محمد نور النجم الكروي الكبير الذي طالما امتدحنا مستواه الفني داخل المستطيل الأخضر.. كان عند الساعة العاشرة تقريباً مساء يوم الأحد من بعد الفوز بكأس الملك للأندية الأبطال.. وتحديداً في حي الطندباوي بمكة المكرمة وعلى سيارته الفارهة باهظة الثمن ذات اللوحة المتميزة باعتباره من أبرز الشخصيات السعودية (018 ن.و.ر) يعرقل حركة السير في ذلك الشارع بتعمده الوقوف المعاكس والخاطئ.. مستمداً تلك العرقلة من قدرته العالية في عرقلة وإعاقة لاعبي الخصوم من تجاوزه داخل الملعب!
وشتان بين الحالتين.. أقول لنور (خذ راحتك) في الملعب.. واعتبره ملكاً لك ولوحدك.. إذا شئت.. ولكن بالطريقة المشروعة!
لكن الوضع مختلف جداً في الشوارع والطرقات.. والإسلام الذي يهدف إلى الرقي بالمجتمع إلى معالي الأمور وسمو الأخلاق وعلو الآداب. وينأى بأفراده عن ممارسة كل خلق سيئ أو عمل مشين.. يرفض بكل تأكيد قبل أن ترفضه قوانين المرور.. وحتى الذوق والآداب العامة.. ومبدأ احترام الآخرين.. ألا تتذكر يا محمد نور أثناء دراستك في المرحلة الابتدائية ذلك الحديث حول إعطاء الطريق حقه!
لقد ثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: (فإذا أبيتم إلا المجلس فاعطوا الطريق حقه).
قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
عزيزي نور:
احترم نجوميتك.. لكن ينبغي عليك المحافظة عليها خارج الملعب.. باعتبارك (رمز) و(قدوة).. شخصياً لم أكن شاهداً على واقعة (عرقلتك) الحركة المرورية متمنياً أن لا تكون قد تسببت في تأخر وصول مريض لمشفى بحاجة إلى علاج عاجل قد ينقذ حياته بعد الله..
من كان في قلب الحدث صديق عزيز أثق جداً بصحة معلومته وهو الأستاذ سليمان الجدعي عضو الاتحادين السعودي والآسيوي لكرة الطاولة إذ كان متواجداً في مكة للإشراف على بطولة مدرسية.. وقد دفع به (سوء حظه) لمشاهدة الموقف (لايف) وحينما نزل من سيارته وتوجه لسيارة نور (قبل أن يتعرف عليه) ليطلب منه التحرك وفك الاختناق المروري.. بادره نور الذي استشاط غضباً وبحركة هستيرية والشرر يتطاير من عينيه قائلاً: فارق.. مو شغلك.. هذا أنتم يا (......) شاطرين تعتقدون أن قائد السيارة سائق أجنبي!!
رد عليه سليمان الجدعي وبمنتهى الذوق والأدب: عفواً أنت كابتن كبير عليك أن تحسن التصرف! ولم أطلب منك أكثر من أن تعطي الطريق حقه!
وسامحونا!
تركي البراهيم.. حياك الله في الرياض!
أسفرت تحركات أعضاء شرف نادي الرياض.. وبالإجماع عن ترشيح الشيخ تركي البراهيم لتولي رئاسة إدارة مدرسة الوسطى بعد أن قامت اللجنة التنفيذية المنبثقة عن مجلس أعضاء الشرف بدراسة برامج عمل واطروحات المرشحين الأربعة للرئاسة.. وقد اتضح لها بعد المقابلة الشخصية أن البراهيم هو الأكثر حظوظاً للفوز بالرئاسة لسنة واحدة وفقاً لبرنامجه وخطة العمل التي طرحها على اللجنة..
.. في نادي الرياض تفاؤل كبير بأن يحقق تركي البراهيم القادم من خارج الوسط الرياضي نجاحات بارزة.. نقول للرئيس الجديد مرحباً بقدومك لناديك الرياض الذي هو في أمسّ الحاجة لشاب طموح يمثِّل أسرة اجتماعية معروفة.. ونصيحتي له أن يختار أعضاء مجلس إدارته بعناية فائقة يساهمون معه في إعادة البناء وتصحيح الأخطاء السابقة والتركيز على العمل المؤسساتي من حيث تشكيل اللجان العاملة.. ونادي الرياض الذي يتمتع بالمناخ الصحي، حيث الهدوء وابتعاده عن الدخول في صدامات مع الآخرين.. هذا مما يوفر للرئيس الجديد الطموح الحرية التامة في إعادة بناء الرياض بشكل إيجابي..
.. نحن معك يا تركي قلباً وقالباً.. وفقك الله لكي تفتح المدرسة أبوابها مرة أخرى بعد إغلاقها من جراء هزة عنيفة هي الأعلى على مقياس (ريختر) في تاريخه!
وسامحونا!
رحم الله من أهدى لي عيوبي!
التقيته في مناسبة اجتماعية.. رياضي سابق.. أكرمني بكلمات الثناء والتقدير.. وشكراً له على ذلك الإطراء الذي لا أستحقه!
.. قال: إنه قارئ متابع لما أكتبه في هذه الزاوية.. وفي نفس الوقت يأمل أن أتقبل بصدر رحب انتقاداته!
.. قلت له: على الرحب والسعة وثق بأنني سوف أقدر لك أي نقد إيجابي يهدف الصالح العام.
.. وأضاف: لقد ذكرت في مقالة الأسبوع المنصرم في سياق الحديث عن سلوكيات الطلبة وما تعرضت له سيارتي من اعتداء شاب مفحط بأنها جنازة تنتظر الموت وهذا خطأ فادح وقعت به عن غير قصد.. وقال: إن الصح هو جنازة تنتظر الدفن!
.. شكرته على تلك الملاحظة مطالباً إياه بالاستمرار في التوجيه.. ورحم الله من أهدى لي عيوبي!
وسامحونا
