Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/04/2010 G Issue 13706
الخميس 23 ربيع الثاني 1431   العدد  13706
 
عرس أهالي سدير بجامعتهم
د. محمد بن أحمد بن عبدالعزيز الفوزان

 

كان لإنشاء جامعة المجمعة في 3 رمضان 1430هـ بناء على موافقة رائد العلم والمعرفة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله وأدام عزه- كان عرساً فرح به أهالي سدير وأثلج صدورهم بالفخر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والدولة زادها الله عزاً وفخراً. إن نظرة خادم الحرمين الشريفين الملك الملك عبدالله بن عبدالعزيز الثاقبة بأن المعرفة قد أصبحت عنصراً أساسياً في عالمنا المعاصر وأن حاجة المجتمع إلى التعليم والتطور أصبح أساسا ضروريا فمن خلال هذه الرؤى الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين والدولة أعزها الله بأن النظرة إلى التعليم والتدريب في مجتمعنا هي نظرة جدية لأن العلم والمعرفة سلاح يمكن استخدامه بشكل إيجابي في خدمة الأمة والرقي بها إلى مصاف الدول الراقية والمتقدمة فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعله خليفة الله على أرضه ليعمرها ولا يدمرها لذا التعليم هو سلاحنا للنهضة وأنه أصبح قضية جوهرية فهو قضية محتوى وأهداف واضحة المعالم ولذا آن الأوان أن لا نعتمد على النقل في الشؤون التربوية والتعليمية بل نجعل أعمال العقل بصورة ابتكاريه لأن مفهوم إعمال العقل هو الابتكار من أجل التغيير والتطوير وعلى العقل أن يفكر في إطار من المألوف بين الناس بحيث لا يصطدم مع الأعراف وإن كان خاطئاً ولا يتعارض من رأي ذاع لذا فإن التوسع في افتتاح عدد من الجامعات في بلادنا الحبيبة الهدف منه مسايرة الانفجار في ثورة المعلومات والاتصالات وتوسع نطاق العولمة بجميع أشكالها الاقتصادية والثقافية، إن نظرة خادم الحرمين الشريفين وحكومته الموقرة في التوسع في فتح الجامعات وتزويدها بمراكز الأبحاث.

إن هذا التوسع في فتح مزيد من الجامعات ومراكز الأبحاث يتمشى مع دعوة وتمجيد الإسلام للعلم والعلماء فأول آية نطق بها الوحي هي آية (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ). وقد قال تعالى أيضاً: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) و(رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) وغيرها من الآيات الكريمة التي مجدت العلم وحثت على طلبه وفي الحديث الشريف هناك العشرات من الأحاديث المروية التي تحث على طلب العلم وتمجيده وتكرم العلماء (اطلبوا العلم ولو في الصين) و(فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم)، فالمملكة العربية السعودية أنعم الله عليها بظهور النبوة ومولد الرسول صلى الله عليه وسلم على أرضها ونزول القرآن الكريم وشرفها الله بأن تكون قبلة المسلمين والوفود إليها بالحج والعمرة للمقدسات الإسلامية فكانت تشريعاتها الإسلامية تطبقها في جميع مشارف الحياة ومن ضمنها التعليم والاستفادة بما سخره الله لعباده من موارد طبيعية في خدمة الإنسان إلا دليلاً على أن هناك سعيا لبناء الإنسان السعودي وبناء دولة قوية باقتصادها وعلومها مع التأكيد على أن الإنسان يبقى أولاً وأخيراً هو مصدر القوة وملهم العلم والعلماء. إن هدف الدولة السعودية أعزها الله هو بناء الإنسان حراً مزوداً بثقافة إسلامية علمياً ووطنياً هادفة وزوادة علمية تساعد في بناء مستقبل أفضل هذه النظرة الواعية للتعليم من الحضانة إلى الجامعة وما بعدها حق للراغب والقادر غير منازع فيه من أجل زيادة في الدخل القومي القوي للبلاد وفوق ذلك بناء شعب حضاري مهما بتفتحه وطاقته في التطور الناضج على المستويين الإقليمي والقومي.

إن الإنجاز الكبير لهذه الدولة في التعليم الجامعي والذي تحقق سوف يسير إلى إيجاد شعب يتطلع إلى التقدم فأول ما ينظر في نظامه التعليمي.

وهذه النظرة للدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين للتعليم والرقي به والنظرة إلى العنصر البشري السعودي هو أعلى أداة من أدوات التنمية وأهمها منذ تأسيس هذه الدولة المباركة وتوحيدها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه استطاعت أن تدفع بقوة عجلة التعليم ووضع كل قطاع التعليم تحت إشرافها وأن تكون مراحل التعليم الثلاث تعليماً إجبارياً وفتحت الجامعات وأصبحت في كل بقعة من بلادنا العزيزة التي كرمها الله بقادة مؤمنين لا يخشون في الله لومة لائم فهذه جامعة المجمعة من ضمن هذه الجامعات التي انتشرت على هذه الأرض الغالية ما هي إلا صرح من صروح النهضة العلمية التي تشهدها هذه البلاد العزيزة، كذلك وفقت جامعة المجمعة بتعيين رجل يشهد له بالكفاءة العلمية والأخلاقية والوطنية وهو الدكتور خالد بن سعد المقرن كأول مدير لها لذا فإن أهالي المجمعة وسدير محظوظون بهذا الرجل فالشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز سلطان الخير -حفظه الله- وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله لتفضله بمتابعة هذا المشروع التعليمي وإنجازه.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذه البلاد من كل مكروه وأن يديم عليها الأمن والأمان، والله خير الحافظين.

جامعة المجمعة كلية العلوم الإدارية والإنسانية قسم التربية الخاصة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد