Al Jazirah NewsPaper Friday  16/04/2010 G Issue 13714
الجمعة 02 جمادى الأول 1431   العدد  13714
 
الجزيرة في قصر الرئاسة البولندي:
الحزن يعم وارسو في وفاة زعيمها الكبير

 

وارسو - عبدالله فهد أبا الجيش

وسط العاصمة البولندية وارسو أشعلت الشموع وقدمت الورود بعد مقتل الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي وعدد كبير من مرافقيه في حادث تحطم طائرته لدى هبوطها غربي روسيا، الحزن بدا واضحاً على البولنديين الذين وجدوا أنفسهم فجأة من دون رئيس، حيث تدفقوا بكثافة على العاصمة وارسو لإلقاء نظرة على جثمان الرئيس الراحل وزوجته في القصر الرئاسي.. (الجزيرة) قامت بزيارة القصر الرئاسي والتقت المواطنين البولنديين، حيث خيّم الحزن على أرجاء القصر الجمهوري الذي كان يعيش به الرئيس ليخ كاتشينسكي وزوجته ماريا كاجينسكا.

يتكون القصر من العديد من الغرف ومن أهمها صالة الاستقبال الرئاسية. حيث كان يستقبل بها الرئيس الراحل الضيوف وأعضاء الحكومة، وتقدر مساحة هذه القاعة بـ150 متراً مربعاً، وثم صالة الاستراحة حيث كان الرئيس يجتمع في هذه الصالة مع الشخصيات المهمة في الدولة.. وقد روعي في تصميمها بما يناسب التقاليد الكاثوليكية المسيحية، وأكثر ما يشد انتباه الزائر إلى القصر هو قاعة التوديع حيث يسن البروتوكول البولندي بمن يزور القصر بكتابة كلمة تذكارية في كتاب خاص في هذه القاعة.

(الجزيرة) تجولت في أرجاء القصر يرافقها السيد ميخوه كبير الموظفين في القصر والذي كان حزيناً جداً على فقدان الرئيس وزوجته مما جعله يفضل عدم التصريح بأي معلومة، وفي القاعة الخارجية للقصر اصطف المئات من البولنديين لكي يسطروا شعورهم عن عظم الحزن والمأساة التي حلت بهم بعد وفاته، حيث يقوم موظفو القصر بتجهيز كتب ذات حجم كبير لكي يتمكن المواطنون بتقديم الشكر له والعرفان على ما بذله.. كذلك يوجد العديد من الطلبة البولنديين الذين تعاونوا مع الحرس الجمهوري بترتيب الزوار وتقديم العون لهم.

(الجزيرة) التقت بعدد من المواطنين البولنديين: فقد عبر الطالب آدم فانكي عن تعازيه لأسر ضحايا الطائرة التي وصفها بأنها كانت تحمل أقوى الرجال في الدولة، وتحدث عن ما يقوم به هو وزملاؤه من أنه ليس إلا شيئاً يسيراً على ما قدمه هؤلاء الرجال والنساء لبولندا، واصفاً هذه اللحظات بأنها من أكثر اللحظات تكاتفاً وتآزراً، حيث إن الجميع أتى لهذا المكان ليقدم التعازي والاحترام. واكتظت الكنائس بالمصلين ليدعوا لهم بالرحمة.

وتحدث الزوجان غوشه وبيوتر فانسكي عن هذا الحدث بأنه أصعب محنة تواجهها بولندا بعد الحرب العالمية الثانية، وأن الرئيس كان أحد الرؤساء البولنديين المعدودين للسعي في ازدهار بولندا وتطويرها، وأن موته المفاجئ سيجعل الشعب البولندي في حيرة لمن سيكون بعده، وعبروا عن مدى حزنهم بوفاة هذا القائد الذي لم نعلم بمدى عظمته إلا بعد فقدانه.

وعبرت السيدة يوالا كفلنك عن حزنها الشديد بموت الرئيس كاتشينسكي وليس مقتل الرئيس وحده بل هو وزوجته ومن معه من الوفد البولندي، وأن هذه الكارثة لم تحدث من قبل في تاريخ بولندا، وسوف تظل هذه الحادثة راسخة إلى الأبد في تاريخ بولندا آملة أن بولندا سوف تسير إلى الأفضل خاصة أن هذه الحادثة سوف يكون لها دور كبير في تطوير العلاقات مع روسيا.

وتحدث السيد قجاقوش واصفاً ما حدث بأنه كبير وجسيم على الأمة البولندية بأكملها، بل هو مختلف عن الحوادث التي حصلت من قبل، وقال: لقد صدمت بنبأ وفاة كاتشينسكي مع إنني كنت أختلف مع سياسته ولكن بعد وفاته تعلمت منه الكثير. راجياً أن يكون هذا الحدث الذي سيغير مستقبل بولندا في صالحها.

وتحدث السيد لاشك عن هذه الفاجعة بأنه حزين جداً، لأن كاتشينسكي كان صادقاً جداً وسياسياً محنكاً وكان نشطاً في أمور الشعب، وما وجودي الآن أنا وأبنائي أمام القصر إلا احترام له ولمجهوداته العظيمة التي قدمها لبولندا.. بالفعل لقد أدرك الناس قيمة هذا الرئيس الذي كان يقودهم، فنحن لم نفقد الرئيس فقط بل فقدنا معه أكبر المسؤولين الذي أسسوا بولندا الحديثة، وأعتقد أنه في المدى الطويل سوف تكون أمامنا عدة سنوات صعبة ولكن الوضع بعدها سوف يتحسن.

وتحدثت السيدة أولا قائلة: إنها صدمة كبيرة، لأن نخبة شعبنا ذهبت إلى هناك لإحياء ذكرى أولئك الذين قتلوا منذ سبعين عاماً، والآن بولندا مهمومة فعلاً، جميعنا تحت تأثير الصدمة نقاسم عائلات الضحايا مشاعرهم.. وقالت سيدة أخرى، وهي السيدة زيك: لقد جئت إلى هنا لإشعال شمعة لروح أفضل رئيس دولة لنا قد توفي.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد