Al Jazirah NewsPaper Friday  28/05/2010 G Issue 13756
الجمعة 14 جمادىالآخرة 1431   العدد  13756
 
يحزننا رحيلك يا فهد الحزيمي
سعود بن عبدالله الهذلي

 

يفتقد رواد البرامج الصيفية بمركز البصر بالقصيم هذا الصيف حبيب الجميع الأستاذ فهد بن عبدالعزيز الحزيمي الذي رحل عن دنيانا هذا الأسبوع... ليلقي بظلال حزينة على مركز البصر بعدما أحبه الجميع من خلال نشاطه الدؤوب وتواصله مع الطلاب في كل صيف من خلال برامج الإثراء العديدة ومشاركته في الأعمال الخيرية الأخرى.

الحديث عن الراحل فهد الحزيمي لا يكل عنه القلم ولا يمل... غير أن الحزن الذي ضرب على مركز البصر بفقد من أحب هذه الأرض وأحب أهلها يلجم كل شيء.... يلجم اللسان والأقلام ويسيل المداد دموعاً ليحيل الصفحات البيضاء سواداً... ليعم السواد كل ليالي مركز البصر رغم الأضواء الكاشفة.

قليلون جداً الراحلون الذين يذكرهم الناس في زماننا هذا... وقلائل جداً أولئك الذين تبكيهم الديار وتفتقدهم الأعمال الجليلة التي خلدوها في هذه الدنيا الفانية... غير أن الأستاذ فهد الحزيمي -يرحمه الله- تبكيه مواسم كاملة كان يقدم فيها الفضائل والمآثر الجليلة لأبناء هذا المركز المعطاء..

فهد... لم يغضب أحداً ولم يجر على خليل.. أو يظلم طالباً أو زميل.. وفوق كل هذا كان باراً بوالديه ولم يكن عاقاً فقد قالها والده في يوم مماته، وهو ينثر حبات الرمال على قبره: (مات فهد البار. مات فهد البار)، وعيناه تذرفان الدمع على فراقه... يا لها من كلمة؛ هذه الكلمة الكبيرة الرائعة الشاهدة له ببرهما.. لذا أحبه والداه وأشقاؤه الأعزاء (عبدالله وخالد ومحمد وسلطان وماجد)... أحبه الأخلاء والأصدقاء والزملاء أحبه القريب والبعيد أحبه الكبير والصغير .. أحبته الديار والجوار.. وأحبه مركز البصر العريق... وفي ليلة رحيله إلى الدار الآخرة.. رحلت معه كل القلوب والأفراح والليال الحسان.. وعم الحزن غمامة تظلل الديار والديرة وكل الأرياف والهجر..

فهد.. عليه رحمة الله... ألفناه بشوشاً يحب الخير للجميع... نشطاً في الأعمال الخيرية وقد تطوع في العديد من الجمعيات الخيرية في مركز البصر حتى عرفه الجميع... وألفه الكل... ولم يبخل يوماً على أحد بنصيحة.. يحب الخير لغيره قبل نفسه... يؤلمه أن يرى البؤس في وجه تلميذ له أو أسرته.. أو أحد أقاربه.. أو زملائه، وكان سباقاً في تقديم المساعدة للمحتاجين.

حتماً إن الحياة فانية بلا شك... ولا خير فيها إلا ما يقدمه الإنسان لذاك اليوم الآخر.. وما أحلى أن يذكر المرء بمحاسن أعماله الجليلة التي قدمها لإخوانه في الله في هذه الدنيا.

فالأعمال الخيرة تخلد لذكرى فاعليها.... وحان اليوم الذي يفتقد فيه الناس هذا البدر الذي ظل ينشر أضواءه لأكثر من (13) عاماً...... معلمو و طلاب مركز البصر يفقدون معلمهم النشط الذي ظل يلازمهم طوال فترات الصيف...

نسأل الله أن يكون قد أبدله داراً غير دارنا الفانية ويسكنه جنات النعيم بإذنه.. ولا يحرم الخير والفضيلة عن أحبته وإخوته.

فهد... أبكيك ونحزن ونذرف الدموع الحارة.. ولا نقول إلا ما يرضي الله الواحد الأحد.. لأن الموت مصيرنا ومنتهانا جميعاً.. ونسأل الله أن يجعلنا ممن يفتقدون بأعمالهم الجليلة في هذه الدنيا... كما نسأل الله أن يثيبك عنا وعن كل من أسعدته في هذه الدنيا وكل من افتقدك بالجزاء الحسن.. ويسكنك الجنة التي ظللت تعمل لها مرضاة لله تعالى.. هكذا نعرفك وعرفناك.. والله أعلم منا وهو علام الغيوب.

فهد .. هذا أقل ما استطعت أن أقوله لك وعنك.. وما أكننته من الحزن تنوء عن حمله جوانحي وقلوب أهل مركز البصر وتلاميذك.. ومن قبل أبناؤك وأهلك.. ومن قبلهم جميعاً والداك الأفاضل... ولكن عزائي يا (فهد) أن الجميع راضون عنك... وأسال الله لك الرضا والغفران إنه غفور رحيم..



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد