Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/05/2010 G Issue 13740
الاربعاء 28 جمادى الأول 1431   العدد  13740
 
العودة إلى حائل
بقلم خالد المالك

 

أعود إلى حائل، يقودني الحنين إليها، ويستحثني الشوق والوله وحصار الانطباعات الجميلة عن زيارات سابقة لها.

أعود إلى حائل؛ لأرى جديدها؛ لأستمتع بقديمها، ولأضيف صفحات أخرى إلى أجمل ما في ذاكرتي عنها.

أعود - والعود أحمد، كما يقال - لأرى ما لم أره من قبل؛ لأقرأ في وجوهكم، ومن خلال كرمكم ومشاهدتي لكم، ما قرأته من تاريخ بهي عن هذا الإنسان من أهلنا.

فحائل بتاريخها وأهلها، وكلّ منابتها الأصيلة، وجه مشرق، وعطاءات جميلة، وصور تتميز بالبهاء والسمو، بما لا يملك المرء معها إلا أن يسلم لها كل ما يختزنه عقله من المفردات الدالة على إعجابه.

وحائل المنطقة، والمدينة، ومحافظاتها الخمس، بجبالها وسهولها وأوديتها وصحاريها وأهلها، حيث التاريخ الذي كتب ما هو جميل ورائع عنها، موثقا بالشهادات والانطباعات من رموز المفكرين والمؤرخين والمستشرقين، هي حائل المعاصرة بوصف جديدها امتدادا لقديمها؛ حيث ديناميكية الحركة التي لم تتوقف ولم تهدأ، وحيث شموخها وكبرياؤها في علو يؤطره هذا التناغم والتحاب الرائعان بين الماضي والحاضر.

فحائل بجبالها تظهر مثلما قيل عنها منذ القدم، وكأنها قطعة من النقود جرى سكها حديثا، تتلألأ بكل نقائها وبريقها، بين كومة من العملات المكررة والمشوهة، أو هي تلك المدينة التي أوحت لمستكشف آخر عنها بشيء من المعاصرة، وبشيء آخر عنها من قبيل الأناقة غير المعتادة، بينما تحدث عن سحرها رحالة ثالث بالقول: إن معالم جبل شمر لها روعة غريبة، ترتفع مكونة ذرى وقبابا، تاركة هنا وهناك كوة تستطيع من خلالها أن ترى السماء، أو صفاة عجيبة جاثمة وكأنها صخرة تتدحرج على خط السماء.

حائل إذا في الحاضر كما كانت في الماضي هي حائل بجمالها الأخاذ، وطبيعتها المثيرة للانتباه، وارتباط الإنسان الحائلي بمكونها الطبيعي، وتأثر شخصيته وسلوكه واهتماماته بهذا التوصيف الدقيق لجبالها وأحجارها التي تبدو نقية وذات بريق، وتتلألأ كما تتلألأ قطع النقود التي جرى سكها حديثا، إن أبناء وبنات حائل يمكن القول عنهم بأنهم كالجواهر في تفكيرهم وثقافاتهم وطموحاتهم، كما هي ملامح جبالها وسهولها وأوديتها وصحاريها، وكل حبة رمل في أراضيها.

شكرا لجامعة حائل، ولمديرها معالي الدكتور أحمد السيف، ولجميع منسوبيها؛ فقد أعطوا لمحدثكم هذه الفرصة للقاء بكم، ومكنوا صحيفة (الجزيرة) من أن توثق علاقتها وتعمق صلتها مع قرائها الأكثر في منطقة حائل، وتزيد من ارتباطها وتواصلها بهم، من خلال كرسي (الجزيرة) في هذه الجامعة.

شكرا لكل الحضور؛ رجالا ونساء على تكريمي بهذا الحضور المتميز لهذا اللقاء المفتوح.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد