Al Jazirah NewsPaper Monday  07/06/2010 G Issue 13766
الأثنين 24 جمادىالآخرة 1431   العدد  13766
 

دفق قلم
هنا تتألَّق الحياة
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

حينما يكون الرفيق الذي يرافق الإنسان هو “القرآن” تتألَّق الحياة وتزدان، وتطمئنُّ القلوب، وتتفتحَّ الأذهان.

هنا في أجواء هذا المؤتمر الجليل، المؤتمر الأوَّل العالمي لتعليم القرآن الكريم، لا نرى إلاَّ أطياف السعادة تحيط بالمكان، مؤتمر نظمته الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي، فما أجمل ما نظَّمته هذه الهيئة، وما أروع ما دعت إليه، وما أعظم ما قدَّم المشاركون فيه.

كانت مفاجأة حفل الافتتاح في ذلك الطفل الطاجيكي “محراب الدين” الذي بلغ من العمر ثماني سنوات، ولكنَّها سنوات مفعمات بالخير والجمال لأن “محراب الدين” قد حفظ فيها القرآن كاملاً، حفظه في سنتين كأجود الحفظ وأتقنه، بدأ يقرأ فما أعظم المقام، وما أندى الصوت، وما أحسن مخارج الحروف، وما أتقن التجويد، وما أكثر ما كان يردِّد الحضور كلمة “ما شاء الله تبارك الله”.. ولي مع محراب الدين وقفة في المقال التالي لهذا المقال -بإذن الله تعالى-.

ثم تحدَّث د. عبدالله بصفر رئيس الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، مبيّناً في كلمته جهود هذه الهيئة المباركة على مدى عشر سنوات، ورعايته لآلاف الحافظين لكتاب الله والحافظات، ومئات الجمعيات القرآنية والمعاهد والمدارس المعنيَّة بالقرآن الكريم -داخل المملكة وخارجها- ويا لها من جهودٍ كبيرة، ومعلومات غزيرة، يمكن أن يبحر فيها من أراد الاستزادة عَبْرَ موقع الهيئة على شبكة المعلومات.

وتحدَّث الرجل الذي زهد في الرئاسة بعد أن أمسك بحبالها وأصبح من رجالها، فكان وما زال مضرب المثل في هذا العصر، إنه الرئيس السوداني السابق “عبدالرحمن سوار الذهب”، تحدَّث عن نشاط هذه الهيئة العالمية، ودورها في تعليم القرآن الكريم في السودان، وأفاض في الحديث عن مئات الجمعيات والمدارس والكتاتيب القرآنية التي تخرِّج آلاف الحفاظ من أبناء السودان.

أما معالي أمين رابطة العالم الإسلامي فقد تحدَّث عن غبطته بنشاط هذه الهيئة، وعن دور المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً في خدمة القرآن الكريم ورعايته طباعة، وتعليماً وتحفيظاً.

وتناول سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة، أهمية تعلُّم القرآن وتعليمه، والعمل به، والأجر الوفير لمن دعم هذا المجال بجهده وماله، ورأيه ومشورته، فكانت كلمته -وفقه الله- جامعة في هذا المقام مانعة مؤثرة.

وبعده كانت كلمة سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل الذي رعى افتتاح هذا المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، وقد تضَّمنت من المعاني الجميلة عن القرآن الكريم وتعليمه وحفظه، ما جعلها كلمة متميزة، خاصة وأنه أكد فيها أن هذه البلاد قد قامت على القرآن والسنَّة، ووحدَّها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- على ذلك، وأقام بناءَها عليه، ولا عزَّ لها ولأهلها إلاَّ به، وأكَّد في كلمته أن المملكة تلتزم بهذا النهج وتطبق القرآن الكريم تعليماً وتحفيظاً وقضاءً وقولاً وعملاً.

مؤتمر “يشرح الصدر” حضره جمع غفير من العلماء، والمقرئين والقارئين من أنحاء العالم، كلَّما تحدَّث أحدهم بأخبار القرآن في بلده، دمعت العين فرحةً، وامتلأ القلب سروراً، وحلَّق الوجدان في آفاق القرآن فنفض الهموم عن كاهله، وأزال آلام العصر عن نبضه، فلله الحمد والمنَّة.

إشارة

كل ما في الوجود يغدو ضئيلاً

حين يبقى القرآن فينا إماما

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد