Al Jazirah NewsPaper Saturday  10/04/2010 G Issue 13708
السبت 25 ربيع الثاني 1431   العدد  13708
 
نهارات أخرى
ماذا تفعل هؤلاء المتسولات في شوارعنا؟
فاطمة العتيبي

 

ليس بخاف كثرة المتسولات عند إشارات المرور، وعند المساجد، وكذلك عند الدوائر الحكومية، ولو لم يكن يجدن تجاوبا ودخلا جيدا من هذه المهنة لما استمررن فيها.

لا أجد بأسا في إطلاق وصف ظاهرة عليها خصوصا أنني وجدتها تزداد في الرياض والمدينة ومكة والقصيم ومؤكد أنها موجودة في سائر المدن.

لدي أسئلة حول هذه الظاهرة تمس عدة جهات:

أولها وزارة الشئون الاجتماعية فأجزم أن من مسئوليتها أن تتقصى عن هؤلاء المتسولات، من أي بيئة يأتين وهل هن سعوديات بالفعل؟ ولماذا يتفقن جميعا على مظهر تشددي غريب (يرتدين قفازين أسودين وجوربين أسودين وغطاء طويلا جدا وعباءة رأس طويلة جدا تأخذ من الطريق غباره) هل يعقل أن تكون كل المتسولات ذات مرجعية بيئية ودينية واحدة؟ أم أن هذا المظهر متفق عليه ليعطي مؤشرا ما؟

إذا كانت هؤلاء المتسولات فقيرات بالفعل فماذا قدمت لهن وزارة الشئون الاجتماعية وهل سعت لربطهن بالجمعيات الخيرية والضمان الاجتماعي بعد دراسة حالاتهن؟

هل بعضهن زوجات معلقات لا يملكن حتى الحق باستخراج أوراقهن الرسمية لأن أزواجهن يمنعوا عنهن هذه الأوراق؟ فلا يستطعن الاستفادة من الجمعيات وغيرها. هل هن زوجات لمدمني مخدرات طلقاء يصرفن عليهم بالتسول؟

هل هن فقيرات لا يملكن حتى أجرة تاكسي يوصل بناتهن إلى مدارسهن؟ بينما لا يوجد نقل عام مأمون للمرأة في ظل منعها من قيادة السيارة بوصفها أنثى ناقصة؟ ووسائل النقل العام محتلة من قبل العمالة الذكورية الأجنبية؟

تلك أسئلة تكمن إجابتها في دراسة حال المتسولات في الشارع السعودي.

وزارة الداخلية لابد أن تطرح أسئلة مهمة إزاء هذه الظاهرة:

هل يوجد صلة بين ما قاله الرئيس اليمني في حواره مع العربية وتأكيده بأن الحوثيين والقاعدة يتلقون دعما من يمنيين يعيشون داخل الأراضي السعودية، ألا يمكن أن يكن هؤلاء المتسولات وسيلة لجمع المال بعد أن أحكمت وزارة الداخلية قبضتها على العمل الخيري ونظمت مداخيله وراقبت خط سير مصادره وتمويله؟

كما أن هناك سؤال أخلاقي مهم لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

ألا يقلق أعضاء الهيئة منظر هؤلاء النسوة المتسولات عند إشارات المرور أليس من الخير مساعدتهن ودلهن على مسالك الأنظمة والإجراءات التي قد يجهلنها للوصول إلى وزارة الشئون الاجتماعية والجمعيات الخيرية؟

ألا يخشى أعضاء الهيئة من أن بعضهن يشتغلن في بيع أجسادهن لعابري الطريق تحت غطاء التسول؟

أم أن مظهرهن المتسربل بالسواد يكفي لمنحهن شهادة حسن سيرة وسلوك؟

ألا تخشى وزارة الصحة من هؤلاء المتسولات وكونهن ناقلا لأمراض مثل إيدز وغيره يلحق بمراهقينا من جراء تورطهم مع هؤلاء المتسولات؟



fatemh2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد