Al Jazirah NewsPaper Sunday  25/04/2010 G Issue 13723
الأحد 11 جمادى الأول 1431   العدد  13723
 
العودة لمربع الطائفية

 

بعد ما تعافى العراق، وأدى تكاتف العراقيين جميعاً في دحر الإرهابيين من جماعة القاعدة، والمليشيات الطائفية.

وبعد أن تراجعت قوات الاحتلال وأخلت القواعد والمراكز العسكرية والطرق للقوات العراقية الوطنية.

وبعد أن لاحت تباشير نبذ الطائفية وتغليب الوطنية وتقديم مصلحة العراق على مصالح الأجندات الأجنبية.

بعد أن لاح النور، وتنفس العراقيون الصعداء، حصلت الانتكاسة، وعادت أجواء القلق والتوتر تخيم على العراق من جديد، بعد أن اصطدم الواقع بتعنت السياسيين الذين لم يرتقوا إلى ما أفرزته نتائج الانتخابات التي كشفت لهؤلاء السياسيين أن العراقيين يرغبون في التغير إلى الأحسن.

يسعون إلى إبعاد المخاصصة، ونبذ الطائفية، وتفضيل الكفاءات التي يزخر بها المجتمع العراقي على أصحاب الولاءات الحزبية. وأن يقدم الوطنيون على من يتدثرون بعباءات الاحتلال والولاء للأجنبي. هكذا أشارت نتائج الانتخابات، إلا أن السياسيين وإن قرؤوا هذه المؤشرات إلا أن الارتباط بالأجنبي والارتهان بأجندات التدخل الإقليمي جعلتهم يتعامون ويتغافلون عما قرؤوه، فتجاهلوا مطالب الشعب، فأمعنوا في تحدي إرادة الشعب، وعملوا على تحطيم هذه الإرادة والآمال بالعودة إلى أساليب الترهيب والتخويف نفسها.

عادت الأعمال الإرهابية فعادت الدماء تسيل في شوارع بغداد وباقي المدن العراقية، وظهر الإرهابيون من جديد يفجرون السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، وبدأت المليشيات بالتجمع تمهيداً لإخضاع العراقيين لسطوتها، إذ أخذت الأحزاب الطائفية تدعو مسلحيها للعودة إلى مراكز التجمع بحجة حماية الحسينيات، كمؤشر على البداية للمربع الطائفي الأول الذي تجاوزه العراق.

كل هذه الإشارات سببها تشبث السياسيين، وإخلاصهم للأجنبي الذي أوصلهم لسدة الحكم، رافضين الاستجابة إلى رغبة الشعب الذي ترجم رغبته بنتائج الانتخابات والسعي للتغيير للأفضل، إلا أن ساسة الاحتلال يتشبثون بالمنصب ويلجؤون إلى تعديل النتائج بشتى السبل، وهو ما أعاد العنف والفوضى والإرهاب والقلق من عودة الحرب الطائفية من جديد.

* * *


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد