Al Jazirah NewsPaper Friday  21/05/2010 G Issue 13749
الجمعة 07 جمادىالآخرة 1431   العدد  13749
 
مسؤولية
يوميات المبتعثين (بأقلامكم)
ناهد سعيد باشطح

 

فاصلة:

(الحياة تشبه الحكاية المهم ليس طولها بل قيمتها)

- حكمة لاتينية -

هذه المقالة والتي أكتبها آخر الأسبوع، بدأت كتابتها ونشرها قبل أكثر من عام حينما ابتعثت إلى جامعة مانشستر لإكمال دراستي العليا وعشت تجربة مختلفة مع أسرتي.

في زاوية يوم الجمعة تارة أكتب ما يمر بي من أحداث أو تفاصيل ربما كانت صغيرة لكنها برأيي ترصد حياة كاملة للمبتعثات.

وتارة أكتب يوميات المبتعثين الذين يرسلون لي عبر البريد الاليكتروني مشاكلهم أو معاناتهم أو حتى قلقهم.

زاوية يوم الجمعة تجربة لم أمر بها خلال أكثر من عشرين سنة متواصلة في عالم الكتابة لم أتكلم يوما في مقالاتي السابقة عن أسرتي أو زوجي وبناتي أو أي من تفاصيل حياتي لأنه ليس مجالها الزوايا والأعمدة الصحفية بل مكانها المقابلات الصحفية التي تركز على هذا الجانب من حياة الإعلامي.

وكان لدي قناعة بأن مساحة أي زاوية هي ملك للقراء قبل أن تكون ملكا للكاتب، لكن عندما سافرت لإكمال دراستي العليا إلى بريطانيا غمرتني التجربة بانفعالات متباينة فكيف أفارق الرياض التي ولدت فيها ولم يحدث أن فارقتها أكثر من شهر واحد أو شهرين كاقصى حد فكيف أغيب عنها شهورا وسنوات عدة؟

ووجدت نفسي أكتب هذه اليوميات في ذهني قبل أن أنشرها هنا، ووجدت نفسي أحدثكم بكل ما أراه وألمسه قبل أن تأتيني فكرة هذه الزاوية، وحينها تساءلت هل أعيش معكم أم تعيشون معي؟

وكم طالبني الأهل والأصدقاء في بداية بعثتي الدراسية أن أترك كتابة مقالات الزاوية لأتفرغ للدراسة خاصة وأن أسرتي كبيرة ولدي أطفال صغار، لكنني ما كنت لأتخيل نفسي أعيش دون أن أكتب لكم.

وتساءلت هل أدمنتكم أم أدمنت الكتابة؟

وتخيلت أن تصيبني الأعراض الانسحابية التي تصيب المدمنين حينما ينقطعون عن المخدر الذي اعتادوه من هنا قررت أن أستمر في الكتابة ولئلا تطغى على الزوايا حياتي وبيئتي الجديدة قررت أن أكون المبتعثة في زاوية واحدة فقط حتى لا تطغى على مقالات الاحد والثلاثاء شخصية المبتعثة.

لكن تجاوبا مع بعض رسائل المبتعثين التي تصلني على بريدي الإليكتروني، تساءلت لماذا لا يشترك معي المبتعثون في كتابة هذه الزاوية فهم مثلي لديهم نفس تجربة الغربة وتعلم لغة ومعارف جديدة؟

يومياتي التي أكتبهاكمبتعثة وأم لابد أنها تشابه كثيرا من يوميات الأمهات المبتعثات مثلي لكن الاختلاف هو رؤيتنا التي تأتي من قناعاتنا وثقافتنا الأسرية، بالإضافة إلى أنني أود أن أترك مساحة للمبتعث لكي يعبر عن تجربته في الغربة والدراسة، وهذه دعوة مفتوحة لتحرير هذه الزاوية في يوم الجمعة من قبل طلاب العلم السعوديين في كل مكان من العالم الكرة الآن في مرماكم وأنا في الانتظار..



nahedsb@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد