Al Jazirah NewsPaper Sunday  25/04/2010 G Issue 13723
الأحد 11 جمادى الأول 1431   العدد  13723
 

هذرلوجيا
أعراض
سليمان الفليح

 

في الصفحة ما قبل الأخيرة نشرت جريدتنا الغراء هذه خبراً طريفاً ربما لم يتوقف عنده القراء كثيراً وربما لم يقرأه إلا القليل من القراء، وذلك لأنه لا يتعلّق باهتماماتهم الشخصية فلا هو خبر سياسي هام يشد إليه أصحاب الاهتمامات السياسية فيشبعوه تحليلاً وتعليلاً وفلسفة (زايدة) واستعراضاً لأبعاد (تفاكيرهم) التي لا يصل إليها القراء حتى يوجعوا القلب بالهم والغم والنكد وما إليه من مسببات (الصداع الروحي) الشديد، ولا كذلك هو - أي الخبر - يُعتبر خبراً اقتصادياً هاماً يتعلق بالتجارة وسوق الأسهم ويسبب ارتفاع الضغط حسب ارتفاع المؤشر أو هبوطه، ولا هو خبر يتحدث عن إلقاء القبض على ساحر أو مشعوذ يهمّ باعة الوهم وشرّائه أيضاً على حد سواء، ولا هو خبر رياضي يسبب شجاراً بين مشجعي الأندية الذين أصبحوا يستعلمون أيديهم ضد بعضهم البعض كلما أبدع اللاعبون باستعمال أقدامهم أثناء اللعب؛ ولا هو - أي الخبر - خبر ثقافي يترك مجالاً لحذلقة المثقفين وتنظيراتهم الفجة الجوفاء، ولا هو خبر يتحدث عن أول انتخابات تحدث في بلد عربي منذ رحيل الاستعمار الأجنبي حتى اليوم لتنتهي كالعادة بالتشكيك بالنتيجة ومطالبات بإعادة الفرز يدوياً بنفس الطريقة التي كانت تفرز فيها النتائج أيام الاستعمار.

أقول إن الخبر الظريف الطريف اللطيف (العفيف) يتحدث عن مواطن مصري عاقب رجلاً (تحرَّش بزوجته) بطريقة مُثلى تتلخص في أنه قام بتجريد (المتحرِّش) من ملابسه بما في ذلك ورقة التوت وتركه أو (بالمصرية الفصحى) (سابه) (عارياً يسير في الشارع مثل الإنسان الأول لأنه تصرف - أي المتحرِّش - مثل الإنسان الأول الذي لا يعرف قيمة أعراض الناس).

هذه الحادثة الظريفة ذكّرتني بحادثة ظريفة أخرى قام بها رجل أعرفه، إذ كان يتسوّق هو وزوجته في الزحام، فاقترب أحد الشباب السفلة ومدّ (مخالبه) إلى عجيزة المرأة و(خمشها) بأظافره الحادة القذرة ف(صاحت) المرأة صيحة مفاجئة انتبه لها الرجل على حين غرّة فما كان منه إلا أن قبض على المراهق السافل من (شوشته) ورفع ثوبه إلى رأسه و(كمشه) من الأعلى بيده الضخمة حتى بانت سوءته وأخذ (يبسطه) على تلك السوءة بيده الأخرى وهو يقوده كالخروف ويقول بأعلى الصوت: (من جاء ليرى مؤخرات الناس فمن حق الناس أن يروا مؤخرته) وظل يواصل الضرب وهو يردد البيت القائل:

إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى

وحظك موفور وعرضك صيّن

فكفك لا تلمس بها عورة امرئ

فكلك عورات وللناس أعين


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد