Al Jazirah NewsPaper Monday  10/05/2010 G Issue 13738
الأثنين 26 جمادى الأول 1431   العدد  13738
 
حولها ندندن
جامعة البنات واستشراف الجودة
د. جواهر بنت عبد العزيز آل الشيخ

 

في اللقاء الذي تم مؤخرا بين خادم الحرمين الشريفين وسمو حرمه، وبين وفد المتميزات من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن برئاسة سمو الدكتورة الجوهرة مديرة الجامعة، بشر الملك عبدالله بناته الطالبات وأستاذاتهن وأسرهن: بأن الطاقة الاستيعابية لمباني الجامعة الجديدة ستتسع لستين ألفاً من الطالبات الجامعيات في المستقبل القريب بإذن الله.

وهذه بلا شك بشرى كبيرة ستسعد كل أبناء هذا الوطن وبناته، حيث إنها ستطمئن معظم الأهالي بأن فلذات أكبادهن سيجدن لهن مقاعد دراسية شاغرة في جامعة البنات، ولكن هذه البشرى الكريمة -بلا ريب- تحتاج منا جميعا لاستعداد كبير لها، لاسيما في ظل شروط الجودة العالمية الفائقة التي أصبحت جامعات المملكة تحاول تطبيقها بشتى الوسائل والطرق، كي لا تكون في مؤخرة الركب الحضاري المتسارع.

فمن المعلوم أن من شروط الجودة الجامعية هو أن يكون عدد الدارسات في القاعة الدراسية في حدود الثلاثين طالبة، لأن العدد إذا كان أكثر من ذلك فإنه سيساهم بالتالي في عدم استيعاب الطالبة لموضوع الدراسة والشرح، وعدم استيفاء الوقت للتدريب والتطبيق والحوار العلمي الخلاق بين الأستاذة وجميع تلميذاتها أو حتى معظمهن، وهذا جانب حيوي مهم لضمان مخرجات جامعية مستقبلية في غاية الجودة.

لذا فإن الآمال مرجوة من الله تعالى ثم من القائمين والقائمات على الجامعة، وفي مقدمتهم سمو الدكتورة الجوهرة مديرة الجامعة ومعالي وزير التعليم العالي، برعاية خادم الحرمين الشريفين، أن تستنفر الجامعة معظم بنات الوطن العاطلات عن العمل ممن يحملن مؤهلات عليا كالماجستير، وما أكثرهن في وطننا الحبيب، لاسيما أنهن قد حصلن عليها من جامعاتنا الوطنية الكبرى التي أثبتت ذاتها منذ عقود من الزمان، وحزْن منها على تقديرات علمية عالية لا تقل عن تقدير جيد جدا.

وبنات الوطن هنّ الأولى من غيرهن، حيث تتحقق عدة أهداف وطنية كبرى نتيجة تعيينهن، فبنت البلد -رغم احترامنا للجميع- هي الأكثر اهتماما بمصلحة بنات وطنها، ثم أنها الأشد حرصا على بناء سمعتها الوظيفية وإثبات ذاتها في بلادها وبين أبناء وبنات مجتمعها، كما أن الأمر يستدعي في هذا المجال الحيوي المهم سرعة تعيين معيدات سعوديات جديدات في كافة التخصصات دون استثناء، مع التركيز على الأقسام المستجدة لبناء هيئة تعليمية جامعية وطنية، خاصة وقد لوحظ أن الهرم الجامعي مقلوب في بعض الكليات التأسيسية للجامعة، حيث تكاد تختفي وظيفة معيدة من قائمتها، مع أن المتعارف عليه عالميا هو التعيين التلقائي سنويا على وظيفة معيد للأول على الدفعة على الأقل.

وفي هذا الأمر تحقيق لعدة أهداف وطنية كبرى، تأتي في مقدمتها خدمة هذه الجامعة الفتيّة التي ستجمع بين أسوارها مختلف الكليات الجامعية، إضافة لحل مشكلة الأعداد الهائلة من بنات الوطن الباحثات عن عمل يفيدهن ويبني مجتمعهن ويعود مردوده المادي لصالح أسرهن التي تعلق عليهن آمالا جساما، لاسيما وقد أثبتت الإحصائيات الأخيرة بأن هناك أكثر من 124 ألف خريجة جامعية عاطلات عن العمل، وفي هذا الحل تحقيق لأهم أسس الجودة في التعليم والعمل معا حيث إشباع وتحقيق احتياجات سوق العمل.



g.al.alshaikh12@gmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد