Al Jazirah NewsPaper Friday  21/05/2010 G Issue 13749
الجمعة 07 جمادىالآخرة 1431   العدد  13749
 
عثمان العمير يكتب:
منذ تسعة أعوام وأنا أطرح هذا السؤال

 

إعداد: عبد الله المالكي :

عندما تتحول الذكريات الرياضية إلى سطور وصور مضيئة فهي تؤكد أنه ما زال للوفاء بقية، وما زال الرابط قوياً بين الماضي والحاضر..

(الجزيرة) تقدم لقرائها الكرام أسبوعياً «كوكتيلاً» من الأخبار والتغطيات والمقالات والصور القديمة والتي تم نشرها بالصحيفة الرائدة، متمنين أن تحوز على رضاكم واستحسانكم.

- منذ تسعة أعوام وكلما انتهى موسم وبدأ موسم آخر أطرح على نفسي سؤالاً واحداً، هل سأرى تغييراً في هذا الدوري!! ولدى نهاية كل مباراة.. أجيب لا جديد!! وتستمر الأحرف الخمسة تتوالى من فمي حتى يستلمنا موسم آخر!! الموسم هو الموسم.. والدوري هو الدوري والأندية هي الأندية.. كما لو كنا في مسرح شكسبيري.. برواياته وشخوصه التي تعرض منذ مئات الأعوام مع الفارق في أن هذا المسرح مستمر في الإبداع والتشويق!! أما نحن فلا!! التاريخ الكروي لدينا يعيد نفسه.. بدءاً من إداريي الأندية.. وانتهاءً باللاعبين والجماهير وحتى الصحافة الرياضية أيضاً!!

- أولاً تحية لكم يا أصدقاء من بعد.. وأعتذر لعدم وداعكم في وقت شعرت فيه بألم الفراق من وسط.. أحببت فيه كل شيء.. الذين أحبوني إلى درجة الوله.. والذين كرهوني إلى درجة الحقد والذين احترموني.. والذين لم يحتفظوا بأي عواطف نحوي!!

ومن بعد أبعث بهذه الرسالة.. وأنا أسمع عن الدوري ولا أراه.. أرجو أن يكون كلامي خفيفاً على كل الذين يتصورون أنني أعنيهم!!

وأنا لا أعني أحداً على الإطلاق.

ذهب العميل وجاء الصاروخ بديلاً له مع صورة أكثر تشويهاً.. وذهب الدنيني وجاء البديل محمد سعد.. وذهب حميد وجاء البديل محسن.

وذهب حسين وجاء ناجي بديلاً له.. وذهب جوهر وكان طارق آخر (الماجود)!!

لا جديد في الأشخاص.. كما لا جديد في النتائج.. الهلال لعب حتى النهاية ثم يسلم بتواضع النتيجة لزميله النصر.. الوحدة تنهي شوطها لصالح الأهلي.. والاتفاق لا يتغير.. والقادسية.. نادٍ متفرج على الساحة.. لا عطاء في اللاعبين.. ولا عطاء في النتائج!!

أندية المقدمة لم تتزحزح.. وأندية المؤخرة لم تتقدم.. الأقدام المتعفنة التي عافتها الشوارع والحواري في قائمة المنتخبات.. وفي مقدمة الفرق.. ومتهمة ظلما وعدوانا أنها تعرف الكرة.. وتعرفها الكرة!!

الإداري الذي يؤمن ب(الشلل) لإقامة نادٍ كامل وتحقيق النتائج يعمل في الظلام.. ملقياً بكل أبسط قواعد العلم الحديث جانباً، ما زالت صورته موجودة في أذهاننا.. ونعيشه ونلمسه!!

الإداري الذي يحارب العقول النيرة.. ويرفض تحديث النادي.. ويؤمن بأسلوب فريق الحارة.. ومجموعة اللعيبة.. دون الاهتمام بمستواهم ودرجة إدراكهم.. وبجماهير.. (حطي كلمن سعفص) يحتل معظم واجهات الأندية!!

صورة النادي العامة.. هي الصورة التي هي موجودة دون تغيير يذكر.. ومهما حاولت أندية قليلة تغيير هذه الصورة فإنها تقع حبيسة رداءة الوضع الرياضي.. إدارات.. وأندية.. مستوى!!

النادي الذي يستعين بعمال العمارات المجاورة لإيهام مندوبي رعاية الشباب بتكامل النصاب القانوني قبل أعوام!! صورته ما زالت موجودة وأسلوبه في الانتخابات لم يتغير وإن كان الحديث أكثر.. والطريقة أنسب!! والإدارة التي ترشح نفسها بأسلوب عام 84 هي نفس الإدارة التي تفعل ذلك في 95.

أليس هذا هو واقعنا الرياضي بصراحة.. حتى إعداد هذه السطور!!

والرئاسة العامة لرعاية الشباب بكل ما تملكه من جهود وإمكانيات تستطيع مناطحة الصخور الرسوبية ذات الأجيال العديدة من القرون

رعاية الشباب لا تستطيع أن تقول للاعب السلة كن فيكون!! للاعب القدم هذا ما نريده منك.. وهذا هو واجبك وبعض الأندية عريقة في غرس كل التخلفات الذهنية في عقليته.. جماهير جادة في نفخه كبالون فارغ... لتصنع منه أسطورة بشرية لا يكررها التاريخ!! وهو في أعماقه وخارطته يمثل أعتق وأكثر الصور ابتذالا لواجهة يجب أن تكون أكثر إشراقاً ووضوحاً.. وفهماً وحيوية!!

- هل تريدون أن أقول لكم شيئاً عن المنتخب؟

لا أدري بالضبط ما هي الخطة المرسومة له من الوجهة الإعلامية لكني سوف أستعرض شريطاً بسيطاً جداً من واقع منتخبنا!! ما حدث حتى الآن أننا نخطئ في تقدير قوتنا..!! ولأننا نخطئ في تقدير قوتنا فإننا نفرح بشكل جنوني حينما نفوز أمام فريق ضعيف.. أو نادٍ مستهلك.. وبالطبع يطغى هذا الفرح على نفوسنا فنضطر إلى عدم تقبل الواقع القادم الحقيقي!! مما يجعلنا نفقد القدرة على تقييم الخطأ كما يجب..

حدث هذا في البحرين.. أسأنا تقدير قوتنا.. فهُزمنا!!

وحدث هذا في الرياض.. تكتمنا على فريقنا كما لو كان معداً لحملة عسكرية.. مفاجئة!! فخرج فاقداً الكأس أمام جمهوره!!

وأسأنا تقديره في الكويت فتلقيناها قاسية.. ما زلنا نعالج من آثارها!!

فهل نحن الآن في منتخبنا.. استعداداً.. تفاؤلاً.. شعوراً.. معسكراً.. إدارةً.. جمهوراً.. صحافةً.. لاعبين.. قد أدركنا حجم خطئنا في السابق فنتلافاه الآن.. أم العملية ما زالت سائرة حسب السابق!! إنه ليس من حقي أن أنتقد المنتخب الآن من بعد.. وإن كنت أملك من المعلومات عنه ما تجعلني أكتب فيه مجلدات.. لكني وإزاء افتقادي إلى الحجة المنطقية وضرورة تصور الشيء قبل الحكم عليه..!!

لكني مع هذا.. وإزاء كل هذا!!

أحذر من إعادة ما كتبه تاريخ المنتخبات الرياضي..

وأشعر أن عودة إلى مثل هذا ستعيدنا بالطبع إلى الحلقة المفرغة التي عشنا فيها فترة طويلة..

لذلك اذكروا أنني قلت لكم.. لا تصفقوا كثيرا.. فإن من يصفق بالبداية.. يفقد جزءاً من أصابعه.. أو يفقد لذة التصفيق في النهاية!!

ما أريد قوله.. التساؤل الطبيعي الذي سأطرحه..

ماذا سيرى الجمهور الرياضي في موسم جديد من حيث التنظيم والإعداد.. ورهيب من حيث الأهمية.. كموسم يقرر ولا شك.. الخلاصة الحية التي ستمثلنا في نوعية أدائها.. تجديداً.. وممارسةً.. وتغييراً.. وعطاءً.. بأشخاص المدربين الجدد والذين نستطيع القول عنهم إنهم يحملون إلى حد ما بذروا من التغيير.. مؤهلة للسقوط في أية لحظة أمام الجدار الأصم من عقليات بعض الإداريين المتجمدة.. والجهل المطبق الذي زرع بصفة خاصة في الغالبية المطلقة من لاعبينا.. جهلاً رياضياً يضاف إلى الجهل الثقافي.. والوعي البشري!!

إن هذا الدوري وهذا الموسم كما قلت هو مسؤولية مواطنة قبل أن يكون شيئاً آخر.. ليس مسؤولية جلب كأس.. ولا حرب الإعلام والخرق السوداء.. بل هو أكبر من هذا كله..!! وأعمق من ذلك كله.. ومن هنا تنبع المسؤولية الكاملة الملقاة على دورة الخليج الرابعة.. هل ستكون الفرق عاجزة عن تمزيق الورقة المهيأة سلفاً لدورة الخليج!!

أم أن أفرادها الصغار والكبار سيضعون المدرب في دوامة.. أمام جماهير غفيرة لن ترحم خطأ.. ولن تنسى تجاوزاً.. ولن تصفح عن محاولة لهضم حق أي كان!!

إن مسؤولية فرقنا القادمة تتجاوز مراحل صراعها.. وتنافسها وحدة مقاومتها بعضها لبعض لترتفع إلى مفهوم وطني أكثر اتساعاً وأعمق مفهوماً.. وأجدى افتراشاً.. وبالتالي فإنها مسؤولة ولو مرة واحدة عن عواتق الجميع لتحديد المنحنى الحقيقي لنا.. إنني أقدر أننا سنكسب دورة الخليج!! كما أقدر أننا لن نكسبها!!

وعلى هذا لابد أن نبني قوائم الاحتمالين معاً حتى نكون أكثر قرباً إلى الواقعية.. ماذا سنفعل لو كسبنا دورة الخليج.. أو فزنا فوزاً متقدما!!

هل هذا يعني تكاملنا الرياضي الفعلي!!

هل يعني احتمال تفوقنا رياضيا في الحاضر!!

وهل يعني ذلك نسيانا للواقع الذي لابد من بنائه لتحقيق كل بواعث الانطلاقة!!

وإذا خسرنا لا سمح الله.. ماذا سيكون؟! وكيف سنعود.. وهل سنستمر في هذه الدوامة.. فريق يخسر.. ثم يعود ليخسر.. ونتائج لا تتحسن..

إن هذه تساؤلات يجب أن نجيب عليها منذ الآن.. حتى نمتلك سلاح المفاجأة بأيدينا..!! لا أدري كيف تتحدد ملامح هذا الموسم القادم وكيف سيعبر القنطرة بسلام..

* هل سيحافظ اللاعب على ولائه للمنتخب بجانب النادي أم يضع أحدهما أكثر تفوقاً من الآخر!!

* أين تقف الأندية من هذا الموسم..

ما هو الدور الذي سنلعبه فعلاً لجعل هذا الموسم.. معبراً مفيداً لنا!!

ثمة أسئلة أخرى.. أدعها لنفسي وقد أطرحها حالما تتضح الرؤية أكثر فأكثر!!

كل ما أريد قوله.. وخلاصة سؤالي منذ تسع سنوات أمام كل موسم رياضي:

هل من جديد!!

هل من جديد!!

هل من جديد!!

ويا للكارثة.. لو كانت الإجابة.. لا جديد!!

بريطانيا- عثمان العمير
الجزيرة 6 شوال 1395هـ


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد