Al Jazirah NewsPaper Monday  10/05/2010 G Issue 13738
الأثنين 26 جمادى الأول 1431   العدد  13738
 
مدائن
حتى لا تنهار الرياض
د. عبدالعزيز جارالله الجارالله

 

قال أمين منطقة الرياض سمو الأمير د. عبدالعزيز بن عياف حقائق ما كان لها أن تظهر لولا كارثة الاثنين الماطر وهي:

أولاً: شبكات صرف السيول المنفذة لا تتجاوز 30% وأن 70% من أحياء مدينة الرياض ومناطق الرياض خارج تغطية شبكات صرف السيول.

ثانياً: لم تكن هناك اعتمادات مالية من وزارة المالية من عام 1401هـ حتى 1416هـ ومن 1418هـ حتى 1430هـ وما اعتمد لا يمثل 16%.

ثالثاً: السيول في العالم أجمع لا يمكن أن تسحب بصهاريج أو مضخات.

هذه الحقائق الثلاث يقولها أمين منطقة الرياض أي أعلى مسؤول في أمانة المنطقة وهنا تأتي أهميتها. فلا نريد أن نعيد ذاكرة جدة عندما تبادلت وزارة المالية مع أمانة محافظة جدة تبادلت التهم وتصحيح المعلومات والدفع بالاتهامات والتشكيك حتى انتهت إلى تشكيل لجان للتحقيق والمساءلة؛ فالرياض لم تصل إلى هذه المرحلة إلا إذا قدر الله وزادت الأمطار وهنا لا بد من تشكيل اللجان المحاسبية. لو زادت الأمطار فربما اتجهت الأمور إلى الكارثية وانهارت الأنفاق وشبكات صرف السيول ومعها شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه وندعو الله العلي القدير أن لا نصل إلى هذه المرحلة.. الحقائق الثلاث بالنسبة لأمانة منطقة الرياض يضاف إليها الحقيقة الرابعة التي ذكرها أمين المنطقة الأمير د. عبدالعزيز بن عياف وهي عدم وضوح ملامح ومسار وادي السلي شرق الرياض الذي كان وادياً وتم التعدي عليه كون مجراه سطحياً وليس أخدودياً كما هو وادي حنيفة. إذن هذه مفاتيح وحل مشكلات سيول الرياض: نقص شبكات صرف السيول، وتوقف الاعتمادات المالية من وزارة المالية لسنوات، وجعل الصهاريج والمضخات بديلاً عن الشبكات الأرضية للتصريف، وتتبع مجرى وروافد وادي السلي وحمايته. هذه النقاط الأربع هي ورقة عمل الرياض القادمة بعد أن تزال عنا غمة الأمطار والسحب وتتوقف.

الرياض ليست كحال جدة: أحياء عشوائية، وشبكات صرف سيول وهمية، وأحياء مغتصبة، وفساد إداري مصدره الرخص والفسوحات، الرياض قضيتها مختلفة وتنحصر مشكلتها في فهم جغرافية المدينة التي بنيت مثل مدن المملكة على عجل في زمن التنمية الاقتصادية والطفرة المالية التي عاشتها المملكة في منتصف التسعينيات الهجرية والسبعينيات الميلادية لكن قدر الرياض أن تكون بين ظاهرتين جغرافيتين الأولى: السفوح (الشرقية) لظهرة جبال طويق غرباً وحافة جبال العرمة شرقاً. والثانية: مجرى وادي حنيفة الأخدودي الغائر بالأرض غرباً ومجرى وادي السلي السطحي شرقاً: فلو أن المخططين في الخمسينيات الميلادية تنبهوا لعاملين ظهرة (سفوح) طويق وحافة العرمة ووادي حنيفة ووادي السلي وبنيت المخططات المعمارية على هذين المرتكزين لكانت مشكلاتنا أقل والمعالجات والكلفات المالية أيضاً أقل.. لسنا في زمن العتاب واللوم وتقاذف عبارات التهم بين المسؤولين وليس هذا زمانه، فالرياض العاصمة والمدينة العريقة وإحدى مدن الصحراء الفتية والقوية نريدها أنموذجاً لمدن الجزيرة العربية والخليج ولمدن شرقنا العربي والأوسطي وأنموذجاً للمدن في غرب القارة الآسيوية لأن لدينا حكومة تضخ الملايين على الرياض ولدينا قيادات إدارية في وزارة المالية تستطيع استيعاب هذه الحادثة وقيادات تخطيطية وهندسية في وزارة البلديات وأمانة منطقة الرياض قادرة تخطيطياً وهندسياً في بناء شبكات صرف السيول وحماية مجاري وروافد الأودية وإن تم ذلك على مراحل.

لا نريد للرياض التي أحببناها أن تنهار بسبب صرف السيول فلو لم تصمد وتتماسك في هذه الأزمة فقد تنهار شبكات أخرى كخطوط المياه العذبة والصرف الصحي وشبكات تصريف المياه الزائدة وتنهار الأنفاق، فالرياض تستحق منا التماسك والشروع في إنجاز مشاريعها لتجنيبها أي شكل من أشكال الانهيار.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد