Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/04/2010 G Issue 13715
السبت 03 جمادى الأول 1431   العدد  13715
 
نهارات أخرى
زوجة بحزام أسود !
فاطمة العتيبي

 

على ذمة مركز رؤية أن 93% من السعوديات تعرضن للتعنيف الأسري وعلى افتراض دقة الدراسة، وصحة بياناتها ومسوحها ولو أنها تذكرني باستفتاءات انتقائية تختار العينة وتحدد النتائج سلفا، لا تغيب عنا استفتاءات تخلص إلى أن 99.9% تفضل العمل من المنزل على العمل خارجه، واستفتاء أن 99.9%من النساء يرفضن قيادة السيارة، واستفتاء ان 99.9%من النساء يفضلن أن يكون مديرهن رجل على أن تكون مديرتهن امرأة، هذه الاستفتاءات موجهة وتذكرني باستفتاءات برنامج البيان التالي فمن يشارك فيه هم عينة متماثلة لذا اتجاهاتها متطابقة واختياراتها واحدة!

فالمحرك فيها هو الدافع العاطفي الذي يتجه إلى النتيجة المحددة سلفا لأنه يتوهم ويخلط بين الأشخاص والأفكار كما أنه ينتصر لهما لأنه يظن أن ذلك نصرة للدين فقد وقع تحت هذا الإيحاء فوجه لما أعد له!

سنفترض أن 93% من السعوديات يواجهن عنفا أسريا، لابد والحال هذه أن ندعو إلى عدة أمور لمعالجة هذا الوضع المرير:

1 - تحديد سن لزواج الفتيات لا يقل عن 18 سنة.

2 - تجريم العنف الأسري ومعاقبة كل من مد يده على زوجة أو بنت أو أخت.

3 - إدخال الرياضة لمدارس البنات لتقوية لياقتهن البدنية ولتعزيز شعورهن بالقدرة على الدفاع عن أنفسهن.

4 - تنقية المناهج من كل الإشارات التي تبيح للرجل تأديب المرأة مثل عبارة (الأخذ على يدها)وغيرها من الإيحاءات التي تنشئ الذكور على الحق في ضرب الإناث.

5 - إلزام شركات إنتاج الدراما والمواد الإعلامية بتقديم صورة إيجابية عن الحياة الأسرية المتكافئة الأقطاب (الرجل والمرأة) وأنها النموذج الطبيعي والسوي وغيرها هو الشاذ.

6 - التعامل مع مشاهد تعنيف المرأة جسديا أو لفظيا كما تعامل مشاهد الجنس والعري فلابد من حذفها, إذ كيف يرفض العري ولا يرفض العنف والتحقير الجسدي؟ فكلاهما استغلال وإهدار لكرامة المرأة.

وأخيراً إذا صحت هذه النسبة فإني أرى أن تجتهد النساء بالحصول على الحزام الأسود في الكاراتيه ليدافعن عن أنفسهن، ولهن أسوة حسنة في المعلمة التي فاجأت زوجها بضربات متوالية أسقطته أرضا بعد أن سخر من طبخها وهم بضربها كما أعتاد دائما، ولم يتصور أن زوجنه تدربت على الكاراتيه في المنزل كي تحافظ على بيتها وأطفالها فلم يكن يعيب زوجها ألا مدة يده ولسانه البذيء (بس!) فتدربت لتكف يده ولسانه عنها، وتم لها ذلك وبالضربة القاضية وعلى مرأى من الخادمة والأطفال.

يبدو أن المعلمة تفكر تفكيرا ميكافيليا حيث الغاية تبرر الوسيلة, بينما الرجل يؤمن بمقولة محرفة هي: أنا أضرب إذن أنا موجود!!



fatemh2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد