Al Jazirah NewsPaper Saturday  10/04/2010 G Issue 13708
السبت 25 ربيع الثاني 1431   العدد  13708
 
إستراتيجية أوباما لمحاصرة الأسلحة النووية

 

لأننا نعيش جميعاً على كوكب الأرض، الكوكب الذي أصبح أشبه بالسفينة التي إن أعطبت غرق جميع من كان على متنها، وكذلك هي الكرة الأرضية فبعد امتلاك العديد من الدول لأسلحة الدمار الشامل، أصبح ضرورياً أن تكون السيطرة التامة على هذه الأسلحة التي باستطاعتها أن تدمر الكرة الأرضية عدة مرات وليس البلدين المتحاربين، ولذا كان الحرص الدولي ألا تصل هذه الأسلحة إلى الأنظمة المنفلتة والتي يرأسها ويديرها حكام انفعاليون بعيدون عن الحكمة والتعقل وأبرمت الاتفاقيات وفرض على من يملكون الأسلحة النووية ألا يستعملوا هذا السلاح ضد بعضهما بعضا، واستحدثت أدوات وأساليب تحذير الأعداء بعضهم بعضا، فكان الهاتف الأحمر بين البيت الأبيض والكرملين، وبحكم الحكمة والخوف من مصير واحد وهو الموت الجماعي تحول السلاح النووي إلى سلاح رادع لايستعمل إلا للتخويف. ومع ازدياد الأسلحة النووية توسع النادي النووي وانضم إلى أمريكا والاتحاد السوفياتي «روسيا» بريطانيا وفرنسا والصين الشعبية، كل من الهند وباكستان وإسرائيل وبعض الدول التي يعرف أنها تمتلك هذه الأسلحة حتى وإن لم تعلن ذلك.

وخطا المجتمع الدولي خطوة أخرى بإقرار اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية وأن لا يزيد أعضاء النادي النووي على الدول الخمس، ورغم غض النظر عن إنتاج إسرائيل للأسلحة النووية ومن ثم الهند وباكستان، إلا أن الاتفاقية استطاعت الحد من توسع الدول الطامحة إلى تصنيع هذه الأسلحة المهلكة، ورغم الاختراقات ومساعدة الدول النووية لتلك الدول الطامحة مثلما فعلت فرنسا في مساعدة إسرائيل على بناء أول مفاعلاتها النووية ومدها بأسرار التصنيع والتخصيب، ثم تسريب الصين الشعبية لحليفتها كوريا الشمالية التي سربت بدورها أسرار التصنيع وقامت ببناء المفاعل النووية لكل من إيران وباكستان إلا أنّ المسألة ظلت تحت السيطرة، حتى ظهرت طموحات إيران وكوريا الشمالية اللتين يحكمهما نظامان يتهمهما المجتمع الدولي بعدم الانضباط إذ كثيراً ما تخرج تهديدات من إيران تجاه دول أخرى تمتلك هذه الأسلحة كأمريكا وإسرائيل ومع التهديد يلوح الخطر، فماذا سيكون الوضع إذا ما امتلكت إيران أسلحة نووية واستعملتها ضد إسرائيل التي حتما سترد، فما هو مصير الدول الواقعة بينهما وهنا نقصد الدول العربية.

ولذلك كان مبرراً جدا الموقف الصلب من قبل الدول الخمس الدائمة العضوية + ألمانيا، إلا أن الموقف المتراخي للصين يجعل إيران غير مهتمة، ولهذا أيضا خطا الرئيس أوباما خطوة ضغط متقدمة بإقراره الاستراتيجية الجديدة لاستعمال الأسلحة النووية التي تتركز على استعمال الأسلحة ضد الطرف الذي يمتلكها، وللدول التي تسعى لتصنيعها والامتناع عن استعمالها ضد الدول التي لا تمتلكها.

خطوة جاءت بعد اتفاق موسكو وواشنطن على تدمير النصيب الأكبر من ترسانتهما النووية وإستراتيجية أوباما وهي بقدر ما هي ضاغطة على إيران والصين معاً فإنها تشجع على عدم اندفاع الآخرين لتصنيع هذه الأسلحة التي لا فائدة منها إلا غرض التسلط والنفوذ والظلم.

* * *




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد