Al Jazirah NewsPaper Saturday  15/05/2010 G Issue 13743
السبت 01 جمادىالآخرة 1431   العدد  13743
 
النكت على الزوجات تملأ الجوالات
فهد الحوشاني

 

يتبادل الرجال المتزوجون (نكات) عبر رسائل الجوال تتعمد في مجملها الغمز واللمز والتعريض بالزوجات بشكل خاص ويستمتعون بقراءتها وتداولها فيما بينهم..

.. وغالبا ما يكون التعريض بهن من ناحية الجمال والهندام والشياكة والرومانسية وغيرها.

وبشكل عام فإن تلك ثقافة رجالية يشترك فيها الكثير من الرجال في بلدان أخرى، لكني لاحظت في الفترة الأخيرة زيادة مضطردة في وتيرة إرسال (النكت) على الزوجات ومقارنتهن بغيرهن من نساء بلدان مجاورة ! مثل المقارنة بين ثلاجة الزوجة السعودية واللبنانية أو تلك الزوجة التي طالبها زوجها بشيء من الرومانسية فسألت أمها فأخبرتها ان ذلك يعني أن تزيد في كمية الرز !! وبالرغم من أن تلك النكات ترسل للتسلية إلا أنها في واقع الأمر وبدون أن نشعر تعيد إنتاج ثقافة متوارثة تقلل من شأن المرأة، مع أنها أي المرأة في ثقافتها وسلوكها وفكرها هي نتاج للثقافة التي يسيطر عليها ويحدد معالمها الرجل، فالا سره التي تعتبر الوحدة الأساسية للمجتمع تخضع لقوانين يضعها الرجل والبيت يتحكم فيه الرجال أكثر من النساء، والمتعارف عليه اننا نربي المرأة على الطاعة وأحيانا الطاعة العمياء وعدم منحها أية فرصة للحوار والنقاش مما يدعم بناء شخصية متفردة ومستقلة، وهذا موجود في كثير من البيوت، فلا رأي لها بعد رأي الرجل ! ثم يعجب الرجال بامرأة قادرة على ان تعبر عن رأيها بطلاقة وجرأة بالرغم أنها قد تربت في ثقافة وبيئة مختلفة تماما ويتم مقارنها بامرأة ربيت على ان رأيها في الدرجة الثانية حتى وان كانت هي الأم أو الأخت ! وفي حين يستطيع الرجل ان ينمي خبراته وتجاربه من خلال سهولة خروجه من البيت وسفره فان المرأة قليلة السفر والخروج حتى من المنزل بصحبة العائلة ! ان تلك النكت في النهاية تعزز النظرة الدونية التي كانت سائدة عن المرأة، والتي لا يمكن فصلها عن تراث قريب العهد بنا عندما كان يشار إليها في بعض المناطق بكلمات مثل (الله يكرمكم)أو (وانتم بكرامة) ولدرجة وصلت إلى أنه يتم (اركابها) في (صندوق) السيارة بينما الطفل (الذكر) يركب بجانب السائق ! فهي تجسد نفس النظرة ولكنها تستخدم التقنية وتتستر بثوب الحضارة وتغرس ودون ان نشعر مفاهيم تحط من قيمة نسائنا وتعلي من شأن أخريات، هذا بالرغم من أن بعض الرجال تنقصهم العناية في هيئاتهم وملابسهم وبعضهم لا يعرف شيئا عن الكلام العاطفي لزوجاتهم فهم جمال على شكل رجال، وقد قام المجتمع النسائي بمحاولات لإنتاج نكت مضادة موجهة للرجل ولكنها تختلف كما ونوعا ! إن خطورة تلك الرسائل وما تتركه من آثار يكمن في أنها يمكن إن تساهم في زيادة نسب الطلاق بعد أن يرسم الرجل صورة متخيلة للمرأة فلا يجدها في زوجته، وفي هذا السياق فان المدرسة يجب ان تتحمل مسؤوليتها في إعداد البنت لتكن في مستوى مقارب لمستوى الشاب الثقافي والفكري والاهتمام بتنمية شخصيتها وقدرتها على الحوار وكيف يمكنها ان تتعامل مع زوج سيستقبل جواله رسائل تهاجمها في عقر داراها!



alhoshanei@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد