Al Jazirah NewsPaper Friday  21/05/2010 G Issue 13749
الجمعة 07 جمادىالآخرة 1431   العدد  13749
 
رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة لـ«الجزيرة»
تحصين الشباب وغرس مفهوم مراقبة الله تعالى في نفوسهم أنجح وسيلة لمواجهة الأفكار المنحرفة

 

جدة - خاص بـ «الجزيرة»

أكد رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي أن العودة إلى المنهج القرآني والسنة النبوية الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخاذهما مرجعاً للتفكير والسلوك والأخلاق والمعاملات هي المنجية من أي انحراف أو غلو وتطرف.. وهي التي تعصم الناشئة والشباب من الإفراط والتفريط.

وقال : إن التزام الناشئة والشباب في بالكتاب والسنة سيؤثر في شخصياتهم وعقولهم ليكتسبوا -بإذن الله- مناعة ذاتية تحميهم من الشبهات والشهوات التي انتشرت كالنار في الهشيم، ولا عاصم منها إلا الاعتصام بالعروة الوثقى.

جاء ذلك في حديث للمهندس عبدالعزيز حنفي عن عدد من المسائل ذات العلاقة برسالة الجمعية تجاه كتاب الله وتعليمه للناشئة والشباب.

نود بداية تزويدنا بإحصائية متكاملة حتى نهاية العام المنصرم وبالعدد الإجمالي للطلبة والطالبات الملتحقين بالجمعية، وأعداد الحافظين والحافظات لكتاب الله الكريم، والخطط المستقبلية للجمعية لتطوير أدائها ورسالتها القرآنية تجاه أبناء وبنات المملكة. وكيف تقومين أداء هذه الجمعيات خلال الأعوام الماضية، وما مدى التفاعل القائم بين الجمعية وأولياء الأمور من الآباء والأمهات؟

- أصدرت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة مؤخراً إحصائية بعدد منسوبي الجمعية (50617) طالباً وطالبة وعدد حفاظ كامل القرآن الكريم لعام 1430هـ بلغ (900) حافظ وحافظة وعدد المعلمين والمعلمات (3308) معلمين ومعلمات، أما عن الخطط المستقبلية للجمعية فهي طموحة وتركز على تطوير المجالات التعليمية لزيادة الإنتاجية وكفاءة الحفاظ وتسخّر التقنيات الحديثة وتكنولوجيا الاتصالات في التواصل مع الشرائح المستهدفة في الداخل والخارج كذلك إيجاد خطط ومشاريع لتنمية الموارد المالية للجمعية لأن الهدف الرئيس للجمعية نشر وتعليم القرآن الكريم تلاوة وتجويداً وحفظاً، قد تكون شهادتي مجروحة في تقييم أداء الجمعيات بصفتي رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة ولكن يمكن رصده من خلال التقارير السنوية والإحصائيات الرسمية التي تعلنها الجمعيات وتتضمن حجم الطلاب والطالبات الملتحقين بها وكذلك أعداد الخريجين ممن أتموا حفظ القرآن الكريم وهي مبشرات بحجم الجهود المبذولة من الجمعيات تجاه المجتمع فلم تكن لتحقق هذه الأرقام الكبيرة والنتائج المتميزة في مستوى الحفظ والإتقان لولا توفيق الله عزوجل ثم السعي والعمل الجاد والمتابعة والإشراف والتواصل المستمر بين الجمعية وأولياء الأمور فكلاهما مكمّل لعمل الآخر من خلال جدول المراجعة والحفظ للطالب والذي يطلع عليه أولياء الأمور ليتابعوا تقدم الطالب في الحلقة كذلك تقوم الجمعيات بدعوة أولياء الأمور للمشاركة في الاحتفالات السنوية لتكريم الخريجين وهي خطوة مشجعة تزيدهم ارتباطاً بالجمعية وتستقطب غيرهم من أقربائهم وأصدقائهم وجيرانهم لتسجيل أبنائهم في حلق التحفيظ حتى تتسع دائرة المستفيدين.

وفرت المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد جميع الإمكانات المادية والبشرية التي تخدم تنظيم مثل هذه المسابقات والمنافسات القرآنية على مدار أكثر من ثلاثين عاماً، كيف تنظرون إلى هذه العناية والاهتمام بكتاب الله والمتنافسين فيه؟.

- المكانة الكبيرة والعظيمة للقرآن الكريم في قلوب ولاة الأمر حفظهم الله جعلهم يسندون مسئولية تنظيم المسابقات القرآنية المقامة في المملكة لأعلى جهة مسؤولة عن الشؤون الدينية في المملكة وهي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد منذ أن بدأت تلك الفعاليات حتى اليوم وهذا مؤشر على الهدف الأساسي لإقامة المسابقات وهي أن تكون ذات نتائج حقيقية من خلال المتابعة الرسمية والتأكد من تطبيق الشروط والإجراءات المنظمة للمسابقات وهي الكفيلة بعد توفيق الله عزوجل في تحقيق الأهداف المنشودة منها تنشئة أجيال من حفاظ القرآن الكريم المتقنين ونشر تعلم وتعليم القرآن الكريم بين جميع شرائح المجتمع وحفز المسلمين في جميع أرجاء العالم للاهتمام بأبنائهم وتعليمهم كتاب الله.

الدعوة إلى الله هي رسالة الأنبياء والرسل وميراثهم ومن تبعهم إلى يوم الدين ومنطلق هذه الدعوة وأساسها وركنها الركين هو كتاب الله تعالى، ولا شك أن الأمة بأمس الحاجة إلى أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، سيما في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن والبلايا العظيمة على الأمة، كيف يمكن أن نجعل من حافظ القرآن الكريم داعية إلى الله وموجهاً ومرشداً وخاصة في محيط الناشئة والشباب؟.

- كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يبعث بعض أصحابه في مهمة يسألهم (كم معك من القرآن ؟) فأكثرهم حفظاً أكثرهم حظاً للترشح لتولي زمام المسئولية في ذلك العمل، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها لذلك فحفاظ القرآن الكريم في بلادنا المباركة هم الأكثر حظاً واستعداداً للقيام بمهمة الدعوة إلى الله والتوجيه والإرشاد كما قال تعالى {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} فالحفاظ قد تعلموا القرآن وتدارسوه وعلموا أحكامه وتأدبوا بآدابه وتحلّوا بأخلاقه وقيمه مما أتاح لهم القدرة على التأثير في بيئة الشباب فهم يتحدثون عن دراية ويفهمون واقعهم وما يواجهونه من تحديات كثيرة ثقافية واجتماعية وهم ليسوا مثل الذين يهرفون بما لا يعرفون وينظّرون في الصحف ووسائل الإعلام لحل مشاكل الشباب بمنهجية غربية وحلول مؤذية تزيد الطين بلة ولاتؤدي إلا إلى مزيد من الضياع والتيه، لذلك اقترح أن تكون هناك التفاتة لمواكب الخريجين من أبناء جمعيات تحفيظ القرآن الكريم والاستفادة منهم فهم ثروة أخلاقية كبيرة مستعدون للعطاء ومهيئون للبذل لخدمة دينهم ووطنهم.

يلاحظ المتابعون أن العديد من المسابقات تنظم في حفظ كتاب الله الكريم على المستوى الداخلي أم على المستوى الدولي في الوقت الذي لا نجد فيه مسابقات تختص بالسنة النبوية -المصدر الثاني للتشريع الإسلامي- خاصة وأن هذه السنة تتعرض في السنوات الماضية إلى حملة شرسة وهوجاء تطعن وتشكك فيها، بل وفي سيرة المصطفى -عليه الصلاة والسلام- إلى ما تعزون ذلك، وما مقترحاتكم حول تنظيم مسابقة دولية في السنة والسيرة النبوية للناشئة وشباب الأمة الإسلامية، وأطر وآليات تحقيق ذلك؟.

- لعل السبب في كثرة المسابقات الخاصة بالقرآن الكريم مقارنة بمسابقات السنة والسيرة النبوية الشريفة وجود جمعيات لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة ومعظم البلاد الإسلامية وكثرة الخريجين الحفاظ الأمر الذي يزيد من عدد المشاركين في المسابقات إضافة إلى سبب أعتبره رئيساً وهو أن القرآن الكريم يسره الله للحفظ {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} وموجود بين دفتي المصحف لايختلف فيه حرف واحد بين النسخة الموجودة في مشرق الأرض وتلك الموجودة في مغربها لذلك قد تجد الآلاف من حفظة القرآن الكريم المجودين المتقنين بينما تجد القلة من يحفظ صحيح البخاري عن ظهر قلب وذلك لأن السنة النبوية تتضمن المتن والسند وتتعدد المصادر مثل الصحاح والسنن والمسانيد بحيث لا يوجد كتاب واحد يمكن التركيز عليه في إجراء المسابقات بين أبنائنا داخل المملكة أو الدولية على مستوى العالم الإسلامي إلا إذا كانت هناك اتفاقات مسبقة حول كتب معينة يتم اعتمادها كأساس للمسابقات مثل رياض الصالحين أو الأربعين النووية أو أحاديث الترغيب والترهيب وطبعاً يكون منهج المسابقة مقتصر على المتن فقط لأن الأسانيد تحتاج إلى استغراق سنوات طويلة من البحث والحفظ في كتب الجرح والتعديل وهي فوق مستوى الناشئة، لذلك نجد مثلاً مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز للسنة النبوية خصصت للدراسات والبحوث التي خدمت السنة النبوية وكان الفائزون فيها من كبار علماء السنة النبوية في العالم الإسلامي، لذلك أقترح لإقامة مسابقة للسنة والسيرة النبوية أن تشتمل على ضابطين الأول أن تكون في المتون فقط والثاني أن تكون في كتب محددة يتم اختيارها وإعطاء فرصة للطلاب للحفظ ويمكن تخصيصها لطلاب المرحلة الثانوية أو أقسام السنة وأصول الدين في الجامعات.

يتعرض ناشئة وشباب الأمة الإسلامية في الوقت الحاضر إلى حملة شرسة من الأعداء تستهدف عقيدتهم ودينهم وأخلاقهم من خلال بث ونشر الأفكار الهدامة، والآراء المنحرفة مستغلين بذلك وسائلهم الإعلامية المختلفة والمتطورة من فضائيات وإنترنت، كيف نحمي هؤلاء الناشئة والشباب ونقوي عزائمهم بالقرآن الكريم وبالسيرة النبوية المطهرة لمواجهة تلك الحملات والأفكار؟.

- التقنية الحديثة ووسائل الاتصالات أسلحة ذات حدين فكما أنها سهلت التواصل ونقل المعلومات وتبادل الخبرات والعلوم فإنها في الوقت نفسه صعّبت مهمة التربية وبناء الشخصيات السوية إن هذا الانتشار المعلوماتي توسّع لدرجة لم يعد هناك إمكانية لرقيب أو حسيب -بعد الله عزوجل- إلا المراقبة الذاتية للإنسان على نفسه وحسن التربية وأصبح الشباب بإمكانهم تداول أخطر الأفكار وأفدح الجرائم عبر البريد الإلكتروني ووسائط النقل المعلوماتي دون وازع من دين أو ضمير لذلك لم يعد هناك وسيلة أفضل وأنجح من تحصين الشباب وغرس مراقبة الله عزوجل في نفوسهم وتوضيح الصحيح من الخطأ والصالح من الطالح ليكونوا على بصيرة فالرقيب الداخلي هو الأسلوب الرئيس في نظري لمواجهة خطر الأفكار المتطرفة والهدامة ولا يكون ذلك إلا من خلال منهجية طويلة المدى تساهم فيها الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم من خلال حلق تحفيظ القرآن الكريم فوجود الطلاب في الحلق لفترة السنتين والثلاث سنوات كفيلة بتكوين شخصية سوية تدرك ما يدور حولها وتعرف الحق من الباطل، لايمكن مواجهة الفكر إلا بالفكر وهو الحل الجذري الناجع لذلك أهيب بالمؤسسات الرسمية والتربوية التعليمية مد جسور التعاون مع الجمعيات وتقديم المزيد من العون والدعم المادي والمعنوي لتحقيق أمن وطمأنينة المجتمع من خلال تنشئة شباب يدينون لربهم بالعمل الصالح ثم لوطنهم بالوفاء ولولاة أمرهم بالطاعة والعمل المنتج البنّاء.

تشدد العقيدة الإسلامية وفقاً لما جاء في آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية في السنة النبوية المطهرة وكذا أفعال وتقارير المصطفى -عليه الصلاة والسلام- على الوسطية والاعتدال، كيف نستثمر تعاليم القرآن وما جاء في السنة في ترسيخ الوسطية والاعتدال في جوانب الحياة كلها والتوكيد على أن الوسطية ممارسة وتطبيق تظهر حسن الإسلام وتميزه، إلى جانب معالجة الغلو والتطرف والانحراف الفكري والعقائدي، وما المطلوب من أهل العلم والاختصاص في هذا الشأن؟.

- منهج القرآن الكريم واضح وصريح ومعانيه مفهومة للجميع قال الله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} وقال عليه الصلاة والسلام: «(هلك المتنطعون) قالها ثلاثا» رواه مسلم، فالعودة إلى المنهج القرآني والسنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخاذهما مرجعاً للتفكير والسلوك والأخلاق والمعاملات هي المنجية من أي انحراف أو غلو وهي التي تعصم شبابنا من الإفراط والتفريط فتتكون في شخصياتهم وعقولهم مناعة ذاتية تحميهم بإذن الله من الشبهات والشهوات التي انتشرت كالنار في الهشيم ولا عاصم منها إلا بالاعتصام بالعروة الوثقى، ومن واجبات أهل العلم والاختصاص أن يستمروا في نشر العلم الصحيح ويذكروا الناس لمزيد من الاهتمام بأولادهم ومتابعتهم والحرص على ملء أوقات فراغهم اليومية بالانتظام في حلق تحفيظ القرآن الكريم فليس من التربية الصحيحة التركيز على تأمين الاحتياجات المادية للأسرة والتشاغل عن غذاء الروح وهو القرآن الكريم لقوله صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يقوت) والشباب إذا لم نشغلهم بالحق شغلونا بالباطل وهذا ما يجب الحذر منه.

الجهات المعنية بتحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات حريصة على تنظيم مسابقات عديدة لطلبتها وطالباتها في حفظ القرآن الكريم مما يستدعي الأمر لوجود لجان تحكيمية من الرجال والنساء، كيف ترون حل مسألة قلة الحكام والحاكمات لهذه المسابقات ؟.

- من الصعوبات التي تواجه بعض الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في تنظيم المسابقات عدم توفر المحكمين المقتدرين ولذلك أهيب بالجمعيات العمل على تجاوز هذه المعضلة بالعمل على تكوين كوادر فاعلة من المحكمين المختصين بإقامة دورات تدريبية والمعاهد التابعة لها وعلى سبيل المثال لدينا في جمعية جدة معهد الإمام الشاطبي وهو صرح للتعليم المتقدم للقرآن الكريم حيث إن من أول شروط الالتحاق به حفظ كامل القرآن الكريم يتلقى بعدها الطالب والطالبة في برنامج الدبلوم مقررات تصقل حفظه وتزيده علماً وتعمقاً في القراءات والعلوم المتعلقة بالقرآن الكريم وطوال سنتين من الانتظام والدراسة المكثفة يصبح المتخرج والمتخرجة مؤهلين بشكل كاف لتولي مهام التحكيم في المسابقات ويمكن الاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم لسد النقص في المحكمين والمحكمات مستقبلاً.

الجمعيات و الهيئات الخيرية للتحفيظ تحتاج للدعم المادي والمعنوي لتنفيذ مشروعاتها ما هو رأيكم الحل المناسب لهذه المشكلة؟.

- الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم كغيرها من الجمعيات والهيئات الأخرى في حاجة إلى الدعم المالي والمستمر لتتمكن من تنفيذ مشروعاتها وبرامجها السنوية، بلا شك هذه مشكلة كبيرة تعاني منها الجمعيات باعتبارها مؤسسات غير ربحية وليست لديها مصادر ثابتة ودائمة للصرف منها على أنشطتها ودعم مصروفاتها فالدعم المقدم من رجال الأعمال يضل محدوداً ويتأثر بالاقتصاد لأسباب كثيرة مما يؤثر على تنفيذ برامج وأنشطة الجمعيات والصرف على الحلق والدور التابعة للجمعيات، الحل الجذري لهذه المشكلة المؤرقة لمجالس الإدارات في الجمعيات هو التركيز على الوقف الإسلامي كمصدر لتغطية المصروفات لثبات أصله واستمرار منفعته ونحتاج من المسؤولين والدعاة حث الشركات ورجال الأعمال على تخصيص أوقاف لجمعيات القرآن الكريم لحاجتها الماسة كذلك نناشد وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالتركيز على الوقف الإسلامي ومتابعته من خلال خطباء المساجد وزيادة دعم ميزانيات الجمعيات من موارد الأوقاف التابعة لها.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد