Al Jazirah NewsPaper Sunday  25/04/2010 G Issue 13723
الأحد 11 جمادى الأول 1431   العدد  13723
 
الأمن مبتدأ خبره الاستقرار
عبدالرحمن أبكر الياسين

 

حديث شريف يدعونا للتأمل يقول (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا).

ثلاثة أبعاد حياتية رسمت معالم الطريق لسكون نفسي وأمان اجتماعي.

- جاء الأمن مبتدأها باعتباره مطلباً ضرورة في غيابة لا تستقيم الحياة ولا يستوي عيشها فإن يؤمن الفرد على «نفسه، ماله، دينه، عقله وعرضه».

تلك مقومات أسماها علماء المسلمين الضرورات الكلية التي بها يطيب الحال وأمان المآل من خطر يلم به يهدد معاشه ضاراً بمصالحه أو ما يحد من حرياته وزعزعة أمنه. فما حصاد الأمن إلا الطمأنينة قاعدة المنطلق إلى رحاب الحياة ليعم الهدوء ويصفو المقام مما يدفع بالإنسان إلى البحث عن رزقه في جو من الأمان في سربه (أي مجتمعه وهو ما نعبر عنه بالأمن النفسي).

- البعد الثاني من منطوق الحديث:

معافى في جسده. وهو كناية عن توفر العناية بالصحة ورعاية الاستشفاء في بيئة خالية من الأوبئة نظيفة من الآفات وعوامل نشوء الأمراض التي تنهك قوى الجسد وتقعد عن الكسب وهذا ما نعبر عنه بالأمن الصحي.

- البعد الثالث للحديث:

عنده قوت يومه فمن وجد ما يكفي لسد رمقه وأسباب معيشته من غداء وكساء ومستلزمات البقاء فلا يخاف عوز الحاجة أو ندرة اللازم (وهو ما نعبر عنه بالأمن الغذائي).

ولما أن الأمن بكيفية أبعاده وألوان مراميه يشكل مبتدأ ضرورة فإن النتيجة خبر استقراراً ونماء. وصفها الحديث وصفاً دقيقاً مشبهاً ذاك الحال كمن ملك الدنيا يبيت قرير النفس خالي البال فلا يغشاه هم أو يصيبه نصب أو يعتريه قلق على غده. إنه الأمن ملاذ حياة وغاية أمان.

لواء متقاعد



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد