Al Jazirah NewsPaper Saturday  15/05/2010 G Issue 13743
السبت 01 جمادىالآخرة 1431   العدد  13743
 
فيما تصارع أسعار العملات الأجنبية الطوفان
«الدولار عملتنا والمشكلة مشكلتكم» تصريح يعيده التاريخ إلى الأذهان

 

تحليل: وليد العبدالهادي

(الدولار عملتنا والمشكلة مشكلتكم) أمام البنوك المركزية الأوروبية عام 1971م ذكر (جان كونالي) وزير الخزانة الأمريكي الأسبق هذه العبارة بعد تذمر أوروبا من فك ارتباط الدولار بالذهب. والتذمر يعود من جديد على لسان االمستثمرين والسياسيين في منطقة اليورو وكأن التاريخ يعيد نفسه لكن مستوى الأنانية الاقتصادية أخف الآن والكثير يراهن على نقطة التعادل بين اليورو والعملة الخضراء، أما مؤشرات النمو في الصين في سباق والتضخم لا يزال ينهش في الاقتصاد وصانع السياسة النقدية في حيرة من أمره، وحزب العمال في لندن خسر المعركة الانتخابية وسط ضبابية حول طبيعة السياسات الاقتصادية القادمة وبالأرقام خسرت البلاد جارتها في التبادل التجاري. أما ألمانيا العمود الفقري الذي لم يكسر حتى الآن جاءت بأرقام مشرقة هذا الأسبوع تزامن مع اعتماد أكبر (صندوق إنقاذ) من نوعه لليونان ولبقية المتعثرين المحتملين، والمضاربين في سباق مع الذهب والدولار وكلاهما في قمم سعرية أخاذة مخلفة وراءها ذهباً أسود باهظ الثمن. ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة اقتصادية نروي خلالها أحداث هذا الأسبوع لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم.

الدولار الأمريكي

متوسط أسعار سلة أوبك يقف عند 77.5 دولار للبرميل ووكالة الطاقة الدولية تخفض توقعاتها للطلب العالمي على النفط دون 86.5 مليون برميل يومياً خلال العام الحالي ومخزونات الطاقة الأمريكية ترتفع 1.9 مليون برميل أقل من القراءة ومع وصول الذهب إلى قمة تاريخية جديدة وارتفاع الدولار إلى قمة مجنونة عند 85.5 أمام سلة عملاته أصبح البرميل باهظ الثمن مما ساهم بطرد المضاربين من السوق والنتيجة هبوط لخام نايمكس إلى 74 دولاراً للبرميل.

إئتمان المستهلك لشهر أبريل حقق نمواً 2% بعد أن كان متراجعاً 11.5% للقراءة الشهرية السابقة دليل على زيادة ديون المستهلكين نتيجة المشتريات وهو جيد للمستثمر يظهر طلب على منتجات الشركات الأمريكية، لكن الميزان التجاري وسع انكماشه إلى 40.4 مليار دولار بسبب تراجع التصدير مع ارتفاع الدولار للربع الأول وموسم النتائج المالية كان فوق التوقعات بالمجمل والمخاوف تكمن في تراجع حجم التبادل التجاري بين أمريكا ومنطقة اليورو لكن الدولار بفعل المتحوطين له يتحرك بشكل شقي على سلم الصعود.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي

بالفعل كسر خط الاتجاه الصاعد الذي تم تشييده عام 2005م عند 1.264 وسجل قاع جديد بالقرب من 1.25 والطريق إلى نقطة التعادل (كل يورو يقابله دولار واحد فقط) يبدو سهلاً ولا يوجد أهداف سعرية تستحق الذكر سوى تسجيل قاع جديد.

الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي

لامس أرضية القناة الهابطة عند 1.44 ويستهدف خلال بضعة أسابيع مستوى 1.50 وهي المهمة القادمة لكن يبقى الزوج عالي المخاطرة ويخلو من الزخم والعزم الكافيين للتداول.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني

بعد أربع قمم متلاصقة عند 94.6 لم يلامس الزوج خط الاتجاه الصاعد بل كسره وأغلق فوقه ولا يمكن الجزم بالاتجاه الجانبي نظراً لتكدس المخاطرين فيه ويرجح أن يكون اكتفى بجني أرباحه عند 88.2 وأقل ما يمكن مشاهدته الأسبوع القادم مستوى 91.75.

اليورو

إسبانيا تخفض الإنفاق الحكومي بقيمة 6 مليارات يورو من برنامجها الذي يستهدف خفض أجور القطاع العام وخفض الاستثمار العام. وبدأ رئيس الوزراء بنفسه حيث أعلن عن خفض 15% في أجره هو وكبار موظفي الدولة. وإسبانيا تعد ثالث أكبر عجز في المنطقة حيث بلغ 6% وحققت نمواً للناتج المحلي للربع الأول 0.1% ويبلغ معدل البطالة فيها 20% وهو الأكبر في المنطقة، من جهة أخرى اشترى المركزي الأوروبي سندات اليونان مع صندوق إنقاذ بقيمة ترليون دولار والديون المستحقة لخمس دول أخرى مهددة بالتعثر وتبلغ 3 تلريون دولار والدائنون هم فرنسا وبريطانيا وألمانيا. وعلى ذكر ألمانيا طلبات المصانع في أبريل على المقياس الشهري لشهر مارس تنمو 5% كما أن الإنتاج الصناعي على نفس المقياس لكن لشهر إبريل أظهر نمو 8.6% جاء بعد نمو 5.8% دليل تعافي المستهلكين والمنتجين في البلاد، أما الميزان التجاري في مارس فأعلن عن نمو إلى 17.2 مليار يورو، يظهر فائض في الصادرات، وهو ما يؤكد خلو البلد من أية أزمات وهي العمود الفقري الذي لم يكسر حتى الآن، لكن اليورو مهدد بانخفاض كبير في قيمته الإسمية وكذلك الحقيقية وهو ما يخشاه تجار أسواق السلع والخدمات وليس تجار أسواق المال.

الجنيه الإسترليني

خسر حزب العمال المعركة الانتخابية وبدأ عهد جديد لم تتضح معالمه بشأن السياسات الاقتصادية في البلاد وهبطت على إثر ذلك (العملة الملكية)، لكن ثمة مؤشرات وأرقام لابد من الوقوف عندها قليلاً، منها تراجع 0.2% في نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من 0.4% والإنفاق الحكومي أبرز الأسلحة المتبقية لدى المستثمرين لكن للأسف في طريقه للانخفاض، وخسرت بريطانيا جارتها في الطلب على منتجاتها اتضح ذلك من أرقام الميزان التجاري، أما مؤشر مديري المشتريات للخدمات في أبريل فتراجع إلى مستوى 55.3 بسبب تدني الطلب من المستهلكين وأسعار المنتجين للمدخلات في شهر أبريل وعلى المقياس السنوي تظهر نمو 13.1% وهناك إمكانية لأن ترتفع أسعار السلع في السوق على المدى القصير، صاحب ذلك تثبيت للفائدة عند 0.5% وبرنامج شراء الأصول المتعثرة لم يمس ما زال عند 200 مليار جنيه، والوضع العام لا يعمل لصالح العملة حتى الآن.

الين

التركيز هذا الأسبوع آسيوياً لم يكن على اليابان بل على الصين ثالث أكبر اقتصاد في العالم الذي بات يقترب من المرتبة الثانية بدلاً من اليابان، هذا التنين فقد السيطرة على أسعار المنازل التي جلبت قمة جديدة والتضخم ينهش في الاقتصاد من كل صوب واحتياطات البنوك الكبرى لدى المركزي وصلت 17% بعد أن كانت 16% وعلى المقياس السنوي لشهر أبريل أسعار المنتجين تنمو 6.8% وأسعار المستهلكين تنمو 2.8% ومبيعات التجزئة 18.5% وهي أرقام جيدة للمضاربين الذين على موعد مع الفقاعة لكن متى سيتم وخز هذا البالون؟ يرجح بشكل كبير أن يبدأ التصحيح في أسواق الأسهم الصينية بداية من الربع الثاني، أما الأرقام غير السارة كانت من الميزان التجاري الذي نمت فيه الواردات وتراجعت صادراته مما أغضب الفريق الاقتصادي هناك، وفي اليابان نيسان ثالث أكبر مصنع للسيارات حققت صافي ربح 42 مليار ين وهو أول تعاف نابع من سياسات ناجعة في خفض التكاليف، أما أكبر مصنع (تويوتا) تربح لأول مرة منذ ثلاثة أعوام للربع الأول 112 مليار ين، وبشأن الين حصلت عليه عمليات شراء انتهازية أمام الدولار مع سقوط اليونان لكن سرعان ما عاد أدراجه.

(تم إعداد هذا التقرير منتصف جلسة الأسواق اليابانية يوم الخميس الساعة 4 صباحاً بتوقيت جرينتش)


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد