ما يزيد على خمسة عشر عاماً ظلت 12600 فتاة سعودية ينتظرن إتاحة الفرصة لهن لخدمة وطنهن ومواطنيهن؛ فبعد أن أنهت خريجات معاهد المعلمات الثانوية دراساتهن، اللاتي كن يأملن في تعيينهن معلمات في مدارس تعليم البنات آنذاك، استقررن في بيوتهن بعد أن أوصدت أبواب المدارس الابتدائية وحتى رياض الأطفال في وجوههن، وأخذت خريجات معاهد المعلمات يتكاثرن عاما بعد عام إلى أن طورت معاهد المعلمات الثانوية لتصبح فيما بعد كليات البنات، ويصبح عددهن 12600. ورغم كل الوظائف الإدارية والتعليمية في مدارس البنات التي يشغل بعضها متعاقدات من غير بنات الوطن، وخاصة خارج المدن الكبيرة، لم تتم معالجة هذه القضية حتى عُرضت على مجلس الوزراء الذي أنهى في جلسته الأسبوعية التي عُقدت أمس الأول (يوم الاثنين) معاناة بنات الوطن اللاتي يتحرقن شوقاً لخدمة وطنهن ومواطنيهن؛ فقد قرر المجلس استحداث 12600 وظيفة إدارية بالمرتبة الرابعة لمصلحة وزارة التربية والتعليم (تعليم البنات) لتعيين من يرغبن في العمل من خريجات معاهد المعلمات الثانوية اللاتي لم يُعيَّنَّ بعد، على أن يكون إحداث هذه الوظائف في وزارة المالية على مدى ثلاث سنوات، كل سنة 4200 وظيفة، ابتداءً من العام القادم.

تعيين الخريجات سيتم حسب أقدمية التخرُّج والتقدير والنسبة المئوية للمؤهل، وتعيينهن سيكون في أماكن إقامتهن أو الأماكن المجاورة لها، وذلك حسب حاجة كل مدرسة.

هذه المعالجة العادلة، التي ستنفَّذ وفق معايير لا يمكن تجاوزها تعتمد على سنة التخرج ونسب المؤهل، تنهي معاناة هذا العدد غير القليل من بنات الوطن، وهو ما يحسب لمقام مجلس الوزراء الذي كثيراً ما تنطلق من لجانه المتخصصة العديد من الحلول والمعالجات الإيجابية لكثير من القضايا التي يعاني منها المواطنون والمواطنات. هذه المعالجة تؤكد اهتمام الدولة بالمرأة السعودية وتمكينها من خدمة وطنها خاصة بعد الإقبال الكبير من بنات الوطن على نهل العلم وإكمال دراساتهن العلمية؛ حيث وصلن إلى أعلى المراتب والدرجات العلمية، ومنهن من يزاحمن أشقاءهن الرجال في تحقيق التفوق والتميز في مختلف التخصصات.

***