Al Jazirah NewsPaper Monday  07/06/2010 G Issue 13766
الأثنين 24 جمادىالآخرة 1431   العدد  13766
 
طموح القاعدة.. في أحلك توقيت!
د. سعد بن عبد القادر القويعي

 

في الوقت الذي أصيب به العالم بصدمة كبيرة، وهو يتابع الفعلة الإجرامية الإسرائيلية تجاه «أسطول الحرية»؛ لتأخذنا إلى ممارسات وحشية «غير إنسانية»، وتزرع التحدي السافر لدول العالم، بل وللقانون الدولي، وتزرع الشوك قدماً في تجويع الشعب الفلسطيني؛ لتقسو هذه المرة مع كل وسائل الإغاثة الإنسانية، وتشعل النار حتى في وجه من يتعاطف معهم، فيستمر الحصار «الهستيري» بتأييد أمريكي، عبر حدود مفتوحة لكل الممارسات الإجرامية.

حتى إن كل دول العالم «المتحضرة» استحقرت إسرائيل الإجرامية، وطالبت بتشديد العقوبات عليها بعد هجمتها العنيفة الظالمة تجاه السفينة التركية «مرمرة» في وضع مأساوي. لتبقى هذه الفعلة القذرة وصمة عار أبدية، لا تمحى عن جبين الإرهاب الإسرائيلي، وإكليل شوك يزهر النذالة والمهانة في حق من ينتصر لحقوق الإنسان.

أقول: في هذا التوقيت الدقيق الذي تعيشه أمتنا الإسلامية، يخرج علينا تنظيم القاعدة في اليمن، ليطالبنا بإطلاق سيدة القاعدة الأولى «هيلة القصير»، وليوصل إلينا تهديده بخطف الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين في السعودية. الأمر الذي يؤكد زيف توجهات القاعدة، كما يؤكد مناحي التدليس من كل جهة، بعد أن تبنى فكراً يوصف بالمغالاة، تمثل في تهديد داخلي بفقدان الهوية والغلو والتطرف؛ ليكون أحد أهم حملات تشويه الإسلام على مر التاريخ، والتطاول على سيادته وشموخه ضمن الرؤية الكونية.

هذه الفوضى الذي يسير عليها التنظيم، يندرج ضمن مخطط تأجيج علاقة الصراع بين الشرق والغرب. فرأينا - للأسف - هذا الانتشار الواسع لجرائم القتل والفوضى، حين استعارت لغة العداء للإنسان، وتقاذفت فتاوى صبيانية لعقول بليدة أوقعتنا في مصائب، لعل من أعظمها: إلحاق الضرر الكبير بالإسلام كدين، وبمصالح الأمة الإسلامية، ووضعت كل مسلم ومسلمة في دائرة الاشتباه والتربص.

أعتقد، أن أعظم أزمة يواجهها تنظيم القاعدة، هو: عدم تحقيق التوازن من خلال الفهم الصحيح للإسلام، والالتزام بنهج من الموضوعية في تناول مسائل مهمة ومصيرية كهذه، والتواصل مع مكونات المجتمع، والحرص على التقييم الشرعي في ظل مناخ يسمح بالتعاطي مع الآخر، دون تطرف في جانب، أو تفريط في جانب آخر. وبتجاوز هذه الأزمة، سنستطيع إظهار الدور الفكري والحضاري والإبداعي للتراث الإسلامي، - لاسيما - وأننا نمثل أمة المليار وثلث المليار إنسان. وسننشر الهداية بين الناس، والرحمة بهم، والعدل. أفلا يسعنا - بعد ذلك كله - ما وسع محمداً - صلى الله عليه وسلم - المبعوث رحمة للعالمين؟.

***



drsasq@gmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد