Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/06/2010 G Issue 13762
الخميس 20 جمادىالآخرة 1431   العدد  13762
 
ماذا ومن في المقصف؟!
علي الخزيم

 

طفل يغمى عليه بعد حالة من الاستفراغ والغثيان وآلام الجهاز الهضمي بعد تناوله طعاماً من مقصف المدرسة الابتدائية، وأطفال يتسممون للسبب نفسه، أطعمة يعاد تسخينها وتبريدها عدة مرات وهذا مما يحذر منه الأطباء، بورجر وكبدة وفلافل ونحوها تباع خلال الفسحة لأطفال صغار يعدها عمال غير مؤهلين لا صحياً ولا معرفياً بهذه المهنة مع مستوى متدنٍ من النظافة، يشير والد الطفل المغمى عليه بسبب (بورجر المقصف) إلى أن مدير المدرسة اتصل به وأبلغه أن الطفل مغمى عليه وأن حضوره ضرورياً وعاجلاً، وهو يعلم أن أمامه زحام مروري خانق بمدينة الرياض لا يمكن تجاوزه إلا بشق الأنفس في حال الهدوء والسكينة فكيف بحال التوتر والقلق على فلذة كبده.

فالملاحظات السلبية على الموقف متعددة منها: أن المدير يبادر الوالد بكلمة ابنك مغمى عليه وهي جملة صادمة مربكة، وبعدها يطلب حضوره حالا، فهل هو يملك آلة سحرية للوصول فورًا، لذلك كان على المدير التصرف بحكمة في إخبار الوالد ونقل الطالب للطبيب، ثم يمكن أن نسأل المدير كيف يسمح ببيع مثل تلك المأكولات للأطفال في مدرسته (بورجر، فلافل، كبدة) وأمثالها وهي مما يمكن تلوثه لا سيما إذا عرفنا من الذي يقوم على إعدادها بمقصف المدرسة؟!

الذي أعرفه أن الأنظمة تمنع بيع غير المواد المحفوظة والمغلفة مسبقة الإعداد والتجهيز بأماكن وطرق يفترض أنها مأمونة من حيث النظافة وصلاحيتها الغذائية ومناسبتها لأعمار التلاميذ، ويحسن هنا تذكير مدير كل مدرسة حكومية أو أهلية أن هناك ملفات حاسوبية لكل طالب تتضمن أرقام ولي الأمر ثم المنزل والأفضل أن لا يربك العائلة باتصالات عشوائية والأهم أسلوب وطريقة الإبلاغ وبأي صيغة يكون، وبودي أن أتساءل هل تلك الملفات تتضمن معلومات عن الأمراض الوراثية أو الطارئة لدى التلاميذ وهذا من الواجب أن يدون فإن كان كذلك فهل من المتبع لدى إدارة المدرسة والإشراف الطلابي وريادة الصفوف العمل به، وهل يمنع التلميذ من تناول ما يضر بصحته مما لا يناسبه من أطعمة المقصف؟ أليس من الصواب أن يطلب مدير المدرسة (أي مدير مدرسة) من كل أسرة إشعاره بما لدى طفلهم من أمراض أو أعراض صحية ثم تعلق لوحات واضحة في كل فصل تضم قائمة بأسماء التلاميذ فيه، وأمام كل اسم ملاحظات بالأمراض والاحتياطات وتكون بعلم ومعرفة معلم الصف والمرشد الطلابي.

قد يرى البعض أن في الأمر مبالغة ولكن عند حساب الإيجابيات سنجد أنها تدخل ضمن الضروريات داخل المدرسة، لمصلحة الصغار الذين قد لا يستطيعون التعبير عما بدواخلهم، ولو كنت معلمًا لافترضت نفسي ولي أمر لجميع التلاميذ أو كأنهم أبنائي وتهمني مصلحتهم بأقصى حدود، سؤال أخير: هل يحق للمدير أو من يقوم مقامه بالمدرسة الامتناع عن إيصال التلميذ المريض للطبيب بسيارته الخاصة (خشية التبعات المحتملة) وهل يطاله العقاب إن رفض، وما الحل البديل إذن؟!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد