Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/06/2010 G Issue 13762
الخميس 20 جمادىالآخرة 1431   العدد  13762
 
متى يحقق ساسة فلسطين رغبة شعبهم؟

 

ألا يكفي الشعب الفلسطيني كل هذه المآسي والجرائم حتى يستفيق من يسوسون أمرهم؟.. فساستهم لم يرتقوا إلى مستوى فعل المتضامنين مع أهل غزة الذين كانوا على متن سفن الحرية، والذين واجهوا الإرهاب الإسرائيلي وتصدوا ببسالة رغم عدم حملهم لأية وسيلة دفاع عن أنفسهم سوى الأشواك والسكاكين البلاستيكية!

هؤلاء الناشطين الذين تنادوا لنصرة فلسطين وشعبها، وقَدِموا من أقاصي الدنيا وأدناها، فمن أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا وأوروبا، مزجوا دماءهم صاهرين عواطفهم ومواقفهم لنصرة الحق، متسامين على المصالح الذاتية وحتى السياسية؛ فالذين كانوا على متن سفن الحرية لم يكونوا يمثلون تياراً سياسياً محدداً؛ بل مزيجاً من جميع الاتجاهات السياسية من اليمين واليسار والحركيين الإسلاميين إلى رجال الدين المسيحي؛ حيث كان الرمز المطران كابوتشي مطران القدس المبعد على رأس قافلة أحرار العالم الذين واجهوا الظلم الإسرائيلي وحاولوا بصدورهم، وبعضهم قدموا أرواحهم لهذا الفعل؛ فاستشهدوا دفاعاً عن حق أهل غزة في نيل الحرية وكسر سجنهم الجماعي الذي فرضته إسرائيل بعد صمت العالم وتخاذل من بيدهم الأمر من ساسة فلسطين.

اليوم صنع هؤلاء النشطاء واقعاً جديداً، وفرضوا - مثلما أكد السيد أردوغان رئيس الحكومة التركية - ميلاد مرحلة جديدة من التعامل مع كيان غاصب، وكيان لا يعترف بالشرعية الدولية. هذه المرحلة تتطلب من الفلسطينيين قبل غيرهم أن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية التي يجب أن يتحلى ساستهم قبل غيرهم بأخلاقها وأدبياتها، ويتساموا على جراح أُطرهم التنظيمية، ويرموا خلف ظهورهم المصالح الحزبية والتنظيمية والشخصية، وأن يضعوا مصلحة فلسطين وأهل فلسطين في مقدمة اهتماماتهم، بل وقصر هذه الاهتمامات فقط على ما يقرب تحرير أرض فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المنتظرة وعودة أهل فلسطين من الشتات إلى أرضهم ووطنهم.

هذا الواجب يجب على ساسة فلسطين فعله، وبالذات على قادة فتح وحماس؛ للتعجيل بإعادة لمّ شمل البيت الفلسطيني على أسس واضحة وقوية لا تخدم سوى الشأن الفلسطيني وتعالج الهمّ الفلسطيني دون الوقوع في فخ المشاريع الأجنبية الدولية والإقليمية.

***





 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد