Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/04/2010 G Issue 13722
السبت 10 جمادى الأول 1431   العدد  13722
 
ميتشل على أعتاب كسينجر

 

لتفريغ انتصار 6 أكتوبر عام 1973 ووقف الزخم الذي ولده الانتصار العربي، الذي صنع تحولاً نوعياً في المجتمعات العربية ودولها التي تخلصت من عقدة (الخوف) من التفوق الإسرائيلي، وبدأت تتطلع وتخطط إلى تحرير الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلتها إسرائيل عام 67 وقبل عام 67 عندها تحركت القوى الدولية الكبرى الداعمة لإسرائيل والتي كانت وراء زرع هذا الكيان الغريب والشاذ في المنطقة والتي تعد من أهم أسباب تماديه في تحدي الإرادة الدولية، ورفضه تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وغيره من المؤسسات الدولية التي عارضت احتفاظ إسرائيل بالأراضي المحتلة التي استولت عليها بالحرب.

هذه القوى الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية رأت في (النهضة العربية) وبدايات الانطلاق التي تمثلت في نتائج حرب أكتوبر والتي لم تقتصر في استعادة أرض عربية شاسعة وبالذات شبه جزيرة سيناء وإعادة قناة السويس للعمل، بل أيضاً في ظهور محور عربي سياسي وعسكري واقتصادي قوي أركانه المملكة العربية السعودية ومصر وسوريا لمواجهة هذه المتغيرات والحد من التأثيرات التي بدأت تؤثر على الأوضاع في المنطقة العربية والتي تهدد بإضعاف التأثير الأمريكي والغربي في المنطقة، بدأت القوى الدولية بالتحرك وكالعادة كانت الورقة التي (تغري) بها هذه القوى الدول العربية، هي حل القضية الفلسطينية، وإعادة الأراضي العربية التي تحتلها إسرائيل، وأوكل إلى هنري كسينجر تنفيذ (سياسة التخدير) الأمريكية الغربية لامتصاص زخم النهضة العربية فابتدع أسلوب الخطوة - خطوة والتي لم تحقق للعرب شيئاً سوى تبخير هممهم، وأبقت لإسرائيل الأرض العربية التي احتلتها، وأفرزت اتفاقية كامب ديفيد التي أعطت لإسرائيل ما كانت تسعى إليه وهو تحييد أقوى قوة عسكرية عربية مما أتاح لها توسيع عدوانها فطالت لبنان وقصقصت أصابع المقاومة الفلسطينية في لبنان وأبعدتها بعيداً عن حدود الكيان الإسرائيلي.

الآن وبعد أن دب الصحو لاستيقاظ العديد من المجتمعات الإسلامية التي أخذت تستشعر واجبها في تحرير الأراضي المقدسة في فلسطين مما أرسل إشارات إلى مراكز البحث وجمع المعلومات الأمريكية بأن هناك تغيراً قادماً في الدول الإسلامية التي ستضغط على المجتمعات العربية للقيام بدورها الذي تأخر كثيراً في تطهير الأراضي العربية المحتلة وهو ما بدأت تظهر أولى إشاراته في فلسطين وإن اقتصرت على مجمعات صغيرة تحاصر الآن، إلا أن جميع المؤشرات تدل على أن هناك (هبة) ستتجاوز الانتفاضتين الفلسطينيتين السابقتين؛ ففي ظل تصاعد التعسف والممارسات الإسرائيلية البالغة العنت والعنف لابد وأن يتفجر الوضع في فلسطين مما سيضغط على المجتمعات الإسلامية قبل العربية للتحرك، وهنا أيضاً سارعت القوى الدولية وبالذات أمريكا للتحرك لاحتواء أي (انتفاضة إسلامية أو عربية) لدعم الثورة الفلسطينية القادمة التي ستكون ثورة جياع.. وثورة محاصرين ممنوعين من العلاج والغذاء والعمل.وهكذا ينظر المنصفون لجولات وزيارات جورج ميتشل ممثل الرئيس أوباما لسلام الشرق الأوسط الذي لم يحقق إلا مزيداً من التعنت الإسرائيلي ومزيداً من المستوطنات مقابل إحكام الحصار على الفلسطينيين وضياع المقدسات مع تواصل القضم الإسرائيلي لها في القدس الذي يكاد يستكمل التهامه وضياع الحرم الإبراهيمي والقادم أفظع مع استمرار جولات ميتشل.

****




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد