Al Jazirah NewsPaper Saturday  10/04/2010 G Issue 13708
السبت 25 ربيع الثاني 1431   العدد  13708
 

رحمك الله يا عبدالرحمن آل عبدالعزيز

 

الحمد لله الذي كتب على بني آدم الفناء وتفرد بالبقاء والدوام (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ).

فقد خيم الحزن على أهل محافظة الغاط في مساء يوم الثلاثاء 7-4-1431هـ فقد فقدنا أخاً عزيزاً إنه الأخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن العلي عليه رحمة الله.

ذلك الشيخ الذي ودع الدنيا بعد أعمال جليلة قام بها فقد كان -رحمه الله- مربياً ومدرساً في المعهد العلمي وآمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر.

كان -رحمه الله- يتعامل مع شباب المحافظة وكأنهم أبناء له وشيوخهم وكأن كل ولد منهم أباً له حرصاً منه، وكان -رحمه الله- لا تفارق محياه الابتسامة الصادقة والوجه البشوش، فلا تراه عابساً متضايقاً، بل كان يعلو وجهه البشر. فإذا قابلك قال لك فقدناك ولم نرك منذ زمن ويسأل عن أحوالك وباهتمام بالغ.

لكن هذه هي الدنيا لا تبقى على حال، فيها الهم والحزن والكدر كما قال القائل:

جبلت على كدر وأنت تريدها

صفواً من الأقذار والأقدار

وإنها لمصيبة عظمى ولخطب جلل أصاب أبناء محافظة الغاط بفقد أبي عبدالعزيز ذو العلم والتقى.

يقول الشاعر:

إذا ما مات ذو علم وتقوى

فقد ثلمت من الإسلام ثلمة

قال ابن عباس رضي الله عنهما (إذا مات الإنسان بكى عليه مكانه من الأرض الذي يذكر الله فيه ويصلي فيه وبكى عليه بابه الذي كان يصعد فيه عمله وينزل منه رزقه) أخرجه الطبراني في تفسير.

أوصي نفسي وأبناء الشيخ خصوصاً وأبناء المحافظة عموماً بالصبر وعدم الجزع والتوكل على الله والاقتداء برسولنا صلى الله عليه وسلم فإنه قد مات جميع أبنائه في حياته باستثناء فاطمة رضي الله عنها، وأصيب في عمه حمزة رضي الله عنه فوجده قد مثل به، فقال عليه الصلاة والسلام (لن أصاب بمثلك أبداً وما وقفت قط أغيظ علي من هذا).

وعزاؤنا هو هذا القبول والدعاء وفي هذا دليل قبول -إن شاء الله- كما ورد في الحديث (أنتم شهداء الله في أرضه).

فالصغير والكبير يلهجون بالدعاء والمغفرة، (اللهم اغفر لأبي عبدالعزيز وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه).

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

عبدالرحمن الوهيب - الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد