Al Jazirah NewsPaper Sunday  16/05/2010 G Issue 13744
الأحد 02 جمادىالآخرة 1431   العدد  13744
 
تهدف إلى مد جسور التواصل المعرفي في مجال التعليم العالي بين البلدين
إنطلاق فعاليات الأيام العلمية للجامعات السورية بجامعة الملك سعود

 

الجزيرة - الرياض

تحت رعاية وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، انطلقت أمس السبت بجامعة الملك سعود فعاليات الأيام العلمية للجامعات السورية في رحاب الجامعات السعودية التي تستمر خلال الفترة من 17-6-1431ه.

وقد ترأس وزير التعليم العالي السوري الدكتور غياث عبد الوهاب بركات الوفد السوري الذي يضم مديري الجامعات السورية ووكلاء الوزارة وأعضاء هيئة التدريس.

وخلال كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة قال وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري: يشرفني أن أنقل لكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز، ويسعدني أن أرحب بكم في هذه المناسبة التي تجئ تلبية لقول الحق تبارك وتعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} (2) سورة المائدة، وبفضل وشكر من الله فإن القيادة السياسية في بلدينا كليهما تؤمن بأن أفضل السبل لبناء الوطن تتوالد من أحضان مؤسسات التعليم العالي من جامعات ومعاهد عليا ومراكز بحثية، فمؤسسات التعليم العالي وليس غيرها هي التي تصوغ أجيال الغد الذين يستند على سواعدهم تقدم البلاد وأمنها ورخاؤها وحمايتها، وبناء على ذلك فقد شهدت الشقيقة سوريا خلال السنوات القليلة الماضية أكبر مقدار من الموارد المالية المتخصصة للعلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى الإسهام بشكل أساسي في فعاليات البحث والتطوير والابتكار التي قام بها القطاع الخاص، ومؤسسات التعليم الجامعي بها.

ونحن في المملكة العربية السعودية وبقيادة وضعت التعليم في أعلى سلم الأولويات، وأن بناء الإنسان السعودي المسلح بالعلم هو الخيار الأمثل لمواكبة التغيرات العالمية والمنافسة في عصر المعرفة، لنا تجربة نعتز ونفتخر بها على ضوء ما حققته من إنجازات عديدة ونجاحات كثيرة ولله الحمد، ومن هذه الإنجازات على سبيل المثال أن عدد الجامعات الحكومية والخاصة تخطى الـ 30 جامعة، وأن بعض هذه الجامعات حقق مكانة عالمية مرموقة، ومنها جامعة الملك سعود -التي تحتضن لقاءنا اليوم- هي إحدى هذه الجامعات التي تميزت عالمياً بانضمامها إلى تصنيف شنغهاي ضمن أفضل 500 جامعة عالمياً.

وإنني أدعو بصدق وإخلاص أن يبارك الله لقاءكم هذا، وأن يثمر عن نتائج وتوصيات علمية، ونعدكم بإذن الله أن نعمل جميعاً على متابعة تلك التوصيات، والقرارات، التي تثري التعاون بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي ومعاهد البحوث وتدعم أواصر التعاون في مجال البحث العلمي بجميع مجالات الحياة إسهاماً في الدعوة التنموية وتأكيداً على استقرار الأمن والسلام بالمنطقة.

فيما أكَّد وزير التعليم العالي السوري الدكتور غياث عبدالوهاب بركات أن منظومة التعليم في سورية تتطلع إلى مزيد من العمل للوفاء بالمسؤولية من أجل الارتقاء بالمجتمع وترجمة الإرادة السياسية للقيادة في البلدين الشقيقين التي تؤمن أن التعاون المشترك والتعاون العلمي البناء أصبح حاجة وضرورة لكل نجاح ولاسيما إذا كان مع الأشقاء والأصدقاء.

وأشاد الدكتور غياث بركات بما يشهده التعليم العالي في المملكة العربية السعودية من تطور وتقدم وقال: هذا التطور أمر يدعو للفرحة والتفاؤل ولا بد من تضافر الجهود للوصول إلىالتقدم المنشود لبلادنا، ممتدحاً ما تشهده جامعات المملكة من تطور حقيقي وملموس سواء في مجال البرامج التطويرية أو من خلال برامج التوأمة العالمية، وقال: أتمني أن تدخل الجامعات السورية مع جامعة الملك سعود في شراكات علمية وعلاقات توأمة علمية ووضع آليات لتنفيذ هذا التعاون، مرحباً بزيارات طلاب الدراسات العليا والأساتذة السعوديين إلى جامعات سورية لإلقاء محاضرات وندوات علمية مشتركة.

ونيابة عن الوفد السوري نتوجه بالشكر لخادم الحرمين الشريفين على موافقته السامية على تنظيم هذه المناسبة، آملين أن يتزايد التعاون العلمي والبحثي المشترك سواء على مستوى الوزارتين أو على مستوى الجامعات والباحثين والطلاب، وجامعاتنا السورية ومراكزنا البحثية مفتوحة لكم ولباحثيكم وطلابكم بما يخدم البحث العلمي في كلا البلدين الشقيقين، ويرتقي إلى مستوى العلاقات الأخوية المتينة التي وطدّها الرئيس بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين.

وأعرب الدكتور غياث بركات عن أمله في أن تكون هذه الأيام العلمية نقطة تحول في مسيرة التعليم العالي، وأن تسفر عن مجموعة من الاتفاقيات والمشاريع البحثية المشتركة التي تسهم في تطوير منظومة التعليم العالي في كلا البلدين الشقيقين.

من جهته رحب معالي مدير جامعة الملك سعود بأن تكون الجامعة شارة البدء لهذه الأيام العلمية للجامعات السورية في رحاب الجامعات السعودية وقال: يطيب لجامعة الملك سعود الترحيب بكم ضيوفنا الكرام أجمل وأصدق ترحيب، وأنتم تشرفون الجامعة بهذه الزيارة العلمية الثقافية الكريمة التي تفضلتم بقبول الدعوة إليها، فأهلاً وسهلاً بكم في بلدكم وبيَّن إخوانكم.

وأكّد الدكتور العثمان أن المعرفة قوة، ومؤسسات التعليم محضنها، والمعرفة هي القوة الأولى في هرم قوى العالم اليوم الذي بات يعتمد على نتاج العقل أكثر من اعتماده على نتاج الأرض، وبسبب هذه المتغيرات فإن على مؤسسات التعليم العالي صناعة قوتها العلمية عبر تجويد خططها الأكاديمية، وتطوير مناهجها الدراسية، واقتناص الجديد في فضاء العلم، واستلهام التحولات المتتابعة على أرض المعرفة، إضافة إلى جعل البحث العلمي محوراً رئيساً في رسالة الجامعة يوازي أو يزيد على أهمية العمل الأكاديمي.

مضيفاً أن مدّ الروابط العلمية مع الآخر صار ضرورة ملحة وتوجهاً إستراتيجياً لا غنى عنه للمؤسسة العلمية الحديثة الراغبة في التميز، فبدون العمل المشترك، وعقد التحالفات العلمية، وتبادل الخبرات، والاطلاع على تجارب الآخرين، ستواجه المؤسسة العلمية مشقة في النهوض والتطوير، لذا لا بد من الاهتمام بما لدى الآخرين، واحترام تقدمهم العلمي، وعدم التعصب للذات أو افتراض كمالها لمن أراد أن يضع لمؤسسته العلمية قدماً راسخة على أرض المعرفة. وربما تكون المعرفة في منطقتنا العربية تترقب تآزراً يسمو بهامتها ليجعل لها شأناً في زمن القوة المعرفية، فمد جسور التواصل المعرفي بات مطلباً لبعث الروح في المعرفة العربية، ولاسيما أن لدينا عقولاً مفكرة منتجة سيصنع التحامها مع غيرها طاقة تسترعي انتباه العالم.

ولعل تجمعنا اليوم يكون ممهداً لمشروعات عمل مشترك بقيادة فرق بحثية تصنع ما يجعل لها شأناً في عالمنا اليوم.

وتوجه مدير الجامعة بالشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتفضله بالموافقة على تنظيم هذه المناسبة، كما أشكر صاحب المعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري لجهوده الكبيرة التي يبذلها للجامعة داعماً ومسانداً، والشكر موصول لمعالي وزير التعليم السوري الدكتور غياث عبدالوهاب بركات، ولمرافقيه الكرام لتفضلهم بقبول الدعوة واستعدادهم المشكور لطرح أوراق علمية في كليات الجامعة، كما أشكر رئيس اللجنة المنظمة لهذه المناسبة وأعضائها الأفاضل لجهودهم في الإعداد والتنسيق لهذه المناسبة.

في سياق متصل ألقي الدكتور إبراهيم عارف رئيس اللجنة التحضيرية المنظمة للأيام العلمية السورية في رحاب الجامعات السعودية كلمة جاء فيها: نسعد اليوم في وزارة التعليم العالي وجامعة الملك سعود باستضافة الأيام العلمية للجامعات السورية في رحاب الجامعات السعودية، وبهذه المناسبة أتشرف بالترحيب بالأخوة الأشقاء من الجمهورية العربية السورية في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية، وهي مناسبة عزيزة علينا للالتقاء بمعاليكم وبمعالي الوزير الضيف، وأصحاب المعالي مديري الجامعات السورية الشقيقة، وبنخب مميزة من أعضاء هيئة التدريس، وذلك بهدف دعم النشاط العلمي والتعليمي وتعزيز التعاون المثمر والنهوض بالمستوى المعرفي، والتعرف على التجارب الناجحة في قطاع التعليم العالي بما يخدم خطط التنمية في البلدين الشقيقين.

إن انعقاد هذه المناسبة بفعالياتها العلمية التي تشمل محاضرات قيمة ومعرض للكتاب العلمي السوري، واستضافة عدد من أبرز الجامعات السعودية مثل جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ليأتي منسجماً مع إستراتيجية المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني وزير الداخلية -حفظهم الله - وذلك في مد جسور التواصل العلمي والتعليمي مع الأخوة الأشقاء في مختلف الدول العربية، والالتقاء بهم لتعزيز آفاق التطلعات المستقبلية المشتركة بهدف مواكبة ما وصل إليه العالم اليوم من تقدم علمي، وتطور معرفي وثقافي بارز جاء نتيجة جهود علمية كثيفة وتراكم معرفي.

بعد ذلك تم تقديم درع تذكاري من جامعة الملك سعود تكريماً لمعالي وزير التعليم العالي في سوريا، ثم توجه الجميع لافتتاح المعرض المصاحب الذي ضم العديد من الإصدارات العلمية للجامعات السورية في شتى فروع المعرفة.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد