Al Jazirah NewsPaper Friday  28/05/2010 G Issue 13756
الجمعة 14 جمادىالآخرة 1431   العدد  13756
 
رئيسة قسم طب الأمراض الوراثية بجامعة الملك عبد العزيز د. جمانة لـ(الجزيرة):
مركز الأميرة الجوهرة للتميز البحثي أول مركز للأمراض الوراثية في المملكة

 

جدة - صلاح الشريف :

مركز الأميرة الجوهرة للتميز البحثي في الأمراض الوراثية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة يتميز هذا الصرح العلمي بأنه أول مركز متكامل للأمراض الوراثية في المملكة، وينفرد بنظرته الشمولية للأمراض الوراثية التي تضم الريادة في الأبحاث الهادفة في هذا المجال وتدريب الكوادر السعودية بمختلف المهارات الخاصة بكل من الأبحاث الوراثية والرعاية الصحية المتكاملة للمصابين وأسرهم والنهوض بهذا التخصص والعمل على الوقاية في المجتمع والحد من انتشار هذه الأمراض. حول هذا المركز ورسالته التقت الجزيرة بالدكتورة جمانة بنت يوسف الأعمى- أستاذ مساعد واستشارية طب الأطفال والأمراض الوراثية ورئيسة قسم طب الأمراض الوراثية بكلية الطب – جامعة الملك عبد العزيز.

والتي تحدثت عن المركز قائلة:

تأسس مركز الأميرة الجوهرة للتميز البحثي في الأمراض الوراثية في الأول من رمضان لعام 1429 هـ الموافق 1-9-2008م.

ونواة المركز هي وحدة الأمراض الوراثية التي تأسست في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز في أوائل يناير عام 2005م، ثم تبلورت فكرة إنشاء المركز بعد فترة وجيزة من عمل الوحدة بتشجيع من معالي مدير جامعة الملك عبد العزيز الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب وبمساندة معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد العنقري، وسرعان ما تجسدت الفكرة والطموح بالتبرع السخي من سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم بقيمة (15.000.000 ريال) لإنشاء مركز الأميرة الجوهرة للتميز البحثي في الأمراض الوراثية.

ويهدف المركز لدراسة أسباب انتشار الأمراض الوراثية في المملكة ثم وضع توصيات تهدف إلى:

الحد من انتشار الأمراض الوراثية في المملكة.

التشخيص المبكر للأمراض الوراثية للتمكن من تقليل المضاعفات.

تمكين بعض الأشخاص الحاملين للأمراض من إنجاب أطفال أصحاء بإذن الله باستخدام التقنيات الحديثة.

تقديم رعاية متكاملة لبعض المصابين بالأمراض الوراثية.

التثقيف الصحي الخاص بالأمراض الوراثية وطرق الوقاية لأفراد المجتمع خاصة بين المقبلين على الزواج.

تطوير تحاليل ما قبل الزواج وتحاليل حديثي الولادة بناء على الأمراض الأكثر شيوعا.

تدريب الكوادر السعودية في الاسترشاد الوراثي ورعاية مرضى الأمراض الوراثية.

اكتشاف طفرات وراثية وجينية لبعض الأمراض الوراثية الشائعة في المنطقة.

وبهذا يكون دور المركز بحثياً وتدريبياً وتثقيفياً وصحياً.

ورسالة المركز نقل أفضل نتائج الأبحاث المتعلقة بالأمراض الوراثية إلى المجتمع والأسرة والفرد في المملكة.

أما رؤية المركز فأن يكون مرجعا إقليمياً وعالميا في كل ما يخص الأمراض الوراثية من الناحية البحثية والعلمية والتدريبية.

ماهو التطور الذي شهده المركز؟

لقد شكّل مركز الأميرة الجوهرة للتميز البحثي في الأمراض الوراثية نموذجاً لعطاء جامعة الملك عبد العزيز بكل تاريخها ومشوارها العريق برؤيتها التي تمتاز بالتكامل والشمولية، حيث إن المجال البحثي من أهم المفاصل التي تقوم عليها الجامعة. ولذلك فقد استقطب المركز العديد من الكفاءات الوطنية والعالمية في مجال البحث العلمي في الأمراض الوراثية ، وتم تأسيس ثلاث وحدات بحثية هي:

- وحدة مشروع الفاريوم البشري العالمي: تم إقامة مجموعة عمل تمثل دور المملكة في دراسة التباين في الجينات أي ما يعرف ب «الفاريوم البشري» ضمن مجموعة من الدول الأخرى.. ويأتي هذا إثر مشاركتي بمحاضرة عن دور المملكة في المساهمة في وضع أساسيات الفاريوم البشري في المؤتمر العالمي بعنوان « مشروع الفاريوم البشري» والمقام في مدينة كوستا برافا الإسبانية في مايو 2008 م. ثم عقد عدة اجتماعات مع رئيس المشروع، وإقامة ورشة عمل خاصة في المركز. وقد تم نشر ورقة علمية توضح الخطوات الأولى في هذا المشروع.

- وحدة الأبحاث الجنينية التجريبية على حيوانات التجارب: وحدة بحثية تقوم بإجراء الأبحاث المعملية على حيوانات التجارب: هي وحدة بحثية متخصصة لدراسة وتقييم تأثير تعرض الأمهات لملوثات البيئة المختلفة والموجودة في البيئة السعودية، سواء كانت ملوثات هوائية أو ملوثات مائية أو ملوثات أطعمة، وذلك أثناء فترة ما قبل الحمل أو أثناء الحمل على نمو وتطور الأجنة في حيوانات التجارب و اكتشاف أي عيوب خلقية، سواء كانت شكلية أو تركيبية أو وظيفية في الأجنة والمواليد، ومحاولة تتبع المواليد في المراحل الأولى من الطفولة؛ لاكتشاف ظهور أي مشاكل صحية نتيجة تعرض الأمهات لهذه الملوثات.

- وحدة الأبحاث الجينية ، وتضم: المجاميع البحثية التالية:

- متلازمة نونان: دراسة الصفات الإكلينيكية والجزيئية لدى المصابين العرب.

- المشروع العالمي لمرضى السكر من النوع الثاني والتقنيات البحثية لاكتشاف الجينات المسببة له.

- دراسة الاختلافات الخلقية لدى حديثي الولادة.

- أبحاث الأسباب الوراثية لأمراض الكلى في الأطفال.

ونتيجة لهذا التطور في مجال التأسيس للأبحاث في مجال الأمراض الوراثية فقد كان للمركز إنجازات عديدة تحدثت عنها وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

ماهي الإنجازات التي حققها المركز؟

أود أن أشير إلى بعض إنجازات المركز على سبيل المثال لا الحصر:

البحوث المنشورة منذ تأسيس المركز : بالرغم من قصر المدة منذ تأسيس المركز، فالإنتاج العلمي- ولله الحمد- قوي، فقد تم نشر (9) أبحاث في المجلات العلمية المحكمة خلال السنة الأولى من التأسيس، ومنها ما قد أضيف من ضمن المقالات المميزة في عدة صفحات إلكترونية لجامعات عالمية وفي الدوريات ذات عامل المردود المرتفع.

المحاضرات والمؤتمرات العلمية: وكذلك فقد شارك المركز في العديد من المحاضرات العلمية والمؤتمرات العالمية المتخصصة داخل وخارج المملكة. واستطاع المركز على الرغم من حداثته من استقطاب العديد من الباحثين العالميين الذين لهم باع طويل في تخصص الأمراض الوراثية وعقد عدة اتفاقيات للتعاون الدولي مع مراكز إقليمية وعالمية متخصصة من مختلف الدول بما فيها استراليا وكندا وقطر والبحرين.

كما استضاف المركز عددا كبيرا من الباحثين العالميين المتخصصين في مجال الأمراض الوراثية واستمر التواصل معهم لتحقيق رسالة المركز ورؤيته.

وعقد المركز ورشة عمل دولية تحت رعاية كريمة من معالي مدير جامعة الملك عبد العزيز لوضع الإستراتيجية العامة للمركز وشارك فيها باحثون عالميون من أشهر المؤسسات البحثية المتخصصة في مجال الأمراض الوراثية. ولا تتوالى إنجازات المركز، وتسير بخط بياني متصاعد ومتسارع بفضل الله تعالى وتوفيقه أولاً ثم بفضل الدعم السخي الذي قدمته سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم ثم بجهود القائمين على دعم المركز وتشجيعه ومتابعة إنجازاته وعلى رأسهم معالي الدكتور أسامة بن صادق طيب مدير جامعة الملك عبد العزيز.

ولا ننسى أننا تمكنا بفضل الله من إنشاء قسم أكاديمي مستقل لأول مرة في الجامعة هو طب الأمراض الوراثية كقسم أكاديمي في كلية الطب يقوم بتدريس مادة الوراثة الطبية للطلاب وتدريب الأطباء المقيمين في المستشفى الجامعي. وما تمت الإشارة إليه من إنجازات هو أمثلة إذ إن لدى المركز الكثير من النتاج البحثي المتخصص الذي يتم تشكيله في إطار خدمة الأسرة والمجتمع وخدمة العلم في سبيل بناء هذا الوطن المعطاء في ظل ، هذا على المستوى الوطني، أما على المستوى العالمي فقد خطا المركز خطوات عديدة باتجاه وضع ركائزه ومكانته العالمية تجسيداً للدور الريادي والقيادي للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه ولن يتحقق ذلك إلا بالعمل الجاد، ومن ذلك مثلاً ما ذكرناه حول مشروع الفاريوم البشري العالمي ودور المملكة فيه من خلال مركز الأميرة الجوهرة للتميز البحثي في الأمراض الوراثية.

ماعلاقة المركز بالأسرة والمجتمع؟

تشكل الأسرة الوحدة البنائية الأساسية في المجتمع، لذا تم إيلاء الأسرة كل عناية واهتمام في الجهود البحثية التي يقوم بها المركز، حيث نسعى لتحويل جميع مخرجات ونتاجات البحث العلمي المتخصصة والمعقدة إلى مادة بسيطة متداولة بين الناس بحيث تعيها وتستفيد منها كل الأسر على اختلاف شرائحها الاجتماعية والاقتصادية ومستوياتها العلمية، من خلال نشر وتعميم نتائج الأبحاث وتقديم خدمات الاسترشاد الوراثي للمقبلين على الزواج أو الأسر التي تضم مصابين بالأمراض أو الاختلافات الوراثية وللمهتمين بالأمراض الوراثية من غير المتخصصين.

كما يقدم المركز خدمة تدريب الأطباء المقيمين وأطباء الامتياز والباحثين وأخصائيي المختبرات في مجال الأمراض الوراثية.

ولا يترك المركز أي فرصة لتقديم خدماته إلا ويستثمرها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لنشر الوعي بخطورة الأمراض الوراثية خاصة في ظل ارتفاع نسبتها في المملكة العربية السعودية. ويضم المركز أربع عيادات متخصصة في مجال الأمراض الوراثية والاسترشاد الوراثي وهذه من أهم ما يميز المركز حيث تركز هذه العيادات على التشخيص المبكر للأمراض الوراثية للتمكن من تقليل المضاعفات، وتمكين بعض الأشخاص الحاملين للأمراض من إنجاب أطفال أصحاء بإذن الله باستخدام التقنيات الحديثة، وتقديم رعاية متكاملة لبعض المصابين بالأمراض الوراثية. و تطوير تحاليل ما قبل الزواج و تحاليل حديثي الولادة بناء على الأمراض الأكثر شيوعاً.

وإزاء هذه الإنجازات فقد حصد المركز (4) جوائز اثنتان منها محليتان واثنتان إقليميتان.

وأود هنا أن أقدم شكرا خاصا لسمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم أميرة العلم والعطاء على تبرعها السخي ودعمها المادي والمعنوي لهذا الصرح التعليمي والصحي الهام. وانطلاقاً من حرص مركز الأميرة الجوهرة للتميز البحثي في الأمراض الوراثية على تحقيق رسالة جامعة الملك عبد العزيز في أن تكون منارة في المعرفة والتميز المهاري والريادة في التنمية والابتكار والتميز العلمي والبحثي لخدمة المجتمع وبناء الوطن، يسر المركز دعوة أعضاء وعضوات هيئة التدريس في جامعات المملكة والمؤسسات الأكاديمية والباحثين المهتمين لتقديم مقترحاتهم البحثية ضمن المحاور البحثية التي يختص بها المركز من دراسة: المسببات الجينية للأمراض الوراثية و الوقاية من الأمراض الوراثية و التقنيات الحديثة في تشخيص وعلاج الأمراض الوراثية.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد