Al Jazirah NewsPaper Saturday  24/04/2010 G Issue 13722
السبت 10 جمادى الأول 1431   العدد  13722
 
معرض القدس الشريف وفلسطين.. زيارة ثانية
عادل علي جوده

 

مازلت أقف على أعتاب «قاعة الفن الإسلامي» التي تحتضن «معرض القدس الشريف وفلسطين» بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ووقفتي بالتحديد في المدخل الرئيس للمركز، وأكثر تحديداً أمام مجسمٍ يقول للناظر إليه: قف! فأنت في حضرة تاريخ ورسالة! وفي رحاب ذكرى ورحلة! وأمام مسؤولية وأمانة!.

لا أقصد المجسم الذي أمامي بحد ذاته، والذي أقل ما يقال فيه أنه نفذ بمهنية عالية تجلت فيها روح الإتقان، وإنما أسْبَح بفكري في فضاءات فلسطين المغتصبة، وقدسها الشريف، وأقصاها المبارك، فتصعق الآذان وتزلزل الوجدان صرخة النداء: «واعرباه.. واإسلاماه»! وأبداً لا مجيب!.

نعم قارئي الكريم، هذا المجسم يشير إلى «مسجد قبة الصخرة»، وهو أحد أبرز المعالم للمسجد الأقصى المبارك الذي يسكن العيون والأفئدة؛ فهو أول قِبلة للمسلمين، وهو ثاني مسجد وضع للناس، وهو ثالث المساجد التي أمر رسولنا صلى الله عليه وسلم أن تشد إليها الرحال؛ بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، وهو الذي صلي فيه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إماماً بأنبياء الله عليهم السلام في ليلة الإسراء والمعراج؛ والمتأمل في هذه الإمامة يدرك حجم معانيها ودلائلها، وهو الذي لا تقوم الساعة إلا بتطهيره من اليهود؛ إذ قال عليه الصلاة والسلام: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر أو الشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود» (مسند الإمام أحمد - الحديث 9029)، وفيه الفئة المنصورة التي لا يضرها من خالفها؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك» قالوا يا رسول الله وأين هم؟ قال عليه أفضل الصلاة والتسليم: «ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس» (مسند الإمام أحمد - الحديث 21286).

فإذا كان «مسجد قبة الصخرة» واحداً من معالم كثيرة للمسجد الأقصى المبارك، فما المعالم الأخرى؟ بالطبع لا أزعم الإلمام بما يكفي للإجابة الدقيقة عن هذا التساؤل، بل أقتبس من أحد الإهداءات الثمينة التي يقدمها القائمون على المعرض إلى زائريهم، وهو كتيب صغير (مقاس 22×11سم) صادر عن «مؤسسة القدس الدولية»، تحت عنوان: «معالم المسجد الأقصى»، ويحمل في أسفل غلافه الأمامي عبارة لافتة باللون الأصفر (تمنيتها لو كانت باللون الأحمر) تقول: «القدس... نحميها معاً... نستعيدها معاً!.

يقع الكتيب في خمس وثلاثين صفحة، ويشتمل على معلومات ثرية عن المسجد الأقصى بدءاً من المقدمة التي تبرز مكانة المسجد الأقصى وأهميته، وانتهاءً بصورة رأسية ملونة مزودة بأرقام تسلسلية لكافة المعالم، ومروراً بتفاصيل مهمة ودقيقة لكل معلم على حدة.

ولعلي أبدأ بتعريف المسجد الأقصى لإزالة اللبس الذي أراه لدى البعض، فهو ليس «مسجد قبة الصخرة» بقُبَّته الذهبية، ولا هو «المسجد القبلي» بقُبَّته الرصاصية، كما هو شائع، إنما هو هما معاً بالإضافة إلى كل ما يقع داخل السور من مبان وساحات، وتبلغ مساحته مائة وأربعة وأربعين ألف متر مربع، وله خمسة عشر باباً، منها عشرة أبواب مفتوحة، وخمسة أبواب مغلقة، أما الأبواب المفتوحة فرغم أن مفتاحاً واحداً منها فقط لدى السلطات الصهيونية، ورغم أن مفاتيح الأبواب الأخرى لدى دائرة الأوقاف الإسلامية، إلا أنها -وليسمع أبناء العروبة والإسلام - لا تفتح إلا بموافقة صهيونية، وهي «باب الأسباط»، و»باب حِطَّة»، و»باب العَتْم» أو «باب الملك فيصل» أو «باب الدُّوَيْدارِيَّة» أو «باب شرف الأنبياء»، و»باب الغَوانِمَة» أو «باب الخليل» أو «باب الوليد» أو «باب الغَوارِمَة»، و»باب الناظر» أو «باب الحَبْس» أو «باب المجلس» أو «باب ميكائيل» أو «باب علاء الدين البُصَيْري» أو «باب الرباط المنصوري»، و»باب الحديد» أو «باب أرغون»، و»باب القَطَّانِين»، و»باب المِطْهَرَة» أو «باب المُتَوَضَّأ»، و»باب السلسلة» أو «باب السكينة»، و»باب المغاربة» أو «باب البراق» أو «باب النبي»، وأما الأبواب المغلقة فهي «باب الرحمة» أو «باب التوبة» أو «الباب الذهبي»، و»باب الجنائز»، و»الباب الثلاثي»، و»الباب المزدوج»، و»الباب المنفرد».

ويشتمل المسجد الأقصى على أربع مآذن؛ «مئذنة باب المغاربة»، و»مئذنة باب السلسلة»، و»مئذنة باب الغوانمة»، ومئذنة باب الأسباط». ويضم المسجد الأقصى ستة مساجد ومصليات؛ «المسجد القِبْلي» (بكسر القاف وسكون الباء، وهو المعروف بالمسجد الأقصى من باب تسمية الجزء بالكل، يبلغ طوله من الداخل ثمانين متراً، وعرضه خمسة وخمسين متراً، وله أحد عشر باباً وقبة واحدة مغطاة بألواح الرصاص)، و»المسجد القديم» (وهو بناء عريق يقع في التسوية الجنوبية للمسجد الأقصى، ويتم الدخول إليه عبر درج حجري يقع أسفل أبواب «المسجد القبلي»)، و»المصلى المَرْواني» (ويقع في التسوية الجنوبية ومساحته ثلاثة آلاف وستمائة متر مربع)، و»مسجد البراق» (نسبة إلى المكان الذي رَبَط فيه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم دابته «البراق» في رحلة الإسراء والمعراج)، و»مسجد المغاربة» (ويستخدم قاعة عرض لأغراض المتحف الإسلامي)، و»مسجد النساء» (خصص وقت بنائه للنساء، ويقسم اليوم إلى قسمين؛ «متحف» و»مكتبة عامة»).

ويضم المسجد الأقصى ست عشرة قبة؛ «قبة الصخرة المشرفة» (وهي مبنية فوق الصخرة المشرفة التي عرج منها رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه إلى السماوات السبع، وهي مطلية بألواح الذهب) و»قبة المسجد القبلي»، و»قبة السلسلة» (وهي صغيرة الحجم جميلة الشكل، لها أحد عشر ضلعاً ومحراب واحد)، و»قبة المعراج» (بنيت في الفترة الأيوبية تخليداً لمعراج حبيبنا صلى الله عليه وسلم، وهي صغيرة الحجم، ثُمانية الشكل، لها محراب واحد)، و»قبة موسى» وتسمى «قبة الشجرة» (وهي مربعة الشكل ولها محراب واحد، وتستخدم اليوم داراً لتحفيظ القرآن الكريم)، و»قبة النحوية» (أنشأها الملك عيسى الأيوبي عام 1207م لتكون مدرسة للعلوم اللغوية، وتتكون من ثلاث غرف متصلة تقوم القبة في زاويتها)، و»قبة سليمان» (نسبة إلى سليمان بن عبدالملك، وهي ثُمانية الشكل ولها محراب واحد)، و»قبة الميزان» (وهي على شكل منبر)، و»قبة النبي» (ويقال إنها بنيت في المكان الذي صلى فيه نبينا صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج)، و»قبة الأرواح» (وتقع فوق المكان المعروف بمغارة الأرواح)، و»قبة الخضر» (وتقع فوق مكان يقال إن الخضر عليه السلام كان يؤمه ويصلي فيه)، و»قبة يوسف آغا» (نسبة إلى بانيها يوسف آغا، وتستخدم اليوم مكتباً للاستعلامات ولبيع تذاكر الدخول إلى المتحف الإسلامي)، و»قبة يوسف» (نسبة للاسم الأول للسلطان صلاح الدين)، و»قبة عشاق النبي» (وتعرف باسم «إيوان السلطان محمود الثاني» الذي بنيت في عهده)، و»قبة مهد عيسى» (وهي بناء تذكاري أنشأه المسلمون في العهد الأموي، ويقع في إحدى زوايا المصلى المرواني)، و»قبة الشيخ الخليلي» (نسبة إلى شيخ صوفي كان يتعبد فيها، وتستخدم اليوم للجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك).

ويوجد في المسجد الأقصى اثنتا عشرة مدرسة؛ («مدرسة ورياض الأقصى الإسلامية»، و»ثانوية الأقصى الشرعية»، و»المدرسة الغادِرِيَّة»، و»المدرسة الباسِطِيَّة»، و»المدرسة الأمينية»، و»المدرسة الفارسية»، و»المدرسة الملكية»، و»المدرسة الأَسْعَرْدِيَّة»، و»المدرسة المَنْجَكِيَّة» و»المدرسة العثمانية»، و»المدرسة الأشرفية»، و»المدرس التَّنْكَزِيَّة»)، ورواقان؛ («الرواق الغربي»، و»الرواق الشمالي»)، وثماني بوائك؛ («البائكة الشمالية»، و»البائكة الشمالية الغربية»، و»البائكة الغربية»، و»البائكة الجنوبية الغربية»، و»البائكة الجنوبية»، و»البائكة الجنوبية الشرقية»، و»البائكة الشرقية»، و»البائكة الشمالية الشرقية»)، وأربعة عشر سبيلاً؛ («سبيل الكأس»، و»سبيل شعالان»، و»سبيل البصيري»، و»سبيل قايتْبَاي»، و»سبيل قاسم باشا»، وسبيل سليمان»، و»سبيل الشيخ بدر»، و»سبيل باب المغاربة»، و»سبيل حطة»، و»بركة النارِنْج»، و»صهريج الملك عيسى»، و»سبيل منير برهان الدين»، و»سبيل الزيتونة»، و»سبيل الرحمة»)، وستة محاريب، وست وعشرون مَصطبة، وخمس وعشرون بئراً عامرة.

وددت، قارئي الكريم، أن أضع بين يديك المزيد من التفاصيل عن معالم المسجد الأقصى، إلا أن مساحة النشر تستوجب الاختصار، ولذلك أدعوك لاقتناء هذا الكتيب والقرص الممغنط المصاحب الذي ينقل بالكلمة والصوت والصورة الكثير من المعلومات القيمة التي من أبسط مسؤولياتنا تجاهها، ومن أبجديات حقوق أبنائنا علينا، أن نتدارسها معهم، فمن يدري، قد يخرج من بينهم من يمتلك عزة الفاروق، وصلاح الدين، والمعتصم، فيسمع الصرخة، ومن ثم يكون له موقف مختلف!.

ويتجدد اللقاء في زيارة ثالثة قريبة بإذن الله،،،،



aaajoudeh@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد