Al Jazirah NewsPaper Friday  21/05/2010 G Issue 13749
الجمعة 07 جمادىالآخرة 1431   العدد  13749
 
بلدية أشيقر... سبعة موظفين لسبعة مراكز!!!
د. محمد أبو حمرا

 

أشيقر مدينة سُميت سابقاً بأم الجامعات النجدية؛ لأن مركز العلماء النجديين كان تلك المدينة التي تمتاز بأنها تحتفظ بكثير من الوثائق التاريخية في مكتبتها هناك.

وفي أشيقر يبدو مبنى بلديتها جميلاً ويغري بأن تدخل لترى ما بداخل المبنى؛ لكنك تفاجأ بأن الموظفين في كل الأقسام سبعة موظفين فقط؛ سواء أكانوا كتبة أو فنيين صحيين أو مساحين أو غير ذلك؛ ويبدو لي أن الرقم سبعة جاء مطابقاً للقرى التابعة لها؛ بحيث يكون لكل قرية موظف ليخدمها؛ أما رئيس البلدية فسوف يبقى وحده على جهاز الكمبيوتر وهو يقوم برسم خراط الحدائق والطرق والميادين؛ وأيضاً يهتم بتلوين تلك الخرائط حتى يكون عمله مجدياً عند تقديمه أية مشروع إحدى القرى التابعة لأشيقر.

على الرغم من قلة الموظفين العاملين في تلك البلدية؛ إلا أنك تحس بالجهد والإنتاجية هناك؛ وربما لأن التخطيط جاء سليماً؛ لكن كما يبدو لي أن التعب والإلحاح من المراجعين للبلدية من المراكز التي هي مطالبة بخدمتها سوف ينهك كل جهد البلدية حتى تصاب بالسكتة فجأة!!

لا يوجد ولا مهندس واحد؛ مع أن المهندس ضروري ومطلوب منه إعداد الأشياء التي تحتاج إلى أن تقدمها البلدية للوزارة حتى تتم الموافقة عليها؛ كمشروع دوار في أي مركز من المراكز السبعة التابعة لها؛ أو تعديل مسار طريق أو نحوه؛ ومع ذلك تجد أن العمل يسير جيداً؛ ولما دخلت مكتب الرئيس فإذا هو قد قام بتشغيل جهاز الكمبيوتر ويعمل عليه خارطة ملونة لطريق كثرت فيه الحوادث ويريدون تعديله؛ فسألته لما رأيت الألوان الأحمر والأخضر والأصفر؛ وقلت: هل مطلوب منكم التلوين؟

قال: هذا تصميم قمت به اجتهاداً مني بعد أن وضعت خارطة الطريق السابق؛ وتشاورت مع المرور على كيفية التعديل؛ فقمت برسم الخريطة لكي نقدّم المشروع للتعديل.

قلت: ألا يوجد لديكم مهندسون؟

ضحك وقال: ليس لدينا مهندس وأنا أقوم بعمل المهندس لحفظ الوقت وإنجاز العمل.

أسئلة كثيرة خطرت على بالي وأنا أرى بلدية تخدم سبعة مراكز تابعة لها؛ وأرى قلة الموظفين لديها؛ وخصوصاً أن الجامعات تخرّج الكثيرين في كل الاختصاصات؛ وتذكّرت العلاقة بين وزارة الخدمة المدنية والوزارات الأخرى «الخدمية خاصة» وحينما نقول الخدمية؛ فهذا يعني أن السرعة في تغذيتها بالموظفين أمر يحتاج السرعة في التعيين؛ ولكن روتين البيروقراطية يحول دون ذلك؛ حيث إن الوزارات تحتفظ بوظائفها الشاغرة على أمل أن يترقى عليها ذوو الخبرة من منسوبيها؛ ولا تستطيع التعيين عليها؛ بينما وزارة الخدمة تنتظر تزويدها بالشاغر؛ ويمضي الزمن وتمضي فرص الشباب في الحصول على وظائف؛ والسبب تعنّت الطرفين (الوزارات ووزارة الخدمة المدنية) لكن نعذر وزارة الخدمة المدنية لأن لا شيء شاغراً لديها؛ ولا نعذرها في نفس الوقت لأن سجلات الوظائف لديها وتعرف الشاغر من المشغول؛ ولكن يبدو لي أن لا صلاحيات لديها في الإعلان عن الشواغر في الوزارات إلا بعد أن تزوّدها الوزارات بما ترغب في الإعلان عنه؛ وهنا يبدأ مسلسل «وأنا مالي!!» وهو مسلسل مفيد للبيروقراطيين المعقدين في الوزارات بالذات.

نعود إلى بلدية أشيقر؛ وهي التي تعاني من قلة الموظفين؛ ولها العذر في تأخير المعاملات؛ مع العلم ويعلم الله؛ أن موظفيها من أكثر موظفي البلديات إنتاجيةً وإخلاصاً؛ وهذا لاحظته أثناء زيارة لها؛ لكن عيب هذه البلدية أنك لا تجد أغلب موظفيها في الصباح الباكر لأنهم يذهبون في أعمال ميدانية ولا يبقى أحد «قال صفّوا صفّين؛ قال حنّا ثنين»؛ فهل يعقل أن تكون بلدية بحجم بلدية أشيقر التي تخدم سبعة مراكز لا يوجد فيها سوى سبعة موظفين بين رسام ومساح وموظف وارد وصادر... إلخ ورئيس البلدية؛ ونقول متى يكون إمداد هذه البلدية بالموظفين؟ لكن تبقى مشكلة أخرى تعاني منها البلديات بشكل عام وهو أنه إذا ترقى موظف على وظيفة لديهم وأخذها باشر العمل ثم بدأ يسعى في نقله للمكان الذي جاء منه؛ فلا تستفيد البلديات في المدن الصغيرة منهم؛ وهي نقطة مهمة يجب أن تناقش بجدية؛ بحيث يحصر توظيف منسوبي البلديات على مناطقهم التي يستقرون فيها حتى لا تفقدهم.

نقول لموظفي بلدية أشيقر: اعملوا وسيرى الله عملكم واجتهادكم؛ وحتى لو كنتم سبعة فسوف يأتيكم الفرج على يد الأمير الشاب صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية؛ فعسى أن يسعفكم بعدد كاف من الموظفين. أعانكم الله.



Abo_hamra@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد