السليم

 

بحثت في قوقل عن «الأفكار التربوية» فلم يظهر لي مادة دسمة حول الأفكار التربوية. بعدها بأيام بدأت أكتب التربوية، مضافة للأفكار، عبر عدد من المقالات، وتسببت بإنشاء منتدى إدارة الأفكار التربوية في إحدى المنتديات التربوية الرسمية ودعوت لذلك كل من أشاركهم في منتداهم. ولا زلت أنادي بأن مواقع ومنتديات إدارة الأفكار التربوية ضرورة وأن الميدان التربوي بحاجة لمزيد منها، وبذات المصطلح، لأنها محطة مهمة لتطبيق ما يتم تدريسه في عالم الابتكار، والتفكير والكتابة الذهنية وما شابه ذلك وبالذات فيما يخص التربية والتعليم. إدارة الأفكار التربوية، لا تقل أهمية عن إدارة المعرفة التربوية وإدارة الابتكار، ولذا فلابد من أوعية مبتكرة وسريعة، لتعين المسؤول في أداء مهامه مع المعلمين والمعلمات نحو التفكير والتجديد والتطوير ونشر الإنتاج الفكري الناتج عن ذلك.

وإذا كنا نعاني من الجمود التربوي، فلابد من تحريك مسارات ومسالك الأفكار التربوية بطرق جديدة ومبتكرة، وبعناوين تجذب الأنظار. الإخراج التربوي والتعليمي، يحتاج لمجهود كبير وعقول متواصلة، وأفضل حل، هو تخصيص دوائر وآليات ووسائل، تعيد المعلم إلى دائرة التفكير، بشكل دائم ومنتظم.

وإذا كنا نطالب المعلم بالتفكير وتفعيل طرق التفكير داخل الفصل، ونحن لا نعمل مع المعلم بذات الهدف، فأظن أننا نبحث عن شيء ضائع أو مستحيل أو مشوه.

«الضياع التربوي» يكمن في طريقة التفكير، وطريقة التفكير التربوية بحاجة إلى مراجعة ووسائل وأدوات ورجال ودوائر متواصلة على الدوام، ولذا فلابد من الأفكار التربوية، ولابد من إشعار المعلم بأن العمل التربوي والتعليمي، يدور في فلك التفكير وأيضاً على الدوام. وإذا كان المعلم يقبع في فصله ومدرسته، دون تواصل مثالي ومبرمج، فبكل تأكيد سيظل يركز على التلقين، كخيار يتعلمه هو من غيره.

المعلم بشر، ووليد لما يدور حوله، ويتربى كما يتربى الطالب، وليسمح لي المعلم بذلك، وليتحمل المسؤول ما أقوله، ولطفا أقول المعلم منتج محيطه، ومحيطه يجب أن يتغير وفق ما يراد تغييره في الطالب، ولا تغيير في الطالب، إذا كان المعلم لا يتغير في مشاركته.

إن إشراك المعلم في عملية التفكير، فيما يتعلق بميدانه وأحواله ومتطلباته وكل ما يتعلق به، هو أفضل طريقة، لجعل المعلم مشارك مثالي للطالب، في كل ما يتعلق بالتفكير وإدارة الفكرة، بل والأفكار، للوصول إلى اقتصاد المعرفة.

التربية الإعلامية والتربية الرياضية والتربية الثقافية والتربية الاجتماعية والتربية المرورية والتربية الصحية والتربية الجنسية والتربية الاقتصادية والتربية السلوكية والتربية الفكرية والتربية الأسرية والتربية المهنية بل والوطنية أيضاً، كلها لا يمكن أن يدرك المتربي أهدافها بشكل مباشر، وإن أدركها إلا أنها تأتي بأقل فائدة.

كل هذه الأنواع يمكن أن تكون حاضرة، بدون مقررات باسمها، بل لا أظن أن هذه الأنواع ستؤدي دوراً حيوياً إذا تم تقديمها للطالب بشكل مباشر، وعليه فلابد من تقنين تحقيق أهدافها، من خلال برامج متعددة ومتناسقة، يتلقاها الطالب من خلال سلسلة كتب، بسميات متنوعة ومختلفة، إضافة لإعدادها بأسلوب يفرضها خارج الصف داعماً للمقررات الرسمية.

الفقه والتوحيد والتجويد والقرآن والقواعد والنحو والإنشاء والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأناشيد والقراءة والمطالعة والنصوص وغيرها من المقررات، يمكن أن تربط بها جميع الأنواع من التربية، وهذا أفضل من ناحية التغيير في الأسلوب وطريقة التدريس وإستراتيجيات التعليم، لأن المباشرة في نقل المعلومة أو في نقل الهدف التربوي، لا يمكن أن يترك أثراً، في سلوك وعقلية الطالب، بل إنه يلغي عملية التفكير وإدارة الأفكار داخل الصف وخارجه، وفي ذات الوقت يعزز تلقي الطالب للمقرر بالتلقين.

التربية السلوكية والمهنية والوطنية وغيرها، يمكن أن تربط بكل الأحاديث والمواضيع المنثورة في المقررات العامة، وإفرادها بمقررات مستقلة يصعب مهمة المعلم ويحتاج سنوات من أجل توفير البديل والعقليات للتعامل معها، وأخطر مرحلة ضياع مربعات التفكير وإدارة الأفكار بسبب المقررات ذات الطابع المباشر والجاهز لاستيعابه، ولأنها سبب لضياع الربط والاستقصاء ولعب الأدوار وما شابه ذلك من إستراتيجيات التدريس.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد