Al Jazirah NewsPaper Tuesday  25/05/2010 G Issue 13753
الثلاثاء 11 جمادىالآخرة 1431   العدد  13753
 
أهمية حصولنا على الجوائز في المهرجانات المسرحية الخارجية
فهد الحوشاني

 

كثير من وفودنا التي تُدعى لحضور المهرجانات العربية والدولية تعود دون جائزة، ودون أن تستفيد أو تعكس الصورة الإيجابية، وغالباً ما يتصدى لتلبية الدعوة المديرون والمقرّبون ويُحرم منها المختصون والمبدعون! وفي مجال المسرح أرى هذا الأمر شديد الوضوح، ولن أتحدث عن العروض المسرحية الجيدة التي لا يحالفها الحظ بسبب شدة المنافسة فهذا أمر طبيعي، لكن هناك عروض أساساً ترشح للمشاركة وهي غير مؤهلة! وعندما يعود فريق العمل من مهرجان مسرحي خالي الوفاض فإن المسؤول أو المخرج يتحفنا بالأعذار التي أكل عليها الزمن وشرب! إما متهماً اللجان بأنها وقفت ضده ليشرح باستفاضة كيف أن الجمهور كانوا يصطفون منذ الصباح الباكر لمشاهدة عمله الفني (الخطير)، بل إن النقاد أصيبوا بدهشة! وما زالوا مدهوشين مأخوذين وكأن على رؤوسهم الطير! بعد أن شاهدوا عمله الفظيع والمريع! ويختم حديثه بأنه لا يستبعد أن هناك شيئاً ما تحت الطاولة! ثم يلتفت يميناً ويساراً ليلقي بقنبلته الأخيرة عندما يعلن أن هناك تجاذبات وتوازنات (سياسية) استدعت أن تطير الجائزة إلى دولة أخرى.

هذه بعض أعذار الذين تعودنا منهم المشاركة لأجل (الكشته) على حساب ميزانية الدولة، يذهبون بأعمال ضعيفة المستوى ثم يعودون دون أن يستفيدوا ليعاودوا الكرّة في أقرب مناسبة ليكرروا نفس الجناية بحق الوطن وتمثيل الوطن أو التمثيل على الوطن، بعد أن يقنعوا المسؤولين عنهم بأنهم سيأتون بما لم يأت به الأوائل، وإذا بنا ومنذ ثلاثين سنة ونحن ندور في نفس الدائرة إلا اسثناءات بسيطة! والمصيبة ليست في عدم الحصول على الجوائز (المتكرر) فقط، بل في الدعاية التي تسبق السفر، من أن هذا العمل سوف (يكسّر) الدنيا، وإذا به يعود مكسور الخاطر هو ومن كانوا يشاركون فيه! إن اللجان التي تشرف على المشاركات الخارجية مطلوب منها أن تعقد الجلسات مع مختلف المسرحيين (لتقييم) الوضع الحالي، فترشيح بعض الأعمال لا يمكن أن يكون بالتناوب أو لإرضاء فرع أو شخص أو منطقة! فسمعة المملكة أهم من أي شيء!

الإخوة الزملاء في الرياضة عندما يعود فريق رياضي أو (المنتخب) من مشاركة خارجية مهزوماً! فإن الصحف تمتلئ تحليلاً ومناقشةً لأسباب الإخفاق، لكن في المشاركات الثقافية وبخاصة المسرحية لا أحد يسأل ولا يساءل أو يقيّم (بتشديد الياء) فرق ووفود (توسعة الصدر)، وكأن وطناً أرسلهم لتشريفه لا يستحق الحرص على الحصول على الجوائز!

إن جلسات مصارحة ومكاشفة لماذا يخفق مسرحيونا خارجياً، وخصوصاً أننا نعرف أن البعض لا يؤمن إلا بالمسرح المعد (للتصدير)، وقد نذر نفسه وجهده وحتى الجهة التي يعمل فيها لهذا المسرح الذي يعود عليه شخصياً بالفائدة، ويتم إغفال المسرح الاجتماعي لأنه ليس فيه بند للسفر الخارجي! أليس من حق الوطن وحق المسرح علينا أن نحقق الجوائز، ومن مساوئ بعض المشاركات ليس فقط أنها لا تحصل على جائزة أو لا تدخل المنافسة، ولا من أضيق أبوابها، بل إنها تدمر كل ما بنته العروض الجيدة التي أعطت صورة مشرقة عن المسرح السعودي، هذه النوعية من العروض الهادمة علينا أن نمنع أفرادها من تمثيل المملكة مع مساءلة حقيقية لمن رشحهم: كيف يرشح عرضاً مسرحياً يمثّل المملكة يسيء إلى سمعة المملكة ومسرحييها في محفل ثقافي خليجي أو عربي!



alhoshanei@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد