Al Jazirah NewsPaper Wednesday  12/05/2010 G Issue 13740
الاربعاء 28 جمادى الأول 1431   العدد  13740
 
نقل تحيات المليك وعميق تقديره لدورهم في إثراء حركة الترجمة والتقارب بين الثقافات
الأمير عبدالعزيز بن عبدالله يرعى حفل تسليم جائزة خادم الحرمين العالمية للترجمة باليونسكو

 

«الجزيرة» - الرياض

رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزبز مستشار خادم الحرمين الشريفين، عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، رئيس مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة أمس الثلاثاء بمقر منظمة اليونسكو بباريس، بحضور ايرينا بوكوفا مدير عام اليونسكو والدكتور عبدالرحمن السعيد المستشار في الديوان الملكي والدكتور بندر العيبان رئيس هيئة حقوق الإنسان والدكتور عبدالله العثمان وعدد من السفراء والمسؤولين.

حضر حفل تسليم الجائزة في دورتها الثالثة، قيادات المنظمة ومندوبي الدول الأعضاء باليونسكو وممثلي البعثات الدبلوماسية في العاصمة الفرنسية ونخبة من رموز الفكر والثقافة.

وقد بدأ الحفل بكلمة للدكتور زياد الدريس سفير المملكة لدى منظمة اليونسكو قال فيها: إن هناك ثلاثة ضيوف افتراضيين في الحفل، وهم اللغة والترجمة والسيد حوار الثقافات؛ فاللغة كائن حي.. فهي تنمو، وتتمدد وتتقلص، وتقوى وتضعف، وتتجمل أحياناً - بماكياج الشعر والأسلوب العذب - وتقبح أحياناً أخرى، وهي تتوالد فتنجب لغات أخرى متفرعة منها، تكون كالإخوان من الأب، أو تنجب لهجات تكون أكثر تماثلاً بينها كالإخوة الأشقاء. واللغة يمكن أن يصيبها في مرحلة من عمرها العقم فتصبح عاجزة عن ولادة كاملة واحدة جديدة. وأخيراً فاللغة قد تموت.. عندما يصيبها الهزال والضعف، إما بسبب عدم تغذيتها أو بسبب تركها مقعدة وخاملة في مكان مغلق، لا تخرج إلى الهواء الطلق ولا تخالط الناس ولا تتفاعل مع جوانب الحياة، فتموت مهملة كما يموت العجائز في دور المسنين! أما حوار الثقافات فهو السبيل الوحيد، ولا غيره، لإشاعة ثقافة التسامح وتعزيز السلام، السلام الحقيقي لا سلام نشرات الأخبار، وضمانة التنوع الثقافي بين أفراد العائلة الإنسانية.حسناً.. هل يمكن تحقيق حوار ثقافات بدون ترجمة بين اللغات؟ إذاً فيمكننا القول بإيجاز: الترجمة هي الطريق السريع لبلوغ أهداف التنوع اللغوي الذي بدوره سيفتح لنا الباب إلى التنوع الثقافي وحوار الثقافات.

بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، رئيس مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، قال فيها: إنه لمن دواعي سرورنا التواصل مع أعرق وأهم المؤسسات التربوية والثقافية والعلمية العالمية لما في ذلك من فرص لتبادل الخبرات معها، إضافة إلى ترسيخ موقع جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبد العزيز العالمية للترجمة، على الساحة الثقافية والعالمية، فقد اختار مجلس أمناء الجائزة إقامة حفل توزيع جوائزها في عاصمة الثقافة العالمية باريس وتحديداً اليونسكو، كمنظمة دولية عني بصياغة المكون الثقافي للإنسان وحفظ تراثه، بوصفه جسراً للتواصل والتفاهم بين الثقافات والحضارات، وبذلك تكون استضافة اليونسكو للجائزة وفعالياتها، دعماً للتنوع الثقافي وإرساء لقيم الحوار، وترسيخاً للتقارب بين الثقافات بوصفها دعائم السلام بين الشعوب، وكذا مناقشة الترجمة ودورها في تعزيز التقارب بين الثقافات.

ونقل سموه تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وعميق تقديره لدوركم في إثراء حركة الترجمة والتقارب بين الثقافات، حيث يولي - حفظه الله - عناية خاصة بهذه الجائزة العالمية وتطويرها، كونها أحد عناوين اهتمام المملكة العربية السعودية بالإبداع والمبدعين، وجسراً معرفياً وثقافياً، وتتواصل من خلاله مع جهود الأفراد والمؤسسات في المجالات العلمية والثقافية والمعرفية المتنوعة.

وأكد سموه أن الترجمة باتت اليوم شرطاً أساسياً للنهضة في هذا العصر، الذي تباعدت فيه المسافات. ولهذا أتوقف أمام مشروع هذه الجائزة العالمية للترجمة، الذي بدأناه منذ بضع سنوات، الذي صنع حراكاً وحياة جديدة في مشهد الترجمة العربي والإقليمي، والعالمي كمنبر، للاستنارة والحوار والاعتدال والتسامح.. هذا المشروع، نعمل لأن يكون نواة لنهضة ثقافية عربية جديدة، ومن هذا المنطلق، ظهر مشروع الترجمة ملبياً حاجتنا لاستئناف علاقتنا بالثقافات الإنسانية كافة، وإدارة الحوار معها، حيث تمكننا الترجمة من المخاطبة والفهم والحوار والاقتباس من علوم الآخر، وآدابه وفنونه.

وأوضح سموه أن هذا الحفل يأتي تتويجاً للجهود المباركة والمستمرة التي يبذلها الإخوة والأخوات المترجمون، وتوكيداً لاهتمامات المملكة العربية السعودية قيادةً ومؤسسات ثقافية ومثقفين، بدور الترجمة، وفعلها كوسيلة للنهوض، ومواكبة ما يجري على الأرض من مستجدات، ونقل العلوم والمعارف والآداب والفنون.

وفي ختام كلمته رفع سموه أسمى عبارات التقدير والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، على رعايته الكريمة لهذه الجائزة، ودعمه اللامحدود.. كما وجه الشكر الجزيل لمديرعام المنظمة والمسؤولين كافة على حسن الوفادة والضيافة، والشكر موصول لجميع الحضور من السفراء والضيوف الكرام وإلى الإخوة والأخوات الباحثين والمؤلفين المترجمين، والمؤسسات الثقافية والأفراد الذين تواصلوا مع الجائزة وبرامجها المتنوعة.

ثم شاهد الحضور فيلماً وثائقياً عن مسيرة الجائزة والفائزين والمكرمين، بعد ذلك قام سموه بتسلم شهادات التكريم والجوائز المالية والميداليات للفائزين بالجائزة والمكرمين من أصحاب الإسهامات المتميزة في مجال الترجمة من اللغة العربية وإليها.

وقد أعلن الدكتور سعيد السعيد أمين الجائزة الأسماء الفائزة حيث أسفرت عملية التحكيم عن فوز الهيئة المصرية العامة للكتاب بالجائزة في مجال جهود المؤسسات والهيئات، وفوز الدكتور محمد الخولي بجائزة ترجمة العلوم الإنسانية إلى اللغة العربية عن ترجمته لكتاب انهيار العولمة وإعادة اختراع العالمة، لمؤلفه جون رالسون، مناصفة مع الدكتور عبدالقادر مهيري والدكتور حمادي صمود عن ترجمتهما لكتاب معجم تحليل الخطاب من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية.

وتضم قائمة الفائزين بالجائزة في مجال ترجمة العلوم الطبيعية إلى اللغة العربية الدكتور شريف الوتيدي والدكتور عصام الجمل أستاذا الجراحة بجامعة الملك سعود عن ترجمتهما لكتاب أسس الجراحة العصبية مناصفة مع الدكتور ناصر العندس والدكتور أحمد العويس والدكتور عبدالله القحطاني عن ترجمتهم لكتاب الكيمياء الفيزيائية من اللغة الإنجليزية إلى العربية.

واستمراراً لتوجهات الجائزة في تكريم أصحاب الإسهامات المتميزة في مجال الترجمة تكرم الجائزة في دورتها الثالثة البروفسور العراقي عبدالواحد لؤلؤة، لعطائه الكبير في ترجمة أعمال سلطت الضوء على ثراء الحضارة العربية والإسلامية، والبروفسور الفرنسي اندريه ميكيل، والذي تنوعت جهوده في الترجمة وأسهمت أعماله في تعزيز التواصل المعرفي بين الثقافة العربية والثقافة الفرنسية. تلا ذلك كلمة المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر قدم فيها شكره وعبر فيها عن سعادته بهذا المشروع الثقافي، والذي يرتبط بحالة من الكشف والتعارف والتلاقح بين اللغات والثقافات، ألا وهو مشروع الترجمة، وتخصيص هذه الجائزة التشجيعية والتقديرية الدولية، التي تأتي متسقة مع هذه الرؤى والقيم العالمية، مستقلة ومحايدة، وتخضع في معايير منحها إلى الجانب الإبداعي والعلمي والإنساني المؤثر في الحياة الثقافية والعلمية، كمشروع حضاري مؤسسي، لنقل المعرفة وتعزيز التقارب بين الثقافات، والحوار مع الشعوب المختلفة، مستلهمة رؤى مؤسس هذا المشروع الحضاري الثقافي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وإرساء للمبادئ التي يدعو إليها من خلال رعايته هذا المشروع الثقافي والعلمي العالمي، والذي نعول عليه ليكون مشروعاً إنسانياً ثقافياً نهضوياً، يلبي حاجتنا للتواصل مع الثقافات الإنسانية كافة وإدارة الحوار معها: لأننا نعلم جيداً أن الترجمة تمكننا من مخاطبتهم والفهم عنهم والاقتباس من علومهم وآدابهم وفنونهم.

وقال: لقد كان لتوجه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى تأصيل التعاون بين الثقافات من خلال مبادرته العالمية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والفلسفات، من العوامل التي أحيت مفهوم التفاعل الحضاري، في لغة الإعلام وآراء المفكرين والكتاب في أنحاء العالم، كما أبرزت مبادرته، كذلك بشكل أو بآخر، سؤال التعايش والحوار، والتقاء الأمم على أسس: التعاون والسلام، والتقارب، هذا التوجه التاريخي لمختلف المشروعات المعرفية التي أطلقها، شكلت أرضية صلبة، تمضي على درب حواري، له قيمه وأنساقه، ومن بين هذه المشروعات (جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة) اتساقاً مع مسيرة الإنجازات التي يقودها نحو آفاق أرحب وأوسع في توطين المعرفة، ونشر العلم وتشجيع العلماء.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد