Al Jazirah NewsPaper Monday  07/06/2010 G Issue 13766
الأثنين 24 جمادىالآخرة 1431   العدد  13766
 
إلى الأمام
قسوة المحب لا تملق المتربص
د. جاسر عبد الله الحربش

 

في الأسبوعين المنصرمين كتبت بضع مقالات عرضت فيها رأيي المتواضع الواضح في بعض المشاكل الاجتماعية والتربوية والاقتصادية كما أراها. تلك المقالات جلبت علي بعض العتب المخلوط بالإشفاق ممن رأوا أنني أسرفت على نفسي وتخطيت بعض الخطوط المعتادة في التعامل المفتوح في قضايا الرأي العام. راجعت مقالاتي تلك فلم أجد فيها سوى حماس المحب المتفاءل بمستقبل وطني أفضل في ظل ظروف مبشرة ومشجعة جداً من الشفافية والحوار ورحابة الصدر من حكومة مخلصة بقيادة ملك مصلح استثنائي وحكيم بكل المقاييس المحلية والعالمية.

في كل مرة يتصل فيها أخ كريم أو صديق عزيز أو قارئ محب وينبهني إلى بعض التروي أجيبه بأن هذه الحقبة التي نعيشها حقبة انفتاح مخلص على كل من وما فيه صلاح هذا الوطن الكريم وتعزيز مستقبله بتكاتف مواطنيه مع قيادتهم التي لهم عليها حق القول الواضح الصريح الناقد لما يرونه يستوجب التعديل والتصحيح، مثل ما أن لها عليهم حق الشكر والثناء وصادق الولاء لما يرونه موجباً للغبطة والارتياح والتفاؤل. الجملة الختامية التي ألتزم دائماً بقولها لمن يتصل بي معاتباًً أو ناصحاً هي مطالبتي له بالمساهمة الشخصية بكل ما يستطيعه من رأي وعمل لتعزيز قدرات الوطن ودوام مناعته وانتشار خيراته لتصل إلى كل طرف من أطرافه وقرية من قراه وكل دار ومنزل من دوره ومنازله.

كل العقلاء، بل وحتى أنصاف العقلاء يدركون أن هذه المملكة القارة توحدت لأول مرة في تاريخها في بنيان واحد متماسك بجهد قائد تاريخي استثنائي اقتنع برؤيته وناصره أبطال استثنائيون طيب الله ثراهم جميعاً وتغمدهم بواسع رحمته. بناءً على هذا التمثل لمعجزة البدايات يدرك العقلاء وأنصاف العقلاء أيضاً أن أي سوء يحل بهذا الوطن يعني بالضرورة انهيار البنيان على رؤوس الجميع وتفرقهم أشتاتاً متناحرة متطاحنة مرة أخرى.

وأخيراً بناءً على ذلك كله نحن جميعاً نعلم أن ما حل بدول كثيرة مجاورة لنا وبعيدة عنا من انهيار وتفكك واحتراب داخلي إنما حصل بسبب خوف وسكوت المخلصين عن توجيه النقد البنّاء في حينه وترك ساحات الرأي للمنافقين والمسترزقين والمتربصين حتى حلت الكارثة. هذا عصر خير وشفافية فاغتنموه يا ذوي الرأي والإخلاص ولا تتركوا الساحة للمنافقين والمتربصين.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد