Al Jazirah NewsPaper Wednesday  26/05/2010 G Issue 13754
الاربعاء 12 جمادىالآخرة 1431   العدد  13754
 
قطعة الأرض جزء من الوطن الغالي
علي بن عبدالله الحسين

 

اشترى مواطن قطعة أرض بهدف أن تكون له سكناً وكان يزور هذه الأرض في الشهر مرة ومن ثم بالأسبوع مرة ثم تحولت الزيارات يومياً وبحكم المعرفة فيما بيني وبينه سألته عن سبب تلك الزيارات الشهرية والأسبوعية واليومية.. فقال لي إن الزيارات الشهرية هي بهدف المراقبة العامة للأرض وما يستجد من بناء وغيره وعندما رأيت أحد الجيران عازم على البناء بدأت بالزيارة الأسبوعية وعندما بدأ بالتعمير بدأت بالزيارة اليومية والهدف من هذا كله المحافظة على مراسيم أرضي والتأكد من تطبيق الأطوال والمساحة خوفاً من نقصها أو وضع المخلفات والخرسانة الزائدة فيها. فإن عدم المحافظة على الأرض يعتبر إهمالاً، فقلت له إن هذه الأرض التي تعتبر سكناً لك ولأسرتك هي جزء من الوطن الغالي الذي أقلتك أرضه وأظلتك سماؤه، وبما أنك تحافظ على سلامة أرضك ونظافتها وعدم تعرضها للشواغل والشوائب فيجب عليك وعلينا جميع أن نحافظ على كامل الجزء المتبقي من هذه الأرض وهو (الوطن) فلا فرق بين متر من أرضك أو جزء من مساحة المملكة العربية السعودية. فالوطن غالٍ، والوطنية واجبة وهي المتمثلة بالناحية الدفاعية والحرص على سلامته، وأن تكون الغيرة مغروسة في قلوبنا وفي قلوب أبنائنا، بحيث لا تؤثر عليها تلك المؤثرات الداخلية والخارجية، وأن تكون الأدمغة حذرة من الغسيل المنحرف لا تؤثر عليها كلمة حاقد وحاسد.

فيجب علينا الولاء الصادق الواضح بمشاعر الانتماء بالإخلاص يظهر من العيون بالدموع الغالية والنفوس بما ترسمه بالدماء الزكية، وما أروع ملامح الاستشهاد لتعانق ثرى هذا الوطن دماء تفوح شذا ووفاء وحتى يبقى صوت الوطن بالوطنية فوق هام السحب.. راية التوحيد تعانق الوطنية.

حب الوطن يتوهج داخل قلوبنا ولا تؤثر عليه رياح الزمن وتقلبات السنين فحبنا الكبير كارتفاع النجوم وشموخ الجبال حقيقة إنك أكثر بكثير من هذا وذاك، لبيك ياوطني.

فالمواطنة هي صدق الانتماء لهذه الأرض (المملكة العربية السعودية) بروح تستشعرها القلوب بالمواطنة الصالحة والوفية، وأن يكون كل فرد مدافعاً صادقاً عن وطنه وقيمة الرفيعة مدافعاً عن كل ذرة تراب بأي بقعة كانت داخل مساحة المملكة العربية السعودية.

وكذلك بالمحادثة عن أمجاد الوطن حتى يتشكل لنا أنموذجاً مضيئاً بكل معاني المواطن الصالحة الصادقة في أسلوب التعامل والتصرف فروح الولاء مرتبط بصدق الانتماء لهذا الوطن الغالي، ولكن تبقى أنت يا وطني أعز ما نلك سواء كنا في الصحاري أو في بساتينك.

وانتهى الحديث فيما بيني وبينه بقوله صدقت صدقت.. وبدأنا نردد جميعاً الوطن غالي.. الوطن غالي.. الوطن غالي.

بريدة


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد