Al Jazirah NewsPaper Friday  28/05/2010 G Issue 13756
الجمعة 14 جمادىالآخرة 1431   العدد  13756
 
مشاريعنا التعليمية.. والعتبة الكؤود!!
د. سعد بن محمد الفياض

 

أذكر أني كتبت مقالاً قبل أكثر من سنتين بعنوان (مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم.. آمال وتطلعات) ذلك المشروع الذي أسند لتنفيذه تسعة مليارات من الريالات، والذي يحمل اسم قائد نهضتنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -.. وتفاءلنا خيراً، وأنها خطوة جبارة ونقلة عظيمة ستنقل التعليم في بلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة لنكون نحن وهم على طاولة تعليمية واحدة، وعقبت على ذلك أننا يجب ألا نكون متفائلين لذلك كثيراً، وأن لا نغرق في أحلام التطور والتقدم والإصلاح!! لماذا؟ لأننا للأسف نتعامل مع مشاريعنا التعليمية (بثقافة المسؤول الواحد) الذي يخترع البرنامج ويتبناه وينافح عنه فهو المقر وهو المخطط وهو المنفذ!! فالبرنامج مرتبط به يقظة ونوماً، صحةً ومرضاً؛ فأصبحت مشاريعنا التعليمية رهن الثقافات الفردية، لا تتجاوز دهاليز الوزارة وإن تجاوزت وصلت حد الاجتماعات! والانتدابات! وإن تجاوزت بالعسر عتبة الوزارة فإن أمامها تلك العتبة الكؤود التي لا يتجاوزها إلا من كان يجيد قفز الحواجز وهي عتبة المدرسة.. لأن مشاريعنا وبرامجنا التعليمية طالما تعثرت عند عتبة المدرسة وإذا سُئلت عن ذلك وجدت من كان وراء ذلك المشروع قد (نقل أو استقال) (فذهب وذهب مشروعه معه) وإذا قاوم البقاء فإنه يبقى مع الضعف والمسكنة!! أقول ذلك، وأنا أذكر تلك المشاريع التعليمية المتميزة التي أُضعفت أو قل غيّبت بعد ذهاب المسؤول عنها، والسؤال هنا: هل مشاريعنا هي ملك لذلك المسؤول أم أنها ملك لأجيال الأمة في حاضرها ومستقبلها؟!.. وهل عقول أجيالنا وثقافتها مرتهنة بالتجارب الوقتية ثم تنتهي مع أقرب (شخطة قلم)؟!

لذا، سؤالي الذي طالما نطرحه متى ننتهي من ثقافة مشروع المسؤول الواحد؟! إن هذه البرامج التعليمية التي بُذل من أجلها المال والوقت والجهد يجب أن لا تكون حكراً على (فلان أو علان)، بل هي باسم الوزارة وملك للأجيال، والتي لم تبخل قيادتنا الرشيدة تجاهها بوقت أو مال.. لذا ينبغي للمشاريع بعد أن تقر أن تستمر وأن تدعم مالياً وتطبيقياً وأن تعطى مساحة من الوقت.. لا كما نشاهده الآن فما أن يقر أي برنامج تعليمي ويعتمد ويخرج من أروقة الوزارة حتى يصطدم بتلك العتبة الكؤود عتبة المدرسة ويتعثر عند أول عتبة من عتباتها لنرجع من جديد للدراسة وللاجتماعات وربما الانتدابات ومن ثم تفاجأ أن تلك البرامج قد أوقفت بدون أدنى سبب أو إشعار مسبق !!.. لنرجع بعد ذلك من حيث بدأنا نبحث عن مشاريع وبرامج.. لنعقد لها الاجتماعات ونضع لها الدراسات ونؤصل لها الخطط.. فتكبر الأجيال وتتخرج الناشئة ومشاريعنا ما زالت على أرفف الوزارة وتحت التجربة ووفق التطبيق المبدئي.



Saad.alfayyadh@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد