Al Jazirah NewsPaper Tuesday  25/05/2010 G Issue 13753
الثلاثاء 11 جمادىالآخرة 1431   العدد  13753
 
لقاء الثلاثاء
عبد الكريم الجاسر
نهائي الأبطال على الطريقة الهلالية

 

توج الإنتر الإيطالي بطلاً لدوري أبطال أوروبا في نهائي كبير على حساب بايرن ميونخ الألماني.. الفوز الكبير للإنتر أعاده للواجهة مع مدربه البرتغالي الشهير خوسيه مورينهو.. حيث نجح هذا البرتغالي المثير في وضع الإنتر على قمة أندية القارة الأوروبية بعد غياب طويل عنها دام 45 عاماً ونجاح مورينهو المثير سنتناوله من خلال طريقته الفنية التي اشتهر بها الإيطاليون وهي الطريقة الدفاعية المعروفة الكاتاناتشو فشاهدنا في مدريد فريقاً إيطالياً لا يمثله أي لاعب إيطالي أساسي في اللقاء.. حيث توزعت جنسية لاعبيه بين ست دول ليس من بينها إيطاليا فالحارس جوليو والمدافعان ما يكون ولوسيو برازيليون.. والمدافع صمويل ولاعبا الوسط زانتي وكمبياسو والمهاجم ميليتو أرجنتينيون.. ومعهم هولندي وكاميروني وروماني ومقدوني.. ومدربهم برتغالي.. إذا هو فريق يمثل إيطاليا لكنه لا ينتمي لها سوى بالهوية وطريقة اللعب.. وفوز مورينهو باللقب الأوروبي وهو المعروف بطريقته الدفاعية الصارمة هو بالتأكيد انتصار للعب الدفاعي الذي لا يفضله الكثيرون في العالم غير الإيطاليين.. فالجميع يبحث عن الكرة الممتعة والأداء الجماعي الجميل والأهداف الغزيرة في المباريات وهذه المدرسة لا يمثلها بحذافيرها سوى برشلونة الإسباني.. لكن برشلونة سقط أمام الإنتر ومعه سقط اللعب الجميل الذي اكتسح العالم في الموسم الماضي.. وهذا يعني شيئاً واحداً هو أن كرة القدم مدارس وطرق لعب وأساليب مختلفة ولا يمكن حصرها في أسلوب لعب واحد أو طريقة واحدة ولذلك شاهدنا الكرة الدفاعية تجتاح أوروبا وتفوز باللقب تماماً مثلها مثل الكرة الجميلة التي فازت باللقب مع برشلونة الموسم الماضي على حساب المان يونايتد.

إذاً طرق اللعب هدفها واحد وهو الفوز وتحقيق الإنجازات.. وحين نطبق هذا الأمر على المستوى المحلي نجده يتجلى بحذافيره في الفوارق بين هلال كوزمين وهلال جيرتس هلال كوزمين الدفاعي حقق ثلاث بطولات في موسم ونصف ولعب على بطولة رابعة.. وكان في طريقه لإكمال الثلاثية (ربما) في الموسم الثاني لولا إبعاده الشهير.. بينما هلال جيرتس كان الأقوى والأمتع وحقق بطولتين ولعب على مثلهما.. وحين أقول الأقوى فإنني أقصد على مستوى العناصر لأن هلال الموسم الثاني لكوزمين (موسم الإبعاد) كان هلالاً مخيفاً متكاملاً غير قابل للخسارة.. تحدث عنه الجميع داخل المملكة وخارجها وخصوصاً بعد الفوز بكأس ولي العهد أمام الشباب الذي كان في أفضل حالاته الفنية حينها.. وكان الهلال يسير واثق الخطوة يمشي ملكاً نحو بقية الألقاب لولا ما حدث.. وحين يتحدث الهلاليون عن الفوارق بين الطريقتين ويفضلون هذا المدرب أو ذاك (من بين الاثنين) فإن كل منهما له محبيه ومعجبيه (أقصد طريقة اللعب) ولا يمكن القول بفشل هذه الطريقة ونجاح الأخرى سواء الدفاعية أو الهجومية لأن كرة القدم أصبحت علماً وطرق لعب لكل منهما سلبياته وإيجابياته.. فالطريقة الهجومية لا شك أنها ممتعة وتجلب الانتصارات الكبيرة وتسعد الأنصار لكنها غير مأمونة العواقب.. وشخصياً لا يمكن أن اطمئن لمباراة قبل مشاهدة وضع الفريق داخل الميدان أثنائها بالنسبة للطريقة الهجومية لكنني أثق تماماً قبل المباراة بالنسبة للطريقة الدفاعية التي تجعلك قريباً من الفوز في أي لحظة مع بقائك في مأمن من الخسارة أثناء المباراة.. وهكذا كان مورينهو وفريقه أمام برشلونة ثم البايرن.. ليخرج في النهاية باللقب الكبير.. وشخصياً أعرف الكثيرين ممن يتابعون كرة القدم الأوروبية يرتاحون كثيراً لطريقة مورينهو الدفاعية لأنها في المباريات الكبيرة تجعلك كبيراً وفي المباريات الأخرى تخرجك كاسباً.. طبعاً هذا الحديث يقتصر فقط على الطرق الفنية وأتمنى أن لا يسعى أي شخص لتحليل معانيه وأهدافه وتحميلها أكثر مما تحتمل.. وإذا كان هناك من سيقول إنني أنادي بعودة كوزمين أو إنني ضد جيرتس فأقول له باختصار وببساطة إنني ضد عودة كوزمين في الفترة الحالية ومع استمرار جيرتس ونهجه الفني الموسم المقبل، سواء بوجوده أو وجود غيره لأنني أتحدث عن النهج الفني.. فكوزمين لم يحقق شيئاً مع السد القطري ولو عاد (مثلاً) لفشل فشلاً ذريعاً لأن المغادرة بالإنجازات والعودة دونها تعني الفشل الأكيد وحتى تعود كما غادرت يجب أن تعود ناجحاً ومتوجاً بالألقاب حتى يتأكد الجميع أنك مكسب وإضافة لفريقهم.. وبالمناسبة تعجبني جداً شخصية جيرتس وسيطرته على الفريق التي هي أحد أهم أسباب نجاحه مع الزعيم في حين يختلف أسلوب كوزمين في تعامله مع اللاعبين باعتماده الطابع الأقوى والاحترام المتبادل وغض الطرف في بعض الأحيان كما يقول العامة (أكرب وجهك وأرخ يديك) ولذلك لم تؤثر شخصية كوزمين الضعيفة على علاقته باللاعبين وتحقيق الإنجازات والنجاح وهذا هو المهم ومربط الفرس والنتيجة النهائية لأي عمل وللشخصية نفسها لأن الشدة بحثاً عن النجاح وكذلك التسامح هو أيضاً من أجل النجاح!

لمسات

اليوم تجري قرعة دور الثمانية لدوري أبطال آسيا.. الأكيد أن الهلاليين والشبابيين سيتابعونها بقلوبهم.. وإذا كان للأمنيات مجال أقول أتمنى أن يلعب الهلال مع أحد الأندية الكورية لأنه أقوى مع الأقوياء.. وأن يلعب الشباب مع أحد الفريقين من غرب القارة الغرافة أو ذوب آهن اصفهان لأنه أقدر على التعامل معهما مع تقابل فريقين كوريين معاً.. نقول إن شاء الله.

الزميل الأستاذ صالح رضا توقع منذ البداية فشل صفقة الأهلي مع اللاعب يوسف الموينع.. وقد صدق توقعه بالفعل مما يؤكد حاجة الأهلي الماسة للرأي الفني الصادق!

مجلس الجمهور الهلالي في المنطقة الشرقية عطاء وتفاعل ومساندة بلا حدود.. ومبادرته الأخيرة بالاحتفال بنادي القرن كشفت الجهود الكبيرة التي يبذلها مجلس المنطقة الشرقية النموذج المشرف للجماهير الهلالية كما هو الحضور المشرف في الشرقية لكل مباريات الزعيم.

رسالة سمو رئيس نادي الهلال الواضحة والصريحة لسمو رئيس نادي النصر وضعت النقاط على الحروف وأكدت للجميع أن سموه يبحث بجدية عن بناء علاقات نموذجية مع الجميع لكنهم لا يتوقفون عن الاحتكاك به بمناسبة وبدون مناسبة!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد