Al Jazirah NewsPaper Monday  24/05/2010 G Issue 13752
الأثنين 10 جمادىالآخرة 1431   العدد  13752
 
لما هو آت
أولاً الإعداد والصلاحيات..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

أن يهيأ للمرأة عملها في المؤسسات المجتمعية بكامل تخصصاتها بما فيها كتابة العدل والجوازات وبعض مرافق لم تكن تأتي ضمن التفكير الحالم في مجتمعنا، وينبري الجميع للإدلاء بسلامة هذا المنطلق، ويعرضونه على الجانب الشرعي فلا يرون غضاضة فيه، ويؤكدون أن الخطوة إليه إنما هي في صالح تيسير عمل المرأة وعدم تعريضها للضياع أو الاحتكاك فيما يتعرض لثبوت حقوقها، والتأكد من أحقيتها والتوثيق لهويتها، وكل ما هنالك من المبررات التي باتت أخباراً طازجة تفتح الشمس أعيننا عليها، كل هذا الحماس للمرأة والعمل الدؤوب لفتح النوافذ لها وكأن مجتمعنا بين عشية وضحاها اكتشف أن من عناصره امرأة من حقها ومن حقها.. كل ذلك لا بأس طالما أنه يكون ضمن ضوابط حازمة، وجادة، لا وسط في أمرها طالما يتعلّق بضابط شرعي، ولسان الحال يقول «يا أهلنا الأفاضل إن الحياة الدنيا لا تغني أبداً عن يوم تعرض فيه الصحف، ويسأل كل فرد عن أمانته».. فمن الأمانة أن يتحقق للمرأة كل أمر ضمن ما يمنحها حريتها دون تقافز على أسوار الضوابط..، وبلا شك هذا الأمر ضمن أوليات كل مسؤول ولا يخفى عليهم على الإطلاق... لكن، ما سأذهب إليه هو آليات التنفيذ ومدى إعداد مواقع عمل المرأة في أي جهة عمل بما يساعدها على الإنجاز الصحيح، ولا يزيدها رهقاً، وهناك على أرض الواقع جهات افتتحت أقساماً نسائية لكن عدم فتحها أجدى من تنفيذه، ذلك لأنه مجرد عمل صوري لا تجدي النساء فيه شيئاً غير الإرهاق والمنافحة عند النوافذ الزجاجية أو التكدس من وراء باب المسؤولة لتحصيل إجابات عن معاملاتهن، فالأمر كله لدى الرجال، بينما النساء في مكاتبهن ليس لديهن من الصلاحيات غير حصد الأوراق ووضعها في صناديق وسيطة بين مكاتبهن ومكاتب الرجال ذوي الصلاحيات كلها، ويمضي اليوم والعاملات في هذه المكاتب مجرد وسيطات بين الورق والهواتف.., مما يزيد الرهق ويهدر الوقت ولا يعطي المرأة ولا الرجل النظرة الحاكمة بإيجاب في المؤسسة التي تجري فيها المعاملات على هذا النحو.. من أجل ذلك، فإنه يتعيَّن على أي جهة ترغب في افتتاح أقسام نسائية أن تحدد الصلاحيات وتمنح منها ما يعزّز دور المرأة في موقع عملها من جهة، وتربطهن بوحدات طرفية لتنفيذ العمل والمعاملات وإجراءاتها على وجه يحفظ ماء وجه من تحمل صفة العمل دون تعريضها لإحراجات الإحالات وخلو الكف من الصلاحية, ثمة ما يتطلب أن تعد المتوقع التحاقهن بعمل ما أن يتدربن قبل الإجراء, ومن ثم فكم تسعد المرأة وهي تتلقى ما يخصها في أمور مراجعة شؤونها الخاصة وتنفذه وتتفاعل من أجله مع نظيرتها التي بلا شك ستكون أكثر تفهماً لأهمية الوقت والجهد وانسيابية العمل..



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد